صحيفة ألمانية : الرجل الذي يخشاه الأسد .. وتلاحقه الولايات المتحدة بمكافأة قدرها 10 ملايين دولار هو العقل المدبر وراء هجوم حلب
قالت صحيفة “بيلد” الألمانية إن محمد الجولاني (42 عامًا)، المولود في الرياض (السعودية)، يقود ميليشيا هيئة تحرير الشام (HTS) المناهضة للنظام في سوريا في الهجوم الذي أفضى للسيطرة على حلب.
انقلاب مفاجئ جلب له الكثير من الاهتمام، فمن هو هذا الرجل الذي يخشاه بشار الأسد، ويعتبره تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مرتدًا، وتطارده الولايات المتحدة بمكافأة مالية ضخمة؟
وُلد أبو محمد الجولاني باسم أحمد الشرع (الجولاني هو اسم حركي) ونشأ في العاصمة السورية دمش، تعود أصول عائلته إلى هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل عام 1967، وقد كان منزل عائلته يحمل أفكارًا قومية عربية ومعادية لإسرائيل.
كرّس الجولاني شبابه للتطرف، وفي عام 2003 انضم إلى تنظيم القاعدة في العراق، وأمضى خمس سنوات في السجون الأمريكية، بما في ذلك سجن أبو غريب سيئ السمعة، ثم عاد إلى سوريا عام 2011 ليصبح شخصية رئيسية في ذراع القاعدة السوري “جبهة النصرة”.
للحصول على الدعم، اعتمد على زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي لتزويده بالمال والمقاتلين، لكن الجولاني أكد أنه لم يدعم الجهاد العالمي أبدًا، زاعمًا أن مقاتليه لا يشكلون تهديدًا لأمريكا وأوروبا، وفي عام 2013، انشق عن داعش، وبعد ثلاث سنوات قطع علاقته بالقاعدة أيضاً.
هذا الموقف أكسبه سمعة بأنه أكثر اعتدالًا – أو كما يوصف بـ”الإسلامي اللطيف” ومع ذلك، ما يزال الجولاني منذ سنوات على قوائم الإرهاب الغربية، وتعرض الولايات المتحدة مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله، والسبب هو “هجمات إرهابية ضد المدنيين في سوريا خلال الحرب الأهلية، ومجزرة في قرية درزية في إدلب عام 2015 تُنسب إلى جبهة النصرة”.
ورغم أن جبهة النصرة انضمت إلى تحالف هيئة تحرير الشام عام 2017، إلا أن المناطق التي تسيطر عليها بعيدة عن أي مفهوم للديمقراطية، حيث يُزعم أن هتش قامت بتعذيب المعتقلين، وتنفيذ أحكام إعدام بحق المدنيين، وقمع الاحتجاجات، ويقال إن الجولاني يتصرف بشكل متزايد بطريقة استبدادية.
وأصدر الجولاني أوامر لمقاتليه بالتعامل مع سكان حلب “بالرحمة واللطف” وأشار إلى أن المدينة لها تاريخ طويل من التنوع الثقافي والديني، وما يزال العديد من المسيحيين يعيشون فيها.
لكن يبقى السؤال عما إذا كان سيحافظ على هذا الوعد، وحول ذلك يقول خبير الشؤون السورية فابريس بالانش لصحيفة “وول ستريت جورنال”: “ربما تخلى الجولاني عن جزء من أيديولوجيته المتطرفة، لكن من المرجح أكثر أنه يخفي نواياه الحقيقية”.[ads3]