إنريكي يتفوق على رفيق الدرب و يتوج موسمه بجائزة أفضل مدرب

توج لويس انريكي موسمه الاستثنائي مع برشلونة الاسباني باحرازه جائزة افضل مدرب كرة قدم لعام 2015 وذلك في الحفل الذي اقيم الاثنين في قصر المؤتمرات في زيوريخ.

وشاءت الصدف ان يتفوق انريكي على زميل الدرب وسلفه في برشلونة جوسيب غوارديولا الذي نال اللقب عام 2011 لكنه عجز عن تكرار الامر في 2015 بعد اكتفائه بقيادة فريقه الحالي بايرن ميونيخ الالماني الى لقب الدوري المحلي، فيما كان الارجنتيني خورخي سامباولي المرشح الاخر بعد قيادته تشيلي الى لقب كوبا اميركا لمنتخبات اميركا الجنوبية.

واستحق انريكي الجائزة التي تغيب عن استلامها، وذلك بعدما قاد برشلونة الى خماسية الدوري والكأس المحليين ودوري ابطال اوروبا والكأس السوبر الاوروبية وكأس العالم للاندية، فيما افلت منه لقب واحد هو الكأس السوبر المحلية الذي ذهب لمصلحة اتلتيك بلباو.

ومن المؤكد ان انجاز انريكي (45 عاما) في 2015 كان مضاعفا كونه الموسم الاول له مع النادي الكاتالوني الذي تألق في صفوفه كلاعب من 1996 حتى 2004 بعد ان انتقل اليه من الغريم الازلي ريال مدريد ، بحسب ما اوردت صحيفة إيلاف.

صنف انريكي عند انتقاله من ريال الى برشلونة بـ “الخائن” لكنه لم يكن كذلك على الاطلاق بل انه عاد الى الفريق الذي اهله كرويا وعلمه اصول اللعبة حين كان يافعا (من 1976 حتى 1981) قبل ان يقرر اختبار حظوظه مع سبورتينغ خيخون (من 1981 حتى 1991) وصولا الى ارتداء قميص النادي الملكي الذي دفاع عن الوانه من 1991 حتى 1996 وتوج معه ببطولة الدوري عام 1995 والكأس عام 1993 والكأس السوبر عام 1993 ايضا.

وعندما حل عام 1996 فاجأ انريكي الجميع بطلب تحريره من عقده من اجل العودة الى فريق بدايته برشلونة دون اي مقابل.

لم يشكل انتقال انريكي الى “كامب نو” مفاجأة لجمهور ريال وحسب، بل ان جمهور برشلونة كان مترددا في بداية الامر في تبني هذا الانتقال لكن سرعان ما نجح ابن خيخون في كسب مودته بعد ان دافع باستبسال عن الوانه في الاعوام الثمانية التي قضاها في صفوفه وساهم خلالها بقيادته الى لقب الدوري مرتين والكأس مرتين والكأس السوبر وكأس الكؤوس الاوروبية والكأس السوبر الاوروبية مرة واحدة في مشوار ارتدى خلاله شارة القائد وسجل ايضا في مرمى فريقه السابق ريال مدريد.

لكن احدا لم يتوقع ان يصل الامر بانريكي البالغ من العمر 45 عاما، ان يتولى مهمة تدريب الفريق الاول في النادي الكاتالوني الذي كان له الفضل ايضا في تأهيله تدريبيا وذلك بمنحه مهمة الاشراف على الفريق الرديف من 2008 حتى 2011.

ولعبت الظروف الطارئة دورا في وصول انريكي الى منصبه الحالي رغم خبرته التدريبية المتواضعة مع روما الايطالي (2011-2012) وسلتا فيغو (2013-2014)، فرحيل رفيق دربه غوارديولا عن الفريق عام 2012 بعد ان قاده الى 14 لقبا في 4 اعوام، هز عرش الكتيبة الكاتالونية وحاول القيمون عليها تعويضه بمساعده تيتو فيلانوفا لكن المرض دخل على الخط وادى في نهاية المطاف الى وفاة الاخير.

ثم لجأ برشلونة الى الارجنتيني خيراردو مارتينو لكن الاخير فشل في مهمته وخرج من الموسم الماضي خالي الوفاض ما فتح الباب امام انريكي للسير على خطى غوارديولا والاشراف على الفريق الاول.

وكانت المخاطرة كبيرة بالتعاقد مع انريكي، لكنه اثبت ان الرهان عليه وعلى حبه لقميص النادي كان في محله اذ تمكن في موسمه الاول معه من قيادته الى خماسية تاريخية وكان على بعد لقب واحد من معادلة انجاز غوارديولا عام 2009 حين قاد الاخير النادي الكاتالوني الى ستة القاب من اصل ستة ممكنة.

واصبح انريكي الذي خاض خلال مسيرته الدولية 62 مباراة مع منتخب بلاده وتوج بذهبية اولمبياد برشلونة 1992، تاسع مدرب يقود برشلونة الى اللقب في موسمه الاول معه بعد الانكليزي جيمس بيلامي (1928-1929) وجوسيب ساميتيير (1944-1945) وانريكي فرنانديز (1947-1948) والارجنتيني هيلينيو هيريرا (1958-1959) والانكليزي تيري فينابلز (1984-19859 والهولندي لويس فان غال (1097-1998) وغوارديولا (2008-2009) وفيلانوفا (2012-2013).

لكن المشوار نحو المجد في موسمه الاول لم يكن سهلا بل تخلله بعض المطبات بعد ان حاول تكرار تجربته في روما حيث اقصى القائد الاسطوري فرانشيسكو توتي من التشكيلة الاساسية، وذلك من خلال تلقين نجمي الفريق الارجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار درسا لتأخرهما في عطلة الميلاد ورأس السنة من خلال ابعادهما عن التشكيلة في المباراة الاولى من العام الجديد امام ريال سوسييداد.

وتسبب هذا القرار، وخصوصا بعد خسارة تلك المباراة، الى توتر العلاقة مع ميسي ما دفع بانريكي الى القول بأنه سيرحل من تلقاء نفسه بعد 7 اشهر فقط على رأس الادارة الفنية للفريق الكاتالوني في حال لم يلق الدعم اللازم من لاعبيه، وذلك ردا على التقارير التي تحدثت عن امكانية التخلي عن خدماته.

“ثمة الكثير من التقارير، بعضها يحمل نوايا سيئة”، هذا ما صرح به انريكي حينها وعشية الفوز في المباراة التالية على اتلتيكو مدريد البطل (3-1)، مضيفا: “لن اخوض في هذه اللعبة الخطرة. ما يمكن ان اضمنه هو انني سأرحل بالتأكيد عندما اشعر بأن اللاعبين لا يدعموني”.

وتحدثت التقارير حينها عن امكان رحيل ميسي عن “كامب نو” بسبب خلافه المزعوم مع انريكي الذي واجه صفرات استهجان الجمهور رغم الفوز على التشي 5-صفر في ذهاب الدور ثمن النهائي من مسابقة الكأس، الا ان ذلك لم يزعزع ثقة لاعب الوسط الدولي السابق الذي اكد: “ما زلت مركزا على عملي ومتحفزا. لا شيء قادرا على التأثير سلبا علي. ما يحكى خلف الابواب الموصدة يمنحني جرعات معنوية اضافية. اللاعبون والجهاز الفني يبقون على هامش كل ذلك. نحن معتادون على الامر”.

وبالفعل، حافظ انريكي على تركيزه في عمله وتمكن بسلاسة من ادارة علاقته بميسي ونجوم الفريق الاخرين ما سمح له في ان يستخلص منهم افضل ما لديهم والحصول على تركيبة هجومية قاتلة تمثلت بالثلاثي “الرهيب” المكون من ميسي والاوروغوياني لويس سواريز ونيمار، اضافة الى صلابة دفاعية ملفتة غير مألوفة في النادي الكاتالوني (دخل شباكه 19 هدفا فقط في الدوري الموسم الماضي فيما سجل 108 اهداف) وتميز في كافة نواحي اللعبة ان كان بالهجمات المرتدة او الركلات الحرة والكرات الثابتة.

لقد صنع انريكي فريقا استعراضيا متمكنا في كافة نواحي اللعبة واذا استمر الوضع على هو عليه فمن المرجح ان يسير ابن خيخون على خطى رفيق الدرب غوارديولا واحتكار جميع الالقاب الممكنة لسنوات عديدة قادمة.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها