برهان غليون : الأمور تتجه نحو إحياء مسار الحل السياسي والرد الشعبي السوري أكبر استفتاء على نهاية الأسد وسقوطه

 

قال المحلل والمفكر السياسي ، برهان غليون، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، معلقا على تطورات الوضع في حلب، إن هناك اليوم مصلحة مشتركة للدول الغربية والأوروبية خاصة وكذلك الدول العربية وتركيا في وضع حد لتفاقم الوضع الاقتصادي والاجتماعي في سوريا المهددة فعلا بالانهيار، وهو ما يؤكد عليه مبعوثو الأمم المتحدة جميعا، وكان العائق الوحيد أمام التوصل الى تسوية حسب قرار مجلس الأمن 2254 (القاضي بحل يقوم على إقامة هيئة حكم انتقالي تضم أصحاب النظام والمعارضة لتعديل الدستور وتنظيم انتخابات في حدود سنتين من أجل قيام سلطة تمثيلية في البلاد)، من جهة أولى بشار الأسد المتمسك بالسلطة بعد حرب دامية لا تزال آثارها باقية بعد أربعة عشر عاما وتتزايد، ومن جهة ثانية طهران التي تخوض حرب فك الحصار الغربي عنها بأخذ المشرق بأكمله رهينة وورقة تفاوض مع الغرب والتهديد بدعم المقاومة ضد اسرائيل.

وأكد أن الحرب الاخيرة التي فجرها طوفان الاقصى في غزة والتي لم تكن طهران تتوقعها أضعفت موقف إيران العسكري والسياسي في الإقليم، وهذا ما حث بقية الدول المتضررة من استمرار الوضع الى إخراجها من مفاوضات الحل السوري واجبار الأسد بعملية عسكرية أظهرت مدى ضعف قواته من دون الدعم الخارجي الإيراني، على القبول بالتفاوض على تسوية تراعي مصالح الدول الأخرى وتريح جزئيا الشعب السوري المنكوب.

ويعتقد أن المفاجأة كانت كبيرة بالانهيار السريع لقوات النظام التي لم تكن تعرف الحرب الا من وراء الميليشيات الإيرانية والدعم الجوي الروسي، وهذا ما غير حسابات المشرفين على العملية وسرع وتيرة الأحداث، كما أن ظهور شلل النظام وعجزه الكامل زاد من تطلعات المسلحة ومعها الشعب السوري الذي ينتظر الفرصة للخلاص مهما كان الثمن ووضع النظام في حالة موت سريري عسكري وسياسي بالرغم من سعيه الى تنظيم مقاومة عسكرية هزيلة.
وتابع” من هنا أعتقد أن الأمور سوف تسير سريعا في اتجاه إحياء مسار الحل السياسي وبدء العمل المشترك تحت مظلة دولية وبرعاية الدول المشاركة على تشكيل هيئة حاكمة وتعديل الدستور وتشكيل حكومة انتقالية بانتظار انتخابات خلال فترة سنة او اكثر، هذا هو المخرج الوحيد في الواقع وفي نظري للازمة التي فتحت مع ما ينبغي أن نسميه إعلان موت نظام الأسد وضرورة العمل من أجل بديل ينهي تدخل الفصائل والقوى العسكرية جميعا ويحد من مخاطر الفوضى وفقدان السيطرة ويترك العمل للسياسيين والدبلوماسيين”.

ولفت غليون الى تركيز جميع المراقبين في الانقلاب العميق الحاصل في سوريا عن السرعة المذهلة التي تقدمت فيها قوات المعارضة على الأرض وتهافت مقاومة قوات النظام، سيما وأن هناك بالتأكيد قرار بعدم المواجهة لسبب أصبح واضحا الآن وهو: سقوط الورقة الإيرانية ورفع الحماية الدولية.

وتطرق إلى أهمية الترحيب الواضح والمتزايد الذي أبداه ويبديه السوريون من كل الأطياف بالقادم الجديد،” انه بالفعل استقبال الثوار الفاتحين، اي المحررين. وهذا اهم بكثير من الانهيار العسكري، إنه يعني سقوط النظام في عيون الناس بمن فيهم من كانوا يراهنون عليه، وهو أكبر استفتاء شعبي على نهايته”.
وأشار إلى أن الانقلاب التاريخي يتجسد خطوة تلو خطوة أمام أعين الشعب السوري والمصير المحتوم يشاهده الجميع ساعة بعد ساعة لطغيان همجي التقت فيه مصالح الدول الأجنبية مع كل ما أفرزه انحلال المجتمعات وتفككها من الجبن والنذالة والانانية وانعدام الضمير. (syriahr)

 

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها