كلمة مستشار ألمانيا بمناسبة رأس السنة

 

استهل المستشار الألماني أولاف شولتس كلمته السنوية المعتادة للشعب الألماني بمناسبة رأس السنة باعتداء الدهس في سوق عيد الميلاد الذي حدث قبل أقل من أسبوعين في مدينة ماغديبورغ: “منذ أحد عشر يوماً، دخل الشر فجأة إلى حياتنا اليومية. تحولت أمسية سعيدة في سوق ماغديبورغ لعيد الميلاد إلى كابوس لا يمكن تصوره”.

وفي هذا الحادث الأليم لقي خمسة أشخاص مصرعهم، بينما جرح أكثر من 200 شخص، كثيرون منهم في حالة خطيرة.

وأضاف المستشار: “منذ ذلك الحين، أصبحت أفكاري كل يوم مع أولئك الذين فقدوا أحبتهم أو ما زالوا قلقين عليهم. أتمنى للجرحى أن يتماثلوا بسرعة للشفاء التام، جسدياً وروحياً”.

وعبر شولتس عن ذهوله من الاعتداء: “لقد أذهلنا هذا العمل اللاإنساني. كيف يمكن لقاتل مجنون أن يسبب كل هذه المعاناة؟ وليس فقط في ماغديبورغ، يتساءل الكثير من الناس: من أين ستأتي القوة للاستمرار بعد هذه الكارثة؟”.

وأجاب المستشار على السؤال بالقول: “القوة تأتي من التماسك. ونحن بلد متماسك”. في هذا السياق أعرب المستشار أولاف شولتس عن إعجابه بالتكاتف الذي “لاحظه” في ماغديبورغ، موجهاً الشكر للطواقم الطبية من مسعفين وممرضين وأطباء وللقساوسة الذي قدموا الدعم الروحي ولأفراد الشرطة وعمال الإنقاذ. كما ساعد العديد من زوار سوق عيد الميلاد بشكل عفوي. على سبيل المثال، قصة بائع النقانق الذي قضى الليل في إعداد الشاي للجرحى ولعمال الإنقاذ.

هذا وعبر المستشار عن سعادته بوجود الكثير من الأصدقاء لألمانيا في الخارج، الأمر الذي تجلى بعد اعتداء ماغديبورغ “من خلال رسائل التعاطف من كل أنحاء العالم”.

بعد ذلك تطرق المستشار للوضع الاقتصادي وارتفاع تكاليف المعيشة نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا إذ قال أن “الحياة الكريمة أصبحت أكثر تكلفة”، وينظر كثيرون إلى الحرب العدوانية التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا بشعور من القلق المتزايد. وفي هذا السياق أكد شولتس على عدم ترك أوكرانيا لوحدها ومواصلة دعمها، بيد أنه شدد على أن بلاده ستواصل الحفاظ على هدوئها حتى لا يتوسع نطاق الحرب، على حد تعبيره.

وذكّر المستشار بأن عدد سكان بلاده 84 مليون إنسان، أي واحد بالمائة من سكان العالم، بيد أن بلاده ثالث أكبر قوة اقتصادية في العالم، مرجعاً النجاح إلى كون الألمان “يعملون بجد، ولأن عدد النساء والرجال الذين يعملون اليوم أكبر من أي وقت مضى في تاريخنا”.

وفي نفس السياق تابع ذكر المستشار أن “الكثيرين من بلدان أخرى يساعدوننا، وهؤلاء يشكلون منذ فترة طويلة جزءاً من قصة نجاح ألمانيا وازدهارها. لذلك دعونا أن لا نسمح لأحد بإحداث الانقسامات بيننا”.

وأشاد المستشار بتكاتف الشعب الألماني مع بعضه البعض، مذكّراً بإعادة توحيد ألمانيا وشجاعة المواطنين في ألمانيا الشرقية سابقاً الذين نزلوا إلى الشارع وتغلبوا على خوفهم من جهاز أمن الدولة (شتاسي)، ليصرخوا: “نحن الشعب”. وأضاف أن الشعب الذي هدم الجدران وتوحد هو من “سيحدد” مستقبل ألمانيا. وتابع شولتس حديثه بالقول: “ليس أصحاب وسائل التواصل الاجتماعي من يقرر ماذا سيحدث في بلادنا .. بل الغالبية العظمى من الناس العقلاء والكريمة”. وهو أمر ينطبق حسب المستشار على الانتخابات البرلمانية المقبلة. ومن هنا حث المستشار الشعب مواطنيه للإقبال على هذه الانتخابات المقررة في 23 شباط/ فبراير.

وقد حل الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير الجمعة (27 كانون الأول/ديسمبر 2024) البرلمان الاتحادي (بوندستاغ). ومن المقرر أن يدلى الألمان بأصواتهم في انتخابات مبكرة في 23 فبراير/ شباط قبل سبعة أشهر من موعد الانتخابات الأصلي. هذا وقد انهار الائتلاف الحاكم المكون من ثلاثة أحزاب بزعامة المستشار أولاف شولتس الشهر الماضي على خلفية نزاع حول كيفية تنشيط الاقتصاد الراكد في البلاد.

كما تمنى شولتس من الشعب الألماني عدم السماح بالتحريض ضد بعضه البعض، مشيراً إلى انتشار الشائعات بعد هجوم ماغديبورغ في الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، والتي تبين فيما بعد أن عدداً لا بأس به منها غير صحيح، على حد وصفه. وأردف: “هذا الأمر يفرقنا ويضعفنا وليس فيه الخير لبلدنا”.

وتابع المستشار كلمته بمناسبة حلول عام 2025 بالقول: “الأمر بيدنا لجعل عام 2025 عاماً جيداً من خلال احترام بعضنا البعض، والثقة ببعضنا البعض، والاهتمام ببعضنا البعض”. وختم المستشار أولاف شولتس كلامه بالتعبير عن تمنياته للشعب الألماني بـ”سنة جديدة سعيدة من كل قلبي!”. (DW)

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.