ألمانيا : مخاوف من موجة معاداة للأجانب شرقي البلاد

تسود مخاوف في ألمانيا من موجة معاداة للأجانب في شرق البلاد زاد من حدتها تدفق المهاجرين والحركات السياسية المتطرفة مثل حركة بيغيدا، وذلك بعد حوادث كان آخرها إضرام النار في مركز لاستقبال اللاجئين على مرأى من حشد مؤيد.

وعنونت صحيفة “تاتس” اليسارية الاثنين صدر صفحتها بعبارة “العار لساكسونيا” ملخصة شعورا متناميا بأن البلاد مصدومة للأحداث التي وقعت في هذه المقاطعة الشرقية وأحيت ذكريات أليمة.

المخاوف جاءت عشية جريمة إحراق متعمد لمبنى معد لاستقبال لاجئين في بواتسن. وما أثار صدمة تجاوزت الحريق هو “عشرات الأشخاص الذين عبروا عن فرح لما حصل” بحسب الشرطة حتى أنهم أعاقوا تدخل فرق الإطفاء لإخماده.

وقع حريق بواتسن، بعد 48 ساعة من حادث آخر عندما استقبل 100 متظاهر غاضبين مساء الخميس حافلة لاجئين أتت من مركز آخر في المقاطعة نفسها. وما زاد من التوتر مشهد شرطي ينزل فتى بالقوة من الحافلة ومعلومات عن انتماء المسؤول عن مأوى اللاجئين إلى حزب “البديل لألمانيا” المناهض للاجئين.

وتم صباح الاثنين إقالة هذا المسؤول. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مسؤول في الإدارة المحلية ماتياس دام قوله “اتخذنا هذا القرار لحمايته” وبسبب “النقاش الوطني” بخصوصه.

ووصفت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على لسان المتحدث باسمها شتيفن زايبرت الاثنين الحادث بأنه “معيب جدا” واتهمت الحشود بـ”الجبن”.

وهذه الأعمال تؤكد مرة أخرى الأصداء التي يلقاها الخطاب المعادي للمهاجرين لدى فئة متشددة من الرأي العام في جمهورية ألمانيا الديمقراطية سابقا.

ونقل تقرير وزعته وكالة الأنباء الألمانية عن المتحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية أنّ عدد الحرائق التي أضرمت في محلات إيواء اللاجئين منذ مطلع هذا العام بلغ 17، فيما بلغ عدد المتهمين بتنفيذ تلك الهجمات 118 شخصا، منهم نحو 112 من اليمين المتطرف، هذا علاوة على 27 حالة عنف، 43 حالة إتلاف ممتلكات، و31 حالة بروباغندا معادية للأجانب.

ومن الناحية الانتخابية فإن حركة النازيين الجدد في جمهورية ألمانيا الديمقراطية سابقا تسجل أفضل النتائج على مستوى المقاطعات، فيما ينال حزب “البديل لألمانيا” 17% من الأصوات وفقا لاستطلاع للرأي للانتخابات الاقليمية المقبلة في آذار/مارس في ساكسونيا-انهالت (شرق).

في سياق متصل، أدانت الحكومة الألمانية الاحتجاجات المعادية للأجانب أمام نزل إيواء للاجئين في مدينة كلاوسنيتس بولاية سكسونيا شرقي ألمانيا، معتبرة ذلك أمرا مخزيا للغاية. وذكر المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت اليوم الاثنين في برلين أن مناصبة العداء والصياح والسب للاجئين الوافدين، الذين من بينهم الكثير من النساء والأطفال، أمر ينم عن قسوة قلب. (AFP-DPA-DW)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها