ألمانيا : تقرير يكشف حجم المساهمة الإيجابية للسوريين في نظام الضمان الاجتماعي و التقاعدي

تشهد سوق العمل الألمانية اندماجًا متزايدًا للعمالة السورية، مما ينعكس إيجابيًا على نظام التأمين التقاعدي. إذ تشير دراسة جديدة صادرة عن الوكالة الفيدرالية للعمل إلى الدور المتنامي الذي يلعبه المواطنون السوريون في استقرار نظام التقاعد الألماني.
سوق العمل: كم عدد السوريين الذين يعملون بوظائف خاضعة للضمان الاجتماعي؟
في ألمانيا، يساهم كل موظف يعمل في وظيفة خاضعة للضمان الاجتماعي في التأمين التقاعدي الألماني، ويشمل ذلك أيضًا السوريين الذين اندمجوا في سوق العمل. ووفقًا لدراسة “الوضع في سوق العمل للمواطنين السوريين” الصادرة عن الوكالة الفيدرالية للعمل، فقد بلغ عدد العاملين السوريين في وظائف خاضعة للضمان الاجتماعي 236,000 شخص حتى سبتمبر 2024، مما يمثل زيادة بنسبة 11٪ مقارنة بالعام السابق.
وفي نوفمبر 2024، بلغ عدد المواطنين السوريين المقيمين في ألمانيا 974,000 شخص، من بينهم 685,000 في سن العمل. كما أن 287,000 منهم يعملون حاليًا، فيما يشغل ما يقرب من ثلثي هؤلاء وظائف مؤهلة. ويعمل حوالي 54,000 سوري في قطاعات تعاني من نقص العمالة، مثل ميكانيكا السيارات، قيادة الحافلات والترام، التمريض، النقل البري، ومساعدي طب الأسنان، وفقًا لتقرير نشره موقع ihre-vorsorge.de المتخصص في التخطيط التقاعدي.
تأثير العمالة السورية على نظام التقاعد الألماني
أكدت هيئة التأمين التقاعدي الألمانية أن غياب العمالة الأجنبية كان سيؤدي إلى نقص أكبر في سوق العمل، مشيرةً إلى أن العمالة السورية تقدم “مساهمة مهمة في نمو التوظيف”. كما أوضحت الدراسة أن هذه العمالة لا تدعم فقط الاقتصاد العام، بل تسهم بشكل مباشر في استدامة نظام التقاعد من خلال اشتراكات الضمان الاجتماعي التي يدفعونها.
جدير بالذكر أن جزءًا كبيرًا من الألمان لم يعودوا يثقون في نظام التقاعد التقليدي، بل يعتقدون أن سن التقاعد سيرتفع في المستقبل، ما يثير قلقًا واسعًا بشأن مستقبل المعاشات.
ما تأثير مساهمات السوريين على نظام التقاعد؟
حللت هيئة التأمين التقاعدي الألمانية بيانات الوكالة الفيدرالية للعمل لصالح المجلة الرقمية “RVaktuell”، وخلصت إلى أن تزايد عدد السوريين العاملين يساعد على تحقيق مزيد من الاستقرار في صندوق التقاعد الألماني.
وتشكل الجالية السورية ثالث أكبر مجموعة سكانية أجنبية في ألمانيا، بعد الأتراك والأوكرانيين، حيث ساهمت بنسبة 10% من إجمالي نمو العمالة الأجنبية مقارنة بالعام السابق. وبحسب الدراسة، يمثل العمال السوريون 4.5٪ من إجمالي العمالة الأجنبية في ألمانيا، مع استثناء 150,000 سوري حصلوا على الجنسية الألمانية بين عامي 2020 و2023.
ورغم ارتفاع معدل توظيف السوريين إلى 42٪، مما يجعله يقترب تدريجيًا من متوسط معدل التوظيف للأجانب البالغ 56٪، إلا أن إمكانات سوق العمل لم يتم استغلالها بالكامل بعد. كما يُتوقع أن ترتفع معدلات مشاركة النساء السوريات في سوق العمل، لكن الدراسة أشارت إلى أن “خُمس النساء السوريات القادرات على العمل لا يستطعن الالتحاق بسوق العمل بسبب التزامات رعاية الأطفال”، مما يستدعي مزيدًا من الجهود لدعم مشاركتهن في سوق العمل.
يزداد الاهتمام بنظام “المعاشات الصغيرة” (Mikro-Rente)، وهو نوع جديد من المعاشات الذي بدأ يجذب اهتمام عدد متزايد من الأشخاص في ألمانيا.