دراج ألماني يقطع 20 ألف كيلو متر بالدراجة لهذا السبب

 

قطع الناشط البيئي الألماني ميشائيل إفريتس البالغ من العمر 65 عاماً 20 ألف كيلومتر بدراجته الهوائية إلى الآن، عبر فيها 18 دولة، بدءًا من ألمانيا وصولاً إلى قارة أفريقيا، ووصل إلى كليمنجارو أعلى جبل في أفريقيا. وجهته هي مدينة باكو، عاصمة أذربيجان لحضور مؤتمر المناخ.

جاءت “رحلة الأمل” كما سماها إفريتس بمناسبة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ كوب 29 في أذربيجان، ليحثّ السياسيين وصانعي القرار وجميع الناس على المساهمة في مكافحة أزمة تغير المناخ التي تتفاقم يوماً بعد يوم.

وقال إفريتس لوكالة الأنباء الألمانية: “نقص المعرفة ليس موجوداً، وإنما ينقصنا الاستعداد عن التخلي عن مصالحنا الفردية وأنانيتا على المستوى الوطني والفردي أيضاً”.

الظواهر المناخية المتطرفة التي عاصرها إفريتس خلال رحلته جعلته على يقين تام بأنه إذا بقيت سياسات المناخ الحالية على ما هي عليه ستشهد الأرض المزيد من الأضرار، وستصبح الكثير من الأراضي غير صالة للسكن، وسنشهد ظواهر متطرفة عديدة مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف، ويضيف: “لا أفهم لماذا ندمّر نحن البشر سبل عيشنا بأيدينا!”.

وفي الأشهر القليلة القادمة يعتزم إفريتس على قيادة دراجته عبر الجزء الجنوبي من أفريقيا متجهاً إلى دولة جنوب أفريقيا، التي لا تخلو من الظواهر المناخية المتطرفة على حدّ تعبيره، وقال: “هناك حالة طوارئ في مالاوي وزيمبابوي وزامبيا وناميبيا بسبب الحرارة والجفاف”.

وتعرّض إفريتس خلال رحلته إلى عدة انتكاسات وتحديات جعلت الرحلة أكثر صعوبة، فخلال مروره في سلطنة عمان سقطت عليه حمولة كاملة من القضبان الحديدية غير المثبتة في شاحنة، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة، أدت إلى تأجيل رحلته لعدة أسابيع قضاها في العلاج والتعافي من جراحه.

وعند وصوله إلى القاهرة في أبريل/ نيسان الماضي تعرّض للسرقة بعد ساعة واحدة من وصوله، وقال: “. لم يبقَ لدي سوى دراجتي وجواز سفري وبطاقتي الائتمانية”، مشيراً إلى أن هذه الصعوبات كادت قد تعرقل إكمال رحلته؛ لأنه يعتمد فيها على التبرعات الخاصة. ولكن استطاع إفريتس الصمود في وجه العقبات التي واجهته لأنه يعتبر “رحلة الأمل” رحلة عزيزة على قلبه ومشروع حياته، وشدد على استخدامه للدراجةكوسيلة تنقل لأنها الوسيلة الوحيدة التي تمكّنه من البقاء على اتصال وثيق مع الناس خلال رحلته.

ورحلة إفريتس هذه ليست الأولى، فسافر العام الماضي بدراجته إلى مدينة دبي لحضور مؤتمر المناخ، الذي انعقد في الفترة بين 30 نوفمبر/ تشرين الثاني و12 ديسمبر/ كانون الأول في مدينة إكسبو دبي عام 2023.

ورحلته السابقة لم تقل مشقة عن رحلته الحالية، فأخبر إفريتس أنه شعر بالاحتباس الحراري فعلاً خلال رحلته التي امتدت إلى أفريقيا، إذ وصلت درجة الحرارة في مدينة أسوان المصرية إلى 50.9 درجة مئوية، وهي أعلى درجة حرارة تسجل في المدينة على الإطلاق.

وقال إفريتس: “كان علي أن أشرب حوالي 12 لتراً من الماء يومياً، ومع ذلك لم يسمح لي المصريون في أسوان من مواصلة الرحلة؛ لأن درجات الحرارة العالية كانت تهدد حياتي”. ويذكر أن رحلة ميشائيل إفريتس السنة الماضية قد استغرقت 222 يوماً، قطع خلالها مسافة 8662 كيلومتراً. (DPA – DW)

 

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها