ظريف : الحل العسكري لـ ” الأزمة السورية ” غير ممكن
أعلن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، يوم الأربعاء، في دافوس، أن الحل العسكري للأزمة السورية غير ممكن، وذلك قبل أيّام من بدء محادثات سلام حول سوريا في جنيف، مزمع بدؤها يوم الاثنين المقبل.
واعتبر ظريف أنّه “ليس هناك حل عسكري” في سوريا، قائلاً: “نحن نحتاج إلى حل سياسي. هناك إمكانات لانتخابات حرة ونزيهة، وأيضاً لإصلاحات دستورية”.
وذكر ظريف أمام المشاركين في المنتدى، بالنقاط الأربع للخطة التي اقترحتها طهران، من أجل سوريا، التي تشهد نزاعاً منذ نحو خمسة أعوام خلف 260 ألف قتيل على الأقل وملايين النازحين.
وأضاف أنّ إيران عازمة على “وقف لإطلاق النار، وحكومة وحدة وطنية، وإصلاحات دستورية، وانتخابات انطلاقاً من هذا الدستور الجديد. نحن عازمون على تنفيذ هذه العملية”.
ووجّه ظريف في كلمته، رسالة ضمنية إلى السعودية، الطرف الفاعل الآخر الذي يدعم “المعارضة السورية”، قائلاً: “أعتقد أن على جيراننا السعوديين أن يفهموا أن المواجهة (بين إيران والسعودية) ليست في مصلحة أحد”.
وقال وزير الخارجية الإيراني إن وفد المعارضة -وهو محل نزاع ديبلوماسي شديد- ينبغي ألا يضم أعضاء ثلاث جماعات معترف بها دولياً باعتبارها “جماعات إرهابية”.
وأشار الى أن تلك الجماعات هي تنظيم “الدولة الإسلامية”- “داعش” وتنظيم “القاعدة” و”جبهة النصرة”، مضيفاً أن عشرة “أعضاء مسجلين” في “القاعدة” حضروا اجتماعاً للمعارضة في العاصمة السعودية الرياض، والذي عقد لتشكيل وفد المعارضة لمحادثات جنيف.
ولم يكن “داعش” أو “جبهة النصرة” – جناح “القاعدة” في سوريا- ممثلين في اجتماع الرياض الشهر الماضي، والذي اتفق خلاله المشاركون على العمل من أجل الدخول في محادثات سلام مع الرئيس بشار الأسد. وشارك ممثلون عن فصائل إسلامية أخرى منها جماعة “أحرار الشام” القوية.
لكن ظريف قال إن تحديد من يشاركون في المحادثات أمر لا يخص إيران، مؤكداً ان “تحديد من سيشارك أمر يعود للسيد (ستيفان) دي ميستورا (مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا) وأنا واثق من أنه سيطبق هذه المعايير”.
ورداً على سؤال عن مطالب غربية بضرورة رحيل الأسد عن السلطة في إطار أي تسوية في سوريا، أوضح الوزير الإيراني أن من غير المنطقي وضع شروط مسبقة قبل حتى أن تبدأ المحادثات.
وأضاف: “لا يمكننا تحديد نتيجة هذه العملية السياسية قبل أن تبدأ. لا يدخل المرء قاعة التفاوض والنتيجة محسومة بالفعل”.
ورداً على سؤال عما إذا كان يخطط لمقابلة أي شخصيات سعودية على هامش المنتدى السنوي في دافوس، لمحاولة تحسين العلاقات بعدما قطعت الرياض العلاقات الديبلوماسية مع طهران هذا الشهر، قال ظريف “لن يعقد اجتماع سري هنا”.
وأضاف أن طهران لم تقطع العلاقات ولم ترد على ما وصفها بالاستفزازات السعودية، بما في ذلك انفاق ملايين الدولارات على حشد الكونغرس الأميركي ضد الاتفاق الذي أبرم في تموز الماضي بين القوى العالمية وطهران في شأن برنامج إيران النووي.
وخاطب ظريف السعوديين قائلاً: “ليس هناك سبب للقلق، أصدقائي. إيران هنا للعمل معكم. إيران لا تريد استبعاد أحد من هذه المنطقة”.
من جهة أخرى، ندّد ظريف بمشروع العقوبات الأميركية الجديدة التي تستهدف هذه المرة برنامج طهران للصواريخ طويلة المدى.
واستغرب الوزير الايراني أن “تعرب الولايات المتحدة عن قلقها حيال برنامج الصواريخ الإيراني، الذي ينطوي على هدف دفاعي ولا ينتهك أي قانون دولي يجري تطبيقه”.
وكان وزير الخارجية السّعودي عادل الجبير، الموجود أيضاً في دافوس، قد اتهم إيران، يوم أمس الثلاثاء، بإثارة “الفتن والاضّطرابات” في الشّرق الأوسط.
ومن المتوقع أن تستضيف جنيف محادثات بين الحكومة السورية ومعارضيها، ونصت خريطة طريق تم تحديدها في تشرين الثاني الماضي في فيينا، بمشاركة 17 دولة، على إرساء وقف لإطلاق النار في سوريا، وتشكيل حكومة انتقالية، وإجراء انتخابات خلال 18 شهراً. وصادق عليها مجلس الأمن الدولي بإجماع أعضائه في 18 كانون الأول الماضي. (AFP-REUTERS)[ads3]
الروافض هم القذارة والنجاسة والارهاب في العالم كله