دراسة : إدماج اللاجئين في سوق العمل في ألمانيا .. نحتاج إلى شجاعة أكبر لاتخاذ القرارات
تشير دراسة حديثة إلى أن حوالي 40% من اللاجئين في ألمانيا ما زالوا يحصلون على مساعدات حكومية حتى بعد سنوات من إقامتهم. لكن هذه النسبة لا تعكس القصة الكاملة، وهناك ما يمكن لألمانيا تحسينه في هذا المجال.
عند الحديث عن اللاجئين في الوقت الحالي، يتم التركيز غالبًا على طالبي اللجوء المرفوضين وعمليات الترحيل. ومع ذلك، تظهر بيانات المكتب الفيدرالي للإحصاء أن حوالي 6% فقط من بين 3.2 مليون لاجئ في ألمانيا لديهم قرارات لجوء مرفوضة، وغالبية هؤلاء لديهم تصاريح إقامة مؤقتة. وبالتالي، فإن معظم اللاجئين موجودون في ألمانيا بصورة قانونية.
الأربعاء الماضي، ركز صالون المجتمع الذي تنظمه منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) على كيفية إدماج اللاجئين في سوق العمل والعوائق التي يواجهونها.
نتائج الدراسة: تقدم تدريجي رغم التحديات
قبل النقاش بين الخبراء، قدمت يوليا كوسياكوفا من معهد أبحاث سوق العمل والمهن (IAB) نتائج استبيان شامل أُجري على اللاجئين الذين وصلوا إلى ألمانيا بين عامي 2013 و2019. وأظهرت الدراسة أن معدل توظيف اللاجئين يزداد مع مرور الوقت؛ حيث بلغ بعد ثماني سنوات نسبة 86%. في الوقت ذاته، انخفضت نسبة اللاجئين الذين يعتمدون على المساعدات الحكومية، لكنها لا تزال عند 40% بعد ثماني سنوات.
تفاصيل الأرقام: الحقائق خلف الإحصاءات
1.مشكلة الدخل المنخفض:
العديد من اللاجئين يعملون، لكنهم لا يحققون دخلاً كافيًا لتغطية الحد الأدنى للمعيشة، مما يجعلهم يعتمدون على المساعدات الاجتماعية. على سبيل المثال، بعد سبع سنوات من وصول لاجئي عام 2015، بلغت نسبة العاملين الذين يتلقون دعماً إضافياً 21%.
2.التوزيع الجغرافي:
غالبًا ما يتم توزيع اللاجئين في المناطق الريفية التي تحتوي على المزيد من أماكن الإقامة، لكنها تعاني من ضعف في الفرص الاقتصادية. وأوصت كوسياكوفا بتسريع إجراءات اللجوء، تحسين الاعتراف بالمؤهلات الأجنبية، وزيادة توافق العمل مع المسؤوليات العائلية، خاصة للنساء اللاجئات، حيث أن معدل توظيفهن أقل بكثير مقارنة بالرجال.
نقاش الخبراء: حلول عملية وتحديات
طرحت غونيلا فينكي من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية تساؤلاً حول مستوى الدمج المطلوب للاجئين في سوق العمل، مؤكدة أن الهجرة بغرض العمل واللجوء يجب أن تبقى منفصلتين. كما انتقدت المبالغة في تقدير تأثير حظر العمل، مشيرة إلى أنه يؤثر على نسبة صغيرة فقط من اللاجئين. وأوضحت أن هناك بالفعل العديد من التدابير لدعم إدماج اللاجئين المعترف بهم.
من جانبه، أكد فلوريان يانيك، عمدة مدينة إرلانجن، على أهمية التنفيذ العملي لهذه التدابير، مشيرًا إلى وجود معلمات ومعلمات رياض أطفال من أوكرانيا غير قادرات على العمل بسبب البيروقراطية. وأضاف: “نحتاج إلى شجاعة أكبر لاتخاذ قرارات خاطئة”، داعياً إلى تبسيط الإجراءات بدلاً من السعي لتحقيق العدالة المطلقة في كل حالة على حدة.
توجه ألمانيا مقارنة بدول أخرى
أعرب توماس ليبيغ من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عن تشككه في فكرة فتح سوق العمل لطالبي اللجوء الذين لم يتم البت في طلباتهم بعد. وأوضح أن ألمانيا تعتمد نهجاً مختلفاً عن العديد من الدول الأخرى، حيث تركز على الاندماج المبكر من خلال دورات اللغة والتعليم بدلاً من إدخال اللاجئين في سوق العمل سريعاً بأي وظيفة كانت.
تظهر النقاشات أن إدماج اللاجئين في سوق العمل بألمانيا يتطلب مزيجًا من الإجراءات التنظيمية السريعة، تخفيف البيروقراطية، ودعم اللاجئين خاصة في المناطق الريفية. ومع ذلك، تظل الحاجة إلى توازن بين الاندماج الاقتصادي والاجتماعي ضرورة لتجاوز التحديات الحالية.[ads3]