تقرير البطالة في ألمانيا: أرقام مفاجئة وصمود اقتصادي غير متوقع

 

ارتفع عدد العاطلين عن العمل في ألمانيا خلال تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 بأقل من المتوقع، وفقاً لتقرير وكالة التوظيف الفيدرالية. وبلغ عددهم 2.86 مليون شخص، بزيادة قدرها 7,000 فقط، مقارنة بتوقعات المحللين التي قدرت زيادة بـ20,000 شخص.

ورغم إعلانات تخفيضات الوظائف من قبل شركات كبرى مثل فولكس فاجن وشيفلر، أظهر سوق العمل الألماني صموداً لافتاً أمام التحديات. بلغ معدل البطالة 5.9% في تشرين الثاني/ نوفمبر، في حين ظل المعدل عند 6.1%، وهو أعلى مستوى منذ شباط/ فبراير 2021.

وبلغ عدد العاطلين عن العمل 3,554,394 شخصاً، بانخفاض قدره 4,000 شخص مقارنة بشهر تشرين الأول/ أكتوبر. ولكن بالمقارنة مع تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، سجل التقرير زيادة قدرها 109,000 شخص.

في الوقت نفسه، شهدت فرص العمل الشاغرة تراجعاً كبيراً، حيث بلغت 668,000 وظيفة، بانخفاض قدره 65,000 وظيفة عن العام السابق، مما يشير إلى تباطؤ واضح في نشاط التوظيف.

وقد أظهرت بيانات مكتب الإحصاء الفيدرالي انخفاضاً ملحوظاً في مبيعات التجزئة بألمانيا لشهر تشرين الأول/ أكتوبر بنسبة -1.5% مقارنة بالشهر السابق، وهي نسبة أدنى بكثير من توقعات السوق البالغة 0.3%.

وهذه النتائج تأتي بعد زيادة 1.6% في أيلول/ سبتمبر، مما يعكس تباطؤاً واضحاً في الطلب. وجاء الانخفاض مدفوعاً بتراجع مبيعات الإنترنت والطلبات عبر البريد بنسبة 2.4%، إضافة إلى انخفاض مبيعات السلع غير الغذائية بنسبة 2.2%.

في المقابل، سجلت مبيعات المواد الغذائية ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.1%. وعلى أساس سنوي، سجلت مبيعات التجزئة نمواً بنسبة 1% فقط مقارنة بـ4.2% في أيلول/ سبتمبر، في حين توقع المحللون نمواً يبلغ 3.2%.

ويعزى هذا التراجع إلى ارتفاع تكاليف المعيشة وتباطؤ الاقتصاد الألماني، ما أثر على استعداد المستهلكين للإنفاق على السلع مرتفعة الأسعار. كما أن التوترات الجيوسياسية، خصوصاً مخاوف الحرب التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، أثرت على التوقعات الاقتصادية.

ويُذكر أن ألمانيا تعتمد بشكل كبير على صادراتها، مما يجعلها عرضة لتقلبات الأسواق الدولية. (Euronews)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها