الأمم المتحدة : ما يقرب من 80 % من السوريين القادمين إلى اليونان هم من الطلاب

تُعتبر رحلة عبور البحر الأبيض المتوسط من الرحلات الغادرة حيث يداهم خطر الغرق كل من يقدم عليها. لكنهم لا يتوقفون عن القيام بذلك يوماً تلو الآخر، على متن أسطول من القوارب التي ترميهم على شواطئ الجزر اليونانية القريبة من تركيا، ليبلغ عددهم 800,000 شخص تقريباً حتى الآن في عام 2015 وحده.

يفر معظمهم من الصراع في سوريا. من الناحية التعليمية، فإن هؤلاء يشكلون مستقبل بلادهم: 86 في المئة يقولون بأنهم أكملوا الدراسة الثانوية أو التعليم الجامعي، ونصف هؤلاء درسوا في الجامعات. لكنهم يحملون جراح الحرب معهم. فواحد على خمسة منهم لا يزال يبحث عن فرد من أفراد عائلته فُقد في سوريا.

هذه هي بعض نتائج دراسة متوفرة هنا، نشرتها المفوضية في جنيف اليوم (8 ديسمبر/كانون الأول). وتستند الدراسة إلى مقابلات أجرتها فرق الحماية على الحدود التابعة للمفوضية في مواقع مختلفة من اليونان على طول الحدود اليونانية-التركية. في المجموع، تمت مقابلة 1,245 سورياً بين أبريل/نيسان وسبتمبر/أيلول 2015. وكانت الغالبية العظمى من الذين شملهم الإحصاء (78 في المئة) دون الـ35 عاماً.

وذكر غالبية الذين شملهم الإحصاء أنهم كانوا طلاباً: 16 في المئة منهم قالوا بأنهم كانوا يتلقون التعليم قبل فرارهم. وتلا هؤلاء التجار وذلك بنسبة تسعة في المئة والنجارون والكهربائيون والسباكون بنسبة سبعة في المئة فالمهندسون والمعماريون بنسبة خمسة في المئة والأطباء أو الصيادلة بنسبة أربعة في المئة.

وبشكل عام، فإن الأشخاص من ذوي المهارات العالية هم الذين يقررون المغادرة.

وقال ثلثا الذين شملتهم الدراسة تقريباً- 63 في المئة – بأنهم غادروا سوريا في عام 2015. وأفاد نحو 85 في المئة بأنهم وصلوا إلى إحدى الجزر اليونانية في محاولتهم الأولى. وقال معظم الذين أجابوا على الاستبيان، أي 65 في المئة، بأنه ليس لديهم احتياجات خاصة، فيما قال حوالي خمسة في المئة بأنهم تعرضوا للتعذيب.

قضت الغالبية أقل من ثلاثة أشهر في بلد ثالث قبل عبور البحر الأبيض المتوسط. وكان عدد قليل جداً منهم، أي 13 في المئة فقط، يملك الوثائق اللازمة للبقاء في بلد ثالث. ومن بين هؤلاء، أقامت الغالبية الساحقة، أي 91 في المئة من الذين عاشوا في بلد ثالث لأكثر من شهر، في مساكن خاصة. فيما أقام عدد قليل، ثلاثة في المئة فقط، في المخيمات.

وكانت الأسباب الرئيسية التي ذكروها والتي دفعتهم إلى مغادرة البلدان الثالثة وعبور البحر الأبيض المتوسط، صعوبات العثور على عمل والمخاوف الأمنية.

وقالت ديان غودمان، نائبة مدير مكتب المفوضية في أوروبا: “هذه الدراسة هي الأولى من سلسلة تقييمات تجريها المفوضية لفهم من هم هؤلاء اللاجئين ومن أين يأتون وما الذي مرّوا به. ولا يمكننا تلبية احتياجات هذه العائلات في مجال المساعدة والحماية إلا بعد حصول الحكومات والمفوضية وشركائها على هذه المعلومات.”

ومن بين الذين شملتهم الدراسة، قال نحو 58 في المئة بأنهم ينوون محاولة إحضار أفراد آخرين من عائلاتهم في وقت لاحق إلى البلد الذي لجأوا فيه.

ومع اقتراب الذكرى الخامسة لاندلاع الصراع في سوريا، قال معظم الواصلين إلى الشواطئ الأوروبية بأنهم يأملون الحصول على اللجوء في ألمانيا. وكان البلد الأوروبي التالي على القائمة هو السويد. أما الأسباب الرئيسية التي ذكرها الأشخاص الذين جرت مقابلتهم فهي: لم شمل العائلات والمساعدة للاجئين وفرص العمل والتعليم.

وأضافت غودمان: “يخاطر السوريون بحياتهم وحياة أطفالهم محاولين الوصول إلى أوروبا بحثاً عن فرص تعليم وعمل، وعن فرصة للعيش بأمان وسلام. ولكن، يمكن أن يكون هنالك طرق قانونية للمجيء إلى أوروبا – كلمّ شمل العائلات أو تأشيرات الدخول للدراسة أو العمل أو الكفالة الخاصة أو أماكن أكثر لإعادة التوطين – تكون أكثر أماناً وأكثر تنظيماً وأكثر إنسانية بكثير.”

لا تمثل دراسة المفوضية جميع اللاجئين السوريين القادمين إلى اليونان. ولم تكن المنهجية قائمة على عينات عشوائية. ولكن التحليل يعطي صورة عامة وجيدة عن “سمات” السوريين الواصلين إلى اليونان بين أبريل/نيسان وسبتمبر/أيلول 2015. (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها