فرنسا ترفض دعوة ألمانيا غلق محطة فيسينهايم النووية القريبة من حدود البلدين

رفضت السلطات الفرنسية رسميا دعوة من نظيرتها الألمانية لإغلاق مفاعلاتها النووية في محطة فيسينهايم القريبة من مدينة ستراسبورغ في إقليم الراين الأعلى قرب الحدود مع ألمانيا وذلك بعد نحو ثلاثة أيام من تلقيها طلبا من برلين يدعوها إلى إغلاق المحطة النووية المذكورة في أقرب وقت ممكن بسبب مخاوف من حدوث تسربات إشعاعية.

وتعتبر محطة فيسينهايم أقدم محطة نووية فرنسية على الإطلاق جرى تشييدها قبل 39 عاما وأكثر المحطات النووية الفرنسية إثارة للجدل بسبب ما شهدته من احتجاجات مكثفة من المنظمات البيئية المناهضة للطاقة النووية التي تطالب بإغلاقها من جهة و من سكان المنطقة الذين يتمسكون بوجودها ويرفضون أي خطط إغلاق خوفا من مغادرة السكان المنطقة بحثا عن فرص عمل جديدة في حال إغلاقها.

وقالت صوفيا ديتيرنيل رئيسة وحدة ستراسبورغ لهيئة الأمن النووي الفرنسي في اتصال هاتفي مع وكالة أنباء الإمارات إنه لا توجد أسباب معقولة لإغلاق المحطة ولا أية مخاطر ونحن نتفهم المخاوف الألمانية التي تعود إلى حادث صغير وقع في العام 2014 لكننا نسيطر على دواليب الأمور ونتحكم في أمن المحطة وسلامتها.

وأضافت من الناحية الأمنية والبيئية لا يوجد أي خطر تشكله المحطة يستدعي إغلاقها إلا إذا صدر قرار سياسي بذلك من الحكومة الفرنسية وهناك عدة خيارات ستكون مطروحة حينها لكن اليوم أؤكد لكم أن المحطة سليمة ومتحكم فيها ونحن كسلطات أمن المنشآت النووية نسهر على أمن وأمان المحطة وخبراؤنا يتابعون كل الأمور بدقة.

وكانت وزارة البيئة الألمانية قد دعت السلطات الفرنسية إلى إغلاق محطة فيسينهايم النووية القريبة من الحدود مع ألمانيا على خلفية ما أسمتها سلسلة حوادث جرت في المحطة النووية التي جرى إنشائها في العام 1977 .

وجاءت الدعوة الحكومية الألمانية لفرنسا على لسان المتحدثة الرسمية باسم وزارة البيئة الألمانية باربارا هندريكس إثر تقارير إعلامية نشرتها وسائل إعلام ألمانية تحدثت فيها عن واقعة حدثت في المنشأة الفرنسية شهر أبريل عام 2014 قيل إنها كانت أكثر خطورة مما أعلن حينها تلتها سلسلة حوادث صغيرة.

وشكلت فرنسا وألمانيا قبل بضعة أعوام لجنة مشتركة للسلامة الأمنية للمفاعلات النووية لمناقشة المخاطر المحدقة ببعض المفاعلات القريبة من حدود البلدين والنظر في المخاوف الأمنية التي يمكن أن تتعرض لها أو تصدر منها.

وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قد وعد عبر برنامجه الإنتخابي عام 2012 ضمن خطة لخفض اعتماد فرنسا على الطاقة النووية من 75 إلى 50  في المائة بحلول العام 2025 بغلق المحطة الواقعة على نهر الراهين خلال العام الجاري قبل أن تقرر الحكومة تمديد عمر المحطة حتى العام 2018 .

وقبله رفض الرئيس الفرنسي أنذاك نيكولا ساركوزي خططا لغلق المحطة التي تستخدم بشكل أساسي من قبل شركات الكهرباء الفرنسية لمد منطقة الراين الأعلى بالطاقة الكهربائية.. كما توفر المحطة فرص عمل لنحو مائة ألف شخص يعيشون في المدن والبلدات القريبة منها.

ويوجد في فرنسا نحو 58 مفاعلا نوويا حيث تحتل المرتبة التانية عالميا في عدد المفاعلات النووية بعد الولايات المتحدة والأولى في مجال دورة الوقود المتمثلة بـالتصنيع والمعالجة وإعادة التدوير بينما لا يتجاوز عدد المفاعلات النووية في ألمانيا 17 مفاعلا أوقفت حكومة ميركل عمل 7 منها عقب حدوث كارثة مفاعل فوكوشيما الياباني لحين إجراء اختبارات الأمان فيها.

وتفكر الحكومة الفرنسية في وضع خطط لبناء جيل جديد من المفاعلات النووية تحل محل محطات الطاقة القديمة بينها محطة فيسينهايم حيث تعتمد البلاد اعتمادا كليا على هذه المحطات لتزويد البلاد بالكهرباء في ظل التنامي المتزايد للطلب على الطاقة. (وام)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها