عاش بشار الأسد .. يسقط صدام حسين !

حتى معمر القذافي، الذي كنا نعتقد أن أمريكا لا تأخذه على محمل الجد، كان في واقع الأمر مستهدفاً أمريكياً وأوروبياً، وانتظر الغرب الحراك الليبي كي ينقض عليه، ويتخلص منه إلى غير رجعة. وحدث طبعاً ـ ولا حرج ـ عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. حتى لو تحالف صدام مع أمريكا لفترة من الزمن، وخاصة خلال الحرب الإيرانية ـ العراقية، وحتى لو انصاع للكثير من الأوامر الأمريكية، إلا أنه في نهاية المطاف، تمرد على السيد الأمريكي، وبات في نظر الغرب وإسرائيل خطراً لا بد من التخلص منه. وقد كانت بداية الإيقاع به تشجيعه على غزو الكويت، ليكون ذلك الفخ القاتل الذي كانت مقدمة لإنهاء النظام والقضاء في ما بعد على الخطر الأكبر في المنطقة، ألا وهو العراق.

لاحظوا كيف تأهبت أمريكا بعد الغزو العراقي للكويت. فقد حشدت على الفور أكثر من ثلاثين دولة لطرد القوات العراقية من الكويت ووضع حد للتهديدات العراقية لباقي دول المنطقة. لم تسمح أمريكا ولا أوروبا لصدام حسين بأن يزعزع الاستقرار، أو يهدد أحداً، فقامت بتقليم أظافره عسكرياً، وضربت جيشه ضربة نجلاء وهو خارج من الكويت، وفرضت عليه عقوبات منعته حتى من استيراد أقلام الرصاص. ثم كانت اتفاقية «خيمة صفوان» المُذلة التي كبلت العراق وجيشه عسكرياً، وكانت في الواقع بمثابة صك استسلام عراقي لأمريكا. ولا ننسى كيف تم فرض مناطق حظر جوي في شمال العراق وجنوبه، بحيث تقسم العراق منذ ذلك الوقت عملياً، حتى لو لم يتم الإعلان عن التقسيم إعلامياً.

ولم تكتف أمريكا بحصار النظام العراقي السابق لأكثر من ثلاثة عشر عاماً وتكبيل يديه وخنقه اقتصادياً وسياسياً لمنعه من تهديد أحد في المنطقة، بل إنها عمدت إلى حل الجيش العراقي على الفور، عندما غزت العراق في عام 2003 كي لا تقوم قائمة لذلك النظام الذي تجرأ، وتمرد على الجبروت الأمريكي، وهدد بعضاً من حلفاء أمريكا في المنطقة، وخاصة إسرائيل، عبر صواريخ سكود.

ولا ننسى أيضاً أن كل التهم والذرائع، التي استخدمتها أمريكا لعقاب صدام حسين، كانت مفبركة، وعلى رأسها طبعاً أكذوبة امتلاك النظام لأسلحة الدمار الشامل. فقد أثبتت الأيام أن أمريكا فبركت الحجج والبراهين كي تبرر سحقها لصدام حسين ونظامه. ويذكر أحد الصحافيين الأمريكيين أنه سأل الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش في مكتبه: «أين أسلحة الدمار الشامل العراقية التي صدعتم رؤوسنا بها؟ لماذا لم نر أياً منها»، فرد بوش بسخرية: «مهلاً، مهلاً. تريد أن ترى أسلحة الدمار الشامل العراقية؟ ها هي في درج مكتبي». وقد فتح بوش الدرج وهو يضحك بصوت عال ليسخر من السؤال، وكأنه يقول للصحافي: « ليس العيب فينا، بل فيمن صدق أكذوبة أسلحة الدمار الشامل العراقية».

قارنوا الآن بين الموقف الأمريكي من صدام حسين وبشار الأسد. لقد ضربت أمريكا صدام بيد من حديد لمجرد أنه فكر بتهديد الأمن والاستقرار في المنطقة، بينما هدد بشار الأسد قبل حولي أربع سنوات ونصف السنة، في مقابلة مع صحيفة «التايمز» البريطانية، بأنه سيزلزل المنطقة بأكملها. ولا شك في أن الشرق والغرب سمع ذلك التهديد الرهيب، لكن لم تنبس أمريكا ولا إسرائيل ببنت شفة، بل تركتاه ينفذ تهديداته بأكملها. وبعد سنوات على تهديده، ها نحن نرى كامل الشرق الأوسط يهتز على وقع الاضطرابات السورية التي يقودها بشار.

بعبارة أخرى، باركت أمريكا بصمت كل ما يفعله بشار منذ ذلك الحين، ليس بحق الشعب السوري فحسب، بل بحق كل دول المنطقة. فلم تبق دولة إلا وتأثرت بالأزمة السورية، بما فيها حلفاء أمريكا كالأردن ودول الخليج وتركيا. لكن ماذا فعلت أمريكا لوضع الأسد عند حده، كما فعلت مع صدام حسين؟ لا شيء، بل تركته يخرب المنطقة كلها، ويزعزع استقرارها، ويهدد حتى أبواب أوروبا عن طريق تهجير ملايين السوريين ودفهم إلى إغراق العواصم الأوروبية، بحيث باتت اتفاقية «شينيغن» بين الدول الأوروبية في مهب الريح بسبب الوضع السوري الذي يقوده بشار الأسد شخصياً.

وحدث ولا حرج عن الجماعات المتطرفة التي أنتجها النظام السوري بشهادة الأمريكيين أنفسهم، والتي راحت تهز المنطقة، وتهدد القاصي والداني فيها على مرأى ومسمع الأمريكيين. لا يمكن القول أبداً إن أمريكا عاجزة عن وقف بشار الأسد عند حده. فانظروا ماذا فعلت بصدام عنما فعل عُشر ما فعله بشار، ناهيك عن أن الحجج التي ساقتها أمريكا لغزو العراق كأسلحة الدمار الشامل كانت كاذبة كما أسلفنا، بينما استخدم نظام الأسد سلاح الدمار الشامل الكيماوي أمام أعين العالم أجمع. واكتفت أمريكا فقط بتجريده من الكيماوي، وتركته يستمر في العبث بأمن المنطقة.

ما الفرق بين صدام حسين وبشار الأسد؟ الفرق أن صدام، وحتى القذافي، كانا يشكلان خطراً حقيقياً على الغرب، بينما بشار هو قائد مشروع الفوضى الخلاقة الأمريكي وحصان طروادة لتدمير المنطقة وإعادة تشكيلها حسب المشروع الأمريكي المعروف بالشرق الأوسط الجديد. ولو لم تكن أمريكا راضية تمام الرضى عن الدور الذي يلعبه نظام الأسد لما بقي يوماً واحداً.

أكاد أسمع الإدارة الأمريكية وهي تهتف بصوت خافت: عاش بشار الأسد، يسقط صدام حسين!

فيصل القاسم – القدس العربي[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫27 تعليقات

  1. عادة، نعرف تعليقاتك صائبة يا دكتور، إلا هذه المرة. في رأيي، إن الرئيس الأمريكي الحالي، وهو من الحزب الديمقراطي، لا يستطيع التحرك بدون دعم الشعب الأمريكي له، بينما الجمهوريون لا يأبهون كثيرا لما يقوله الشعب بل يهتمون بمصالحهم الشخصية (بوش وأرباح البترول). تذكر أن نصف الشعب الأمريكي قد خرج إلى الشوارع رافضاً غزو العراق، ولكن بوش ضرب برأيهم عرض الحائط واخترع كذبة أسلحة الدمار الشامل وغزا البلد. ثم اكتشف الشعب أن رئيسه خدعه، وطالب وضغط على سياسييه حتى عاد الجنود الأمريكان إلى أهاليهم. هل تعتقد أن الشعب الأمريكي كان سيقبل بتدخل عسكري جديد في سوريا بعد أقل من عشر سنوات على دخول العراق؟ أنا أعيش في أمريكا وأعرف أن الناس لا يريدون إرسال أبنائهم إلى حرب جديدة، وهذا هو سبب عدم تدخل أمريكا، وليس رضاها على بشار ومجرميه. ولا ننسى أن أمريك ودول الغرب سلحوا الجيش الحر في بداية الثورة إلى أن جاءت جبهة النصرة وسرقت مستودعات الأسلحة ثم ظهرت تمثيلية داعش المخابراتية، فصار الغرب يخشى من وقوع أسلحته في يد الجهاديين، ووصلنا إلى حالنا هذا اليوم.

  2. لكي لا ننسا ان التاريخ سجل ويستمر بتسجيل خيانة الاسد لسوريا

    1. نعم عراقي : هو قائد لسوريا الاسد مزرعة ابوه.. وليس قائداً لسوريا ارضا وشعب سوريا الشعب السوري طبعاً.

  3. الجواب بسيط كتيررر حلفاء سوريا دعموها بكل شيء من طحين الخبز ال…….. المنابر الدوليه ال……… الاسلحه الىالخ في كل شي حتى قطعوا عن شعبهم كي يعيش الشعب السوري اما حلفاء صدام ونعرفهم كلنا شاركوا بالحظر وخرجت طائرات امريكا تضرب العراق من مطاراتهم

  4. يا دكتور تظن ان اميركا غبيه لهدرجه حتى تدخل وتحارب بشار وهناك من مستعد للقيام بدورها بالتدمير على اكمل وجه سواء نظام او معارضه من اجل الوصول للكرسي.فاميركا تعلمت الدرس من غزوها للعراق لانها قد تكون خسرت بعض الاشياء نتيجة غزوها للعراق بينما الحين مرتاحه وهي ترى كل شي يتحقق من دون عناء او تعب ياامة ضحكت من جهلها الامم.

  5. باختصار صدام تم القضاء عليه لأنه سني وبشار تتم حمايته لأنه أقلوي

  6. { الفرق أن صدام، وحتى القذافي، كانا يشكلان خطراً حقيقياً على الغرب، بينما بشار هو قائد مشروع الفوضى الخلاقة الأمريكي وحصان طروادة لتدمير المنطقة}…طبعا کما عودناکم:”کل شئ مسرحیة!”…ای نعم…الحراك السوری مسرحیة…القتال ضد النظام مسرحیة…داعش مسرحیة…فیصل قاسم مسرحیة…امیر قطر الدمیة المسرحیة…

    { ناهيك عن أن الحجج التي ساقتها أمريكا لغزو العراق كأسلحة الدمار الشامل كانت كاذبة كما أسلفنا، بينما استخدم نظام الأسد سلاح الدمار الشامل الكيماوي أمام أعين العالم أجمع}….ای نعم صدام ما کان عندو اسلاح الکیمیاوی؟!! طیب شو صار بمدینة حلبجة؟ و سردشت و المعارك جزیرة مجنون و فاو ووو…هذه الدس السم فی العسل…صدام کان عندو الکیمیاوی…ولکن حتی 1990…
    ولمرة الف قضیة الکیمیاوی بالغوطة کان عمل المخابرات الاجنبی ببرکة فتح جمیع الحدود السوریة من قبل اهل الثوووورة…

  7. مسكين شعبك يا صدام 35 سنة قائد وبطل ومناضل ووووو واخر شي طلعوك من حفرة يعني طلع بطل الحفرة

  8. حذاء الرئيس الشهيد صدام حسين (قاهر إيران) أشرف وأطهر من ذنب الكلب بشار الأسد (خادم إيران)

    1. اين الكلب صدام و ايران ايران يا قذر؟!!

    2. سيدك الشهيد صدام الذي دعس على ايران مع الشهداء أن شاء الله وأنت أيه الكلب القذر سوف تدعس في سوريا عاجلاً أم أجلاً

    3. العاقبه بالاخره….اين سيدك القذر صرمايه حسين واين ايه الله العظمي السيد علي الخامنئي(روحي له الفدا)

    4. أن شاء الله تلحقي الفطيسة الخميني ومعكم الكلب خامينئي يا رافضة يا وسخة

  9. سوسن المئشة تضربي انتي والخرامنائي تبعك وصدام كمان ، يعني ما في حل وسط يا عمى ياطراش.. تباً اذاً .

  10. قدي دفعت لأنبات كل شعرة من هذه اللحية الملعونة من دماء اولاد بلدك يا قذرة خدمة لأسيادك وتدمير بلدك يا ديوث يا فيصل الملعون؟؟؟؟

  11. في الثورة الليبية ما خليتو لا كلمة على معمر اليوم عبتقول اسقطوه الغرب هي لحالها تزكية لمعمر !!

  12. الفرق بين صدام والأسد هو أن الأول سني لا يؤتمن ( الكلام من التاريخ) أما الثاني فببساطة ليسى سني.

    1. معك حق، من سوريا للعراق سنبقى محكومين من دكتاتوريين دينيا أم علمانيا ، لأننا شعب له عراقة.