ألمانيا تستقبل دفعة جديدة من اللاجئين السوريين ضمن برنامج إعادة التوطين الأوروبي

وصلت دفعة جديدة من اللاجئين السوريين إلى ألمانيا صباح الخميس، حيث حطّت طائرة مستأجرة تابعة للخطوط الملكية الأردنية في مطار دوسلدورف وعلى متنها 208 لاجئًا سوريًا. جاء هذا الاستقبال ضمن برنامج إعادة التوطين الأوروبي، الذي تشرف عليه المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، بهدف توفير الحماية للاجئين الذين لا يستطيعون العودة إلى سوريا أو البقاء في الأردن.
وأوضحت وزارة الداخلية الألمانية أن اللاجئين القادمين يشملون 115 طفلًا وشابًا تحت سن 18 عامًا، من بينهم 112 أنثى و96 ذكرًا. وتضم الدفعة عائلات بأكملها، حيث تم اختيارها وفق معايير الحماية الخاصة التي تضعها الأمم المتحدة.
وجاءت هذه الخطوة في إطار التزام ألمانيا الدولي ضمن برنامج إعادة التوطين التابع للاتحاد الأوروبي، حيث وافقت الحكومة الألمانية على استقبال 13,100 لاجئًا، وهي الحصة الأكبر من إجمالي 30,900 لاجئ تم توزيعهم بين دول الاتحاد الأوروبي.
وأكد متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية أن جميع اللاجئين القادمين قد خضعوا لإجراءات تدقيق أمني صارمة قبل وصولهم إلى البلاد، وشملت هذه الإجراءات مراجعات مكثفة من قبل الأجهزة المختصة لضمان أعلى معايير السلامة.
وأشار المتحدث إلى أن استقبال المزيد من اللاجئين السوريين ضمن برنامج إعادة التوطين قد تم تعليقه في الوقت الحالي، مؤكدًا أنه لن تكون هناك التزامات جديدة باستقبال دفعات إضافية خلال الفترة المقبلة.
وفي الوقت نفسه، تواصل ألمانيا استقبال لاجئين من أفغانستان، حيث وصلت منذ بداية مارس دفعتان من اللاجئين الأفغان إلى برلين عبر باكستان، ومن المتوقع وصول دفعة جديدة بحلول نهاية الشهر.
وفي ظل استمرار تدفق اللاجئين، تتصاعد النقاشات السياسية في ألمانيا حول سياسات الهجرة، حيث دعا الاتحاد المسيحي الديمقراطي (CDU) إلى وقف استقبال مزيد من اللاجئين الأفغان، مشددًا على ضرورة مراجعة سياسات اللجوء لضمان تحقيق التوازن بين الالتزامات الإنسانية والقدرة على الاستيعاب.
ويأتي هذا التطور في سياق استمرار ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي في تنفيذ برامج إعادة التوطين، وسط تحديات تتعلق بالسياسات الداخلية والقدرة على إدارة تدفقات اللاجئين في المستقبل.