معركة ترشيح فرنجيه تبدأ من وقف النار في اليمن
يعضّ كل من رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميٰل والقوى المسيحية المستقلة في فريق 14 آذار على “جرح اصابهم من حليفهم الرئيس سعد الحريري”، بمبادرة تبدأ من ترشيح الابن المدلَّل لفريق الثامن من آذار رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجيه، دون الأخذ برأيهم، أو الوقوف على خاطرهم، حتى أنه لم يبادر الى البحث معهم الا بعدما خرج لقاؤهما الى العلن “من طريق التسريب والتهريب”. هذا هو لسان حال مسيحيي 14 آذار الذين يعيشون مرارة قوية.
وفق أوساط هذا الفريق، أن “مرارة الأداء بحقٰهم لم تقف عند هذا الحدّ. فرغم تجاهل الرئيس الحريري لمواقفهم، بادر رئيس حزب “القوات اللبنانية” الى الاتصال به ومحاولة البحث معه عن مخرج يقي ١٤ آذار خيار الانتحار أو الرمي بنفسها في فم الأسد، فإذا بهذه المكالمة الطويلة تنتهي بمبادرة الحريري الى الاتصال مجدداً بالنائب فرنجيه وتأكيد مضيٰه بخيار ترشيحه، ضارباً عرض الحائط كل ما يسمعه من “الحلفاء السابقين”.
لا يرى هذا الفريق أي دوافع إقليمية او دولية وراء مبادرة الرئيس الحريري “بل قراراً قائماً على حسابات لا علاقة لها بمستقبل “البيت الآذاري”، ولا تأخذ في الاعتبار واقع الجوّ المسيحي الحليف، الذي رأى فجأة ان حليفه يملي عليه خياراًً رئاسياً غير قابل للبحث او للمراجعة أو حتى للتفاوض، في حين يبقى من الاسهل عليه التراجع عن خيار يرى فيه “انتحاراً ” لا تقتصر خسائره على شخص بل تتعداه الى شروع سياسي برمته” كما تقول هذه الاوساط .
هذه العقبة التي ظهرت أمام الرئيس الحريري، والتي لم يستطع تذلٰيلها حتى الآن، فرملت اندفاعته دون تراجع، لكنها حالت دون قيامه بإعلانها رسمياً، في خطوة ينتظرها الفريق الآخر ليبنى على الشيء مقتضاه. من هنا، ينظر “حزب الله” و8 آذار الى المبادرة على انها “لم تمت، لكنها جمّدت في دائرة الانتظار. فثمة صعوبات تعترض تقدّمها وتؤخٰر الحريري في عقده مؤتمراً صحافيا، او الإطلالة في مقابلة تلفزيونية لإعلانها. وما دام الحريري لم يتمكٰن من إقناع حلفائه ولم يحوّل طرحه رسمياً، فالكرة ما زالت في ملعب 14 آذار. وقبل أن يتحقّق التفاف الفريق الآخر وراء طرح الحريري ليعلنه رسمياً، لن يعلن فريق الثامن من آذار موقفه سلباً ولا إيجاباً، حتى أن العماد ميشال عون نفسه سأل “كيف يناقش طرحاً لم يقدّمه صاحبه؟”
أما فرنجيه فلم يقل حتى الآن الا ان “عون ما زال مرشحنا، ومعاً وبموقف واحد سننزل الى جلسة الانتخاب”. ولذلك لن يبدأ أي نقاش جدي داخل فريق الثامن من آذار قبل أن يقدّم الحريري ومعه الفريق الآخر طرحاً رسمياً متكاملاً قوامه رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب والحكومة، تماماً كما حصل في مؤتمر الدوحة.
ووفق أوساط الثامن من آذار، ” ان اللقاء بين الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله والنائب فرنجيه لم يقفل باب ترشيحه على الإطلاق، بل العكس، لأن لفرنجيه مكانة لا يستهان بها، بل انه يحظى بكل الاحترام لشخصه ومبادئه وتاريخه وثباته في خياراته، الا ان الموقف ينتظر اعلان المبادرة رسمياً، فالحزب و8 آذار مقتنعون بفرنجيه رئيساً وينتظرون عرضاً بسلّة كاملة، من ضمنها قانون الانتخاب، والا فماذا يمكن رئيساً وحده ان يفعل؟ نحن لا نسير بقانون انتخاب لا يقوم على النسبية، فهل يقبل الحريري بهذا المبدأ وهو الذي لم يقل كلمته بعد؟ لن يقول أحد إن المبادرة ماتت او انها قائمة الا عند إعلانها كاملة ورسمياً، ليبدأ عند ذلك النقاش جدياً”.
من وجهة نظر هذا الفريق أن العامل الإقليمي مساعد في هذا السياق، ولكن الضوء لا هو احمر ولا اخضر، بل ما زال اصفر، ولذلك ستبقى المبادرة مترجحة الى حين يتحوّل الضوء الإقليمي أخضر، فيصبح عندئذ التفاهم ممكناً على تسوية شاملة. وفي انتظار نتيجة القرار الذي اتخذ أمس بوقف إطلاق النار في اليمن، ومعرفة مدى التزامه، وبدء الحوار السياسي بين ايران والمملكة العربية السعودية، ليس هناك جوّ تسووي بعد بين الدولتين. الاتفاق السعودي – الإيراني يجب أن يبدأ بتسوية في اليمن ويمرٰ بتفاهم في سوريا، لينسحب بالتالي على حلّ سياسي في لبنان. ولذلك المبادرة معلٰقة ليس على قرار سياسي داخلي ، بل على قرار عسكري يبدأ من اليمن ومن وقف إطلاق النار.
هدى شديد – النهار[ads3]