بوتين وقّع على تصفية القنطار؟

يصعب التصديق ان عملية اغتيال سمير القنطار التي نفّذها العدو الاسرائيلي ليست موقّعة من فلاديمير بوتين شخصياً، ليس لأنه لم يتردد في السابق، في اعلان احترامه الصريح “لمصالح اسرائيل الحيوية في سوريا” [هكذا بالحرف] بل لأنه مع وجود منظومة صواريخ “اس ٣٠٠” هناك، سيكون من المهين جداً ان تتم عملية من هذا النوع ولا تكون موسكو على علم بها.

هذه واحدة. أما الثانية، فهي ان المقاتلات الاسرائيلية لا يمكن ان تدخل الأجواء السورية دون اطلاع الرفيق الروسي على “الخط الساخن” المفتوح دائماً، والذي كان على علم مثلاً بالغارات التي شنتها اسرائيل الشهر الماضي، ودمّرت أهدافاً عسكرية في وسط دمشق قرب المطار الدولي وكانت عبارة عن صواريخ ايرانية موجهة الى “حزب الله”، وعندما تحدث بوتين عن احترام المصالح الحيوية في سوريا لم يكن يتحدث عن السياحة أو المبادلات التجارية بل عن هذا النوع من السلاح الايراني الذي لا يريد العدو ان يصل الى الجنوب اللبناني.

وحتى لو كانت عملية القصف تمت من خارج الفضاء السوري، كما يحاول البعض ان يقول تخفيفاً للحرج من الغرام بين العدو الصهيوني والحليف الروسي، فان ما تنقله الأنباء الروسية تحديداً عن الجنرال الروسي أندريه كارتابولوف من ان الروس والاسرائيليين يسهرون على مدار الساعة على تبادل كل تفصيل يتصل بالوضع الجوي في سوريا، يعني عملياً ان عملية القصف التي اغتالت القنطار ورفاقه كانت تحظى بتوقيع الروس!

وبغض النظر عن المستوى الدقيق للتنسيق العسكري بين موسكو وتل ابيب في سوريا ليس من الغريب ان تكون الحسابات السياسية المعقدة وافقت ضمناً على هذه العملية، على الأقل من منطلق تكرار موسكو دائماً ان بقاء الأسد في السلطة يتلاقى مع المصالح الاسرائيلية وهو ما حفلت به التصريحات الاسرائيلية، وعلى هذا ولأن القنطار كان مكلفاً من الايرانيين، تأليب دروز المنطقة بما يساعد على فتح جبهة الجولان، لكي تمثل امتداداً لجبهة لبنان الجنوبي التي يتولاها “حزب الله”، فان عملية الخلاص منه لا تمثل رغبة اسرائيلية قديمة في الانتقام منه وهو ما دفع صحيفة “يديعوت أحرونوت” الى القول “لقد أُقفل الحساب مع القنطار” بما يمثل رسالة تهديد الى الآخرين، بل تمثل أيضاً تمهيداً ضرورياً وضماناً لمستلزمات سياسية تلتقي مع تكرار الروس والنظام السوري القول ان بقاء الأسد مصلحة اسرائيلية وهو ما لم ينكره العدو الاسرائيلي يوماً، بما يعني ان ما كان يفعله القنطار بتكليف من ايران يمكن ان يخربط هذه الحسابات الروسية السورية الاسرائيلية!

ما يرجّح كل هذا ان الكرملين يرفض التعليق مكتفياً بالقول راجعوا الجيش الذي يتولى التنسيق مع الاسرائيليين!

راجح الخوري – النهار[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫7 تعليقات

  1. مانع يا حلوة مانع
    طيران الأعداء رايح راجع
    هجم علينا الالسرائيلي
    و رئيسك بالسرداب ضايع

    (حلوة هو ابو الشحاطة الزرقا تبع الأعلام السوري كاذب ما غيرو)

  2. الطيران الاسرائيلي يصول و يجول فوق المزة و في ناس شافو الطيارات الاسرائلية تتبغدد في سماء دمشق..

  3. اغتيال القنطار ليس إلا من اجل ترسيخ فكرة أن اسرائيل تعادي حزب الله وتعادي ايران وتعادي نظام بشار. هناك الكثير من الشبيحة في سورية والكثير من العرب خارج سورية لا يزالون منخدعين ومصدقين لكذبة سعي المجرمين بشار وحسن نصر الله لتحرير فلسطين. يبدو ان حلف موسكو مع اسرائيل نبه الكثير لإتفاق حسن نصر الله وبشار والكيان الصهيوني على محاربة الثورة السورية مقابل ضمان حدود الكيان الصهيوني ومقابل دعم اسرائيل لذلك الحلف. اغتيال القنطار ليس إلا ترسيخ لفكرة وجود عداء بين الكيان الصهيوني من جهة وايران وحسن نصر الله وبشار من جهة اخرى

  4. لا يمضي يومٌ ولا أسبوعٌ تحصل فيه حادثة أو جريمة من طرف شخص مسلم، إلّا وتبدأ الدائرة الشهيرة بين جماعة “الإسلام دين إرهابي” وبين جماعة “الإسلام دين حب ومحبة وسلام”.. ويستنكروا ويشجبوا.