دويتشه فيله : ألمانيا وهجوم مانهايم.. كيف وقع الحادث وماذا نعرف عن الجاني؟

 

في ألمانيا تكرر وقوع مثل هذه الحوادث المرعبة عدة مرات من قبل: يوم الاثنين ظهرًا، دهست سيارة تسير بسرعة عالية مجموعة من الناس وسط مدينة مانهايم. ما أسفر عن قتل شخصين، امرأة عمرها 83 عامًا ورجل عمره 54 عامًا، وإصابة 11 شخصًا آخرين، بعضهم في حالة خطيرة.

ألقي القبض على الجاني، الذي أطلق النار في فمه بمسدس صوت. وتحدثت تقارير إعلامية عن سائق سيارة أجرة سريع البديهة لاحظ الجاني قبل ذلك وحاصره بسيارته. وعلى الأرجح أنَّ هذا الرجل الشجاع، سائق سيارة الأجرة الذي جاء إلى ألمانيا من باكستان قبل عدة أعوام، قد تمكن من منع وقوع مزيد من الضحايا.

مرتكب هذه الجريمة ألماني عمره 40 عامًا، وبعد تلقيه العلاج في المستشفى، كان في وضع يسمح باستجوابه حول دوافعه من قبل الشرطة، التي تفترض أنَّ الجاني مصاب بمرض نفسي.هذا الاعتداء في منهايم ومن قبله جريمتا دهس في ميونخ في شباط/فبراير و أشافنبورغفي نهاية كانون الثاني/يناير من المفترض أنَّ المنفذين كانوا ملفتين للنظر من الناحية النفسية. وقد نفى وزير داخلية ولاية بادن فورتمبيرغ توماس شتروبل (من الحزب المسيحي الديمقراطي) يوم الاثنين وجود دليل يشير إلى خلفية دينية أو متطرفة وراء هذه الجريمة. وقال المدعي العام المسؤول مساء يوم الاثنين إنَّ هناك مؤشرات تشير إلى مرض نفسي وإنَّ التحريات ستركز على ذلك.

والمعروف عن الجاني حتى الآن أنَّه أعزب، وعلى الأرجح يعيش بمفرده، ولا يوجد لديه أطفال ويعمل في البستنة وتنسيق الحدائق. وذكرت السلطات أنَّه يعيش في لودفيغسهافن، المدينة الشقيقة لمدينة مانهايم على الضفة الغربية من نهر الراين. وفي مساء الحادثة تم تفتيش شقته، وذكر أنَّ الشرطة قد عثرت في سيارة الجريمة على ورقة عليها رسومات وملاحظات مثيرة، قيل إنَّها حسابات لمسافات التوقف والفرملة في المركبات.

ولهذا السبب أيضًا يفترض المحققون أنَّ هذا الحادث المميت وقع بحسب خطة مسبقة. وكذلك تم الكشف عن أنَّ الجاني كان على ما يبدو من ذوي السوابق المعروفين، وحكم عليه بالسجن مدة قصيرة بسبب اعتداء بالضرب قبل أكثر من عشر سنين. وعلاوة على ذلك فقد فُرضت عليه غرامة مالية بسبب كتابته تعليقات كراهية في وسائل التواصل الاجتماعي عام 2018.

ولم يكن شارع التسوق والمشاة في مانهايم، الذي قاد فيه الجاني سيارته عدة مئات من الأمتار، مؤمنًا بحواجز ومصدات في يوم الاثنين. وبحسب بيانات الشرطة فقد كان ذلك الاثنين يومًا عاديًا، وكانت تسير فيه مركبات توصيل البضائع والطلبيات والترام بشكل طبيعي. وكان من المقرر الاحتفال يوم الثلاثاء بالكرنفال في مدينة منهايم، وكذلك في أماكن كثيرة أخرى بولاية بادن فورتمبيرغ، ولكن تم في مانهايم إلغاء مواكب الكرنفال بعد هذا الحادث.

منذ الهجوم على سوق عيد الميلاد في ساحة برايتشايدبلاتس ببرلين في 19 كانون أول/ديسمبر 2016، والذي قتل فيه شاب متطرف إسلاموي 13 شخصًا وأصاب 67 آخرين، بعضهم بجروح خطيرة، انصدمت ألمانيا مرارًا وتكرارًا بمعرفة أنَّ الرادع لارتكاب مثل هذه الجرائم قد انخفض على ما يبدو لدى بعض الرجال.

واضطرت مانهايم للمرة الثانية على التوالي خلال فترة قصيرة إلى التعامل مع تداعيات جرائم العنف في الأماكن العامة، ففي نهاية أيار/مايو 2024 أقدم شخص يشتبه في أنَّه متطرف إسلاموي على مهاجمة خمسة مشاركين في مظاهرة مناهضة للإسلام وضابط شرطة بسكين وأصابهم بجروح خطيرة. ونتيجة ذلك توفي في وقت لاحق الشرطي روفين لور البالغ من العمر 29 عامًا متأثرًا بجراحه. وتمكن أحد زملائه من إطلاق النار على المهاجم الذي تجري محاكمتة حاليًا. (DW)

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها