مدارس ألمانية تحدث ثورة في مجال التعليم عبر تعليم المنهاج بلغتين !

أحدثت المانيا ثورة في بعض مدارسها التي باتت تستخدم مناهج ومعلمين بلغتين في وقت واحد، فبات التلاميذ يستخدمون الالمانية والانجليزية في حياتهم بشكل تلقائي.

وتستخدم شبكة من المدارس ثنائية اللغة في المانيا اسلوبًا محدثًا في التعليم فهي تدرس الالمانية والانجليزية كلغتين أم، منذ اليوم الأول في الدراسة.

وعند زيارة احدى هذه المدارس يمكن مشاهدة أطفال في مرحلة التمهيدي لا تتجاوز اعمارهم الرابعة، وهم يستخدمون اللغات التي يعرفونها كما يشاؤون خلال تناول طعامهم أو خلال اللعب، ولكن عند تبادل الحديث بينهم ايضا.     وتقول المعلمة ميدهبه غرين في مجمع فورمس المدرسي في جنوب برلين، وأصلها من ايرلندا، “أغلب الاطفال يتنقلون بين اللغتين الانجليزية والالمانية بسرعة كبيرة ودون إدراك منهم لما يفعلون لأن الأمر يجري تلقائيًا تمامًا”.

منذ بدء المشروع في عام 2006 يبدأ تدريس اللغتين منذ اليوم الأول، فيما يبدأ تدريس اللغة الانكليزية للطلاب في المدارس العامة في مرحلة الصف الخامس أو السادس الابتدائي.

ويبدو ان المشروع نجح إذ توجد حاليا 7 مدارس من هذا النوع في المانيا، وقالت غرين: “الطريقة التي نستخدمها ليست تقليدية بل تعتمد على دراسة اللغة بطريقة مختلفة أي أن الطالب يدرس كل المواد باللغتين ويسمى هذا الاسلوب بالانغماري immersion method”.

وعادة ما يجري تدريس اللغات بشكل يؤدي الى ما يعرفه الخبراء بتعبير “التعلم السلبي” أي انهم يفهمون ما يقال، ولكنهم لا يستطيعون التعبير باللغة الأخرى مثل لغتهم الأم، اما هذه الطريقة فتجعل دماغ الطفل يتفاعل مع المعلومات باللغتين ولا يكتفي بالتعلم السلبي، وهو ما يحول التعلم هنا الى ما يسميه الخبراء بالتعلم الايجابي.

ووجود هذا النوع من المدارس مفيد بالنسبة للاسر التي تريد لأطفالها تعلم الانجليزية الى جانب الالمانية وبطريقة تفاعلية أو للاجانب الذين يريدون لاطفالهم اتقان الالمانية.    وقالت سيلينا ميل، وهي مديرة مدرسة فورمس في منطقة برلين الجنوبية، “الهدف هو ان يكون الطفل قادرًا على استخدام اللغتين على جميع المستويات، قراءة وكتابة وسماعًا وتعبيرًا”.

وتقسم المدرسة المناهج التعليمية بين اللغتين، وقالت ميل “يدرس الطلاب اللغة ضمن سياقاتها”.

وبالنسبة للمعلمين، لا يقومون عادة بترجمة ما يحتاج الى ترجمة في حالة عدم فهم الطالب، بل يستخدمون اساليب تعليمية ووسائل ايضاح متطورة صوتية ومرئية وسمعية.

ويعتقد شون جاكسون، وهو مدرس ثانوية من كاليفورنيا يعمل في مدرسة فورمز ايضًا، إن الطالب الذي يتعلم بهذه الطريقة يطور قدرة على الاصغاء اكبر من الطالب في المدارس الاعتيادية كما يتفاعل مع ما يدور حوله ويستخدم اللغة الاخرى، أي الانجليزية، في النقاش والحديث والتعامل اليومي. وأضاف “الطلاب يتعلمون اللغة من خلال استخدامها بشكل يومي”.

ولاحظت غرين أن التعليم بهذه الطريقة يعلم الطلاب قبول اختلاف الآخر ويمنحهم ثقة أعلى بأنفسهم كما يحسن العلاقات بينهم، وهو امر سيستمر معهم عندما يكبرون، حسب قولها. (Elaph)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها