ازدياد إقبال الاميركيين على شراء الأسلحة
ولدت الاعتداءات التي شهدتها باريس وسان برناردينو إقبالاً متزايداً لدى الأميركيين على شراء الأسلحة رغبة منهم في حماية أنفسهم وتحسباً لأي تشديد محتمل للقوانين المرعية في مجال التسلح الفردي.
وكشف أحد الشركاء في مركز الرماية «آر تي أس بي» في نيو جيرسي ازدياد مبيعات الأسلحة بنسبة 50 في المئة منذ الاعتداءات التي شهدت سان بيرناندينو في ولاية كالفورنيا.
وقال المسؤول عن أحد أكبر مراكز الرماية في شمال شرق الولايات المتحدة الذي يضم 21 منصة رماية ويمتد على 3500 متر مربع: «شهدنا ارتفاعاً في المبيعات بعد أحداث باريس وازداد هذا الارتفاع بعد هجوم سان برناردينو».
والأمر سيان في متجر «كازوس غان إيه راما» في جيرسي سيتي. ويعزى هذا الارتفاع في نظر صاحبة المتجر ليزا كازو إلى خطاب بعض المسؤولين السياسيين المؤيدين لتشديد القوانين الخاصة بالأسلحة أكثر منه إلى الهجمات بحد ذاتها.
هذه الطفرة في مبيعات الأسلحة الفردية مرشحة للانحسار بعد بضعة أشهر، على ما توقع ريك فريدمان، مستذكراً أحداثاً أخرى من هذا القبيل.
لكن بالنسبة إلى المدير العام التنفيذي لمجموعة «سميث أند ويسون» جيمس ديبني، فإن نمو سوق الأسلحة اليدوية «اتجاه سائد منذ فترة طويلة».
وكشف ديبني خلال عرض نتائج المجموعة الأميركية لتصنيع الأسلحة أن إيراداتها ارتفعت بنسبة 32 في المئة لأشهر آب (أغسطس) وأيلول (سبتمبر) وتشرين الأول (أكتوبر) الماضية، ما دفع الشركة إلى رفع توقعاتها للسنة المالية برمتها.
وأشار «المكتب الفيديرالي المعني بالكحول والتبغ والأسلحة النارية» (إيه تي أف) من جهته، إلى أن عدد الأسلحة اليدوية المصنعة في الولايات المتحدة ازداد أربع مرات بين العامين 1998 و 2013. وبحسب الشرطة الفيديرالية (أف بي آي)، من المتوقع تسجيل مبيعات قياسية للأسلحة سنة 2015.
أما المرصد المستقل «سمول آرمز سورفي»، فكشف من جانبه عن أن 270 مليون سلاح متداول حالياً في الولايات المتحدة التي يعيش فيها 322 مليون نسمة.
كذلك أكد ريك فريدمان أن «الجميع يأتون إلى هنا وليس فقط هؤلاء الذين يؤيدون التعديل الثاني أو الجمهوريون التقليديون. فهم من جميع الأطياف»، في إشارة إلى الفقرة الواردة في الدستور الأميركي التي تخول المواطنين حيازة الأسلحة.
واعتبرت آبي التي تقصد مركز «آر تي اس بي» للتمرن على الرماية، أن «الجميع مطالبون بالتفكير في الأمر».
ولا يختلف الوضع في ولاية نيو جيرسي التي تعد من أكثر الولايات تشدداً في مجال حيازة الأسلحة، والتي تعد عمليات إطلاق النار فيها نادرة جداً، بحسب الأشخاص الذين استطلعت آراؤهم في هذه المسألة.
واعتبر الشرطي السابق كون هارتنين أن الهجوم الذي استهدف مركزاً لذوي الاحتياجات الخاصة أظهر أن الهجمات باتت تنفذ أينما كان «حتى في مراكز لم تفكروا فيها سابقاً».
وذكر الأستاذ المحاضر في علم الاجتماع في «جامعة ويك فوريست» ديفيد يامان أن «الدفاع عن النفس لطالما كان من المعايير الرئيسة في ثقافة الأسلحة الأميركية … لكنه ازداد أهمية خلال السنوات الثلاثين الأخيرة».
وتعزى هذه الدينامية في نظره إلى مجموعة من العوامل المتضافرة أبرزها ازدياد الجرائم بين الستينات ومنتصف التسعينات، فضلاً عن تغيرات كبيرة في المجتمع مرتبطة بدور الأقليات والنساء «زعزعت النظام العام رغم إيجابيتها».
وأوضح يامان: «البعض خالوا أن المجتمع برمته ينهار».
وشدد عالم الاجتماع على دور وسائل الإعلام في هذا الخصوص، قائلاً: «فور حصول إطلاق نار، تتداول القنوات الخبر على مدار الساعة، ما يعطي الانطباع بأن الأمور تتدهور».
لكن ريك فريدمان رأى من جهته: «أننا نعيش في الواقع فترة مختلفة عما شهدناه في الماضي تعزز قناعتنا العميقة بأنه يحق للمرء حماية حياته». (AFP)[ads3]