دراسة : الصدمة المغناطيسية لعلاج إدمان الكوكايين

أظهرت دراسة جديدة أُجريت على 29 مدمناً للمخدرات في إيطاليا أن العلاج بالصدمة المغناطيسية قد يساعد في الحد من الآثار الناتجة عن ادمان الكوكايين. وتبين بعد فترات العلاج أن رغبة الجسد الشديدة لتعاطي هذه المادة تخف بعد العلاج في شكل ملحوظ.

وتفتح هذه الدراسة الباب على نوع جديد من علاج الادمان في العالم، وخصوصاً أن هذه الظاهرة مرفوضة في كل المجتمعات وتسعى الحكومات جاهدة الى الحد من انتشارها.

وقامت الدراسة التي اجريت من قبل مجموعة من باحثيين محليين على استخدام تقنية تسمى “التحفيز المغناطيسي” عبر الجمجمة لمواجهة الرغبة الشديدة في تعاطي المخدرات، بحسب موقع “تكنولوجي ريفيو”.

ويقول ستيفانو، وهو مدمن كوكايين يبلغ من العمر 46 سنة من مدينة بادوفا في إيطاليا، طلب عدم ذكر إسمه الكامل، إن “تجربتي لهذه الطريقة قللت من الرغبة الشديدة لدي في تعاطي الكوكايين، إذ انخفضت لدي في شكل ملحوظ بعد جلسات عدة تحت المغناطيس”.

وجاءت نتائج البحوث والدراسة التي نشرت في مجلة “نيرو سايكو فارمولوجي تودي” الأوروبية على 29 مدمن بواسطة طبيب يدعى لويجي غالمبرتي من جامعة “بادوفا للدراسات الطبية”، بالإضافة إلى الطبيب المختص في علاج المدمنين ألبرتو تيرانيو لمعرفة مدى تأثير المغناطيس الإيجابي على مدمني المخدرات.

وتعقب الباحثون في إيطاليا آثار العلاج من طريق إجراء تحليل البول، لمعرفة ما إذا كان المدمنون يتعاطون الكوكايين. بالإضافة لسؤالهم عن نسبة رغبتهم في التعاطي من أصل 1 إلى 10. وأخذت مجموعة  تتكون من 16 مدمناً، وتم إخضاع كل منهم إلى جلسة واحدة بالصدمة المغناطيسية لمدة خمسة أيام، ثم مرة واحدة كل أسبوع.

وفي نهاية التجارب، تبين أن 11 منهم استقرت حالتهم مقارنة مع ثلاثة أشخاص من المجموعة الـ 13 الغير مشاركة. وقال المدير العلمي لـ “برنامج البحوث الجماعية” أنتونيلو بانشي في “المعهد الوطني لتعاطي المخدرات”: “تحسن المدمنين بصورة قوية”، مضيفاً أنها “خطوة أولى في العلاج العصبي لمدمني الكوكايين، إلى جانب العلاج المعرفي والدعم النفسي”.

ومن ناحية أخرى، أشار علماء آخرون إلى أن هذه الدراسة كانت صغيرة، فلا يجب أن نتحمس كثيراً في شأنها، فهي دراسة أولية فقط. بينما قال الباحث في جامعة “ستانفورد” الأميركية، روب مالينكا أن “علاج الإدمان بالتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة، هو امتداد منطقي لهذه التقنية التي أصبحت طريقة مقبولة لعلاج بعض أنواع الاكتئاب النفسي”.

ويحتل كل من النفط والكوكايين جزءاً كبيراً من العالم اليوم، إذ تلعب الأولى دوراً كبيراً في بث الطاقة في المحركات الآلية، أما الثانية فتبث الحيوية في الأجساد البشرية. وبينما يشهد النفط طلباً قوياً، يشهد الكوكايين طلباً متفجراً عليه. وبسبب الحروب وتسارع وتيرة الأحداث والإنفعالات تعاظمت الحاجة إلى الكوكايين. فهذه الحاجة تأتي نتيجة خلل في المجتمع والتفكك الأسري وعدم الاستقرار.(الحياة)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها