على نحو مفاجئ و غير متوقع .. النظام يغادر حلب ؟ تفسيرات متضاربة و مستقبل مجهول

 

تمكنت هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها من الدخول إلى عدة مناطق في مدينة حلب، بعد تقدمها الكبير خلال اليومين الماضيين في أريافها، على نحو مفاجئ وغير مسبوق.

وأظهرت صور ومقاطع مقصورة دخول عدد كبير من عناصر الفصائل إلى مناطق حلب الجديدة وغربي الزهراء والمارتيني والحمدانية، دون مقاومة كبيرة كانت متوقعة من قبل الميليشات الإيرانية واللبنانية المساندة لقوات النظام.

وذكر شهود عيان في تلك المناطق لعكس السير أن دخول العناصر ترافق مع رفعهم للتكبيرات من مساجد تلك المناطق، ومحاولتهم طمأنة القاطنين فيها ومطالبتهم بعدم مغادرة بيوتهم.

وشهد اليومان الماضيان عمليات نزوح كبيرة من تلك المناطق، وقال قاطنون في بعض مناطق حلب الجديدة لعكس السير، إن قوات النظام منعت كثيرين من المغادرة، واشترطت على من أصر على المغادرة الخروج دون سيارة.

وتعدد تفسيرات السوريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يحظ أي تفسير بإجماع مطلق، فالبعض يقول إنه اتفاق “تركي – روسي” وآخرون يتحدثون عن انهيار كامل لـ “محور المقاومة” أدى إلى هذه النتيجة، وغيرهم من وصل به الأمر للتبشير بتقسيم البلاد.

وعلى الصعيد الميداني، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن “هيئة تحرير الشام والفصائل العاملة معها ضمن عملية ردع العدوان تمكنت من السيطرة على 20 قرية وبلدة وموقع في ريفي إدلب وحلب في اليوم الثالث على التوالي من استمرار الاشتباكات بين الفصائل وقوات النظام.

وأضاف: “كما تمكنت من دخول 5 أحياء في مدينة حلب وهي الحمدانية وحلب الجديدة و3000 شقة والجميلية وصلاح الدين، في مدينة حلب بأعداد كبيرة من المقاتلين بعد تنفيذ عمليتين انتحاريتين واشتباكات عنيفة دارت في محيط المدينة عقب السيطرة على مركز البحوث العلمية، وهذه أولى الأحياء التي تدخلها الفصائل منذ العام 2016، كما تمكنت القوات المهاجمة من السيطرة على مدينة سراقب في ريف إدلب الجنوبي، بعد معارك عنيفة وتمهيد بري مكثف من جانب هيئة تحرير الشام والفصائل”.

وشهد طريق خناصر الخاضع لسيطرة النظام ازدحاماً شديداً سببه سيارات الراغبين في مغادرة المدينة قبل أن تسيطر عليها الفصائل بشكل كامل، مع ورود أنباء تفيد بأن قوات النظام قامت بإغلاقه مؤقتاً.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، إن “الهيئة هي من تقود العمليات العسكرية بمشاركة بعض الفصائل المنشقة عن الجيش الوطني، وإن بقي التقدم كما هو الآن فخلال أيام سوف تعود الأمور على ما كانت عليه قبل 5 أعوام”.

وأظهر مقطع مصور زعيم تنظيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني وهو “يقود المعركة” عبر الهاتف، ويتحدث عن “بدء دخول المقاتلين إلى حلب المدينة”.

وبالتزامن مع ما يحصل في حلب، التي غاب الطيران الروسي والنظامي عن أجوائها، قال المرصد السوري إن “23 غارة للطائرات الحربية الروسية و السورية شنت على مدينة إدلب وعدة بلدات وقرى في ريفي إدلب و حلب.

من جهتها، قالت الخارجية التركية إن “هجمات النظام السوري الأخيرة على إدلب وصلت لمستوى يضر بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في أستانا”.

وأضافت أنه تدعو إلى وقف الهجمات الروسية السورية على إدلب، وتابعت أ، “الاشتباكات في سوريا تصعيد غير مرغوب فيه”.

وفيما غابت الأخبار الميدانية عن وسائل الإعلام النظامية، قالت وكالة الأنباء السعودية إن “وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالا من نظيره السوري بحثا فيه مستجدات الأوضاع في المنطقة”.

وفي سياق متصل، اتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الولايات المتحدة وبريطانيا بالتسبب في نشر الفوضى في سوريا من خلال دعم جماعات مسلحة وإرهابية.

وزعمت زاخاروفا أن موسكو ملتزمة بدعم سوريا وشعبها، مؤكدة أهمية الحفاظ على استقلالها وسيادتها، وأضافت أن سوريا تمثل أساسًا لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.

 

 

 

 [ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها