صحيفة ألمانية : سوري يبدأ تدريبه في مجال تكنولوجيا المعلومات .. مثال ناجح على الاندماج

قالت صحيفة كرايتزايتونغ فوخنبلات الألمانية، إن كمال شيخو غادر سوريا وهو في السابعة عشرة من عمره. ينحدر من أصول كردية، ولم تكن هناك فرصة مستقبلية له في وطنه الذي يعاني من الحرب. اضطر إلى ترك عائلته، بما في ذلك والديه وشقيقيه الأصغر سناً، في عفرين. بدأ رحلته سيراً على الأقدام إلى تركيا، حيث حاول مراراً الوصول إلى اليونان دون جدوى. خلال فترة وجوده في تركيا، تعلم اللغة التركية وبدأ الدراسة هناك. وفي أكتوبر 2021، تمكن أخيرًا من الوصول إلى ألمانيا، رغم أنه لم يكن يعرف أحداً هناك أو يتحدث الألمانية.

بسبب وضعه القانوني وبلوغه سن الرشد، لم يُسمح له في البداية بالالتحاق بالمدرسة. ولكنه لم يستسلم وبدأ العمل التطوعي في منظمة Sozialkontor في هامبورغ. وما زال حتى اليوم يقدم المساعدة للأشخاص من خلال هذا الدور، وقد حصل على بطاقة الشكر من مدينة هامبورغ تقديرًا لجهوده.

في مارس 2022، التحق بمدرسة مهنية في بوخولتس وتلقى دروسًا في قسم الاندماج، حيث تلقى دعمًا في تعلم اللغة الألمانية. ورغم أنه وجد صعوبة في متابعة جميع المواد بسبب محدودية معرفته بالألمانية، إلا أنه أبدع في الرياضيات والمعلوماتية، مما دفعه إلى التفكير في بناء مستقبله في هذه المجالات.

منذ مارس 2023، بدأت وكالة التوظيف في منطقة هاربورغ بمتابعة حالة كمال شيخو. وقد وصفته مستشارته، مارتا زيروتسكي، بالشاب الذي لا يكل ولا يمل، وكان دائمًا لديه رؤية واضحة للخطوة التالية. وتعاونت معه في مساعدة للحصول على الاعتراف بشهادته الثانوية السورية.

مع الوقت، توسعت معرفته باللغة الألمانية، وأتقنها بطلاقة. كان ذلك عاملاً رئيسياً في إقناع صاحب عمله الحالي، شركة TRANSWAGGON GmbH، بقبوله. وأشار رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات في الشركة، ينس بوهل، إلى أن كمال اتصل بالشركة قبل إرسال طلب العمل، وأظهر من خلال المحادثة إلمامه الجيد باللغة الألمانية وروح التفاني التي يتحلى بها، مما جعله مرشحًا مميزًا.

كمال شيخو لا يتوقف عند ذلك، فإلى جانب تدريبه، يعمل في وظيفة بدوام جزئي في سلسلة مطاعم، ويواصل عمله التطوعي في Sozialkontor، وكذلك مع منظمة Arbeiterwohlfahrt، حيث قدم أكثر من 400 ساعة من المساعدة، سواء في المساعدة في الإجراءات الحكومية، أو الدعم في المستشفيات، أو المشاركة في اجتماعات أولياء الأمور.

تطلعات كمال شيخو المستقبلية بسيطة، فهو يرغب في العمل في مجال تكنولوجيا المعلومات بشكل دائم وتطوير معرفته باللغة الإنجليزية. ويحرص على مشاركة شعاره مع الآخرين: “يجب ألا نستسلم أو نُحبط! ويجب علينا استغلال الفرص التي تتاح لنا.”[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها