وزير خارجية قطر يدعو إلى تغيير كامل في سوريا لـ”إنقاذها من التفتت”

دعا الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير خارجية قطر، المجتمع الدولي، إلى التوصل ” لحل سياسي شامل وإلى تغيير كامل في سوريا لإنقاذها من مخاطر التفتت”، محذرا مما “يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على الدولة والمجتمع السوري والمنطقة ككل”.

جاء هذا في كلمة ألقاها أمام “منتدى الجزيرة العاشر”، الذي انطلقت فعالياته في العاصمة القطرية الدوحة، مساء اليوم الإثنين، ويستمر يومين، تحت عنوان “التدافع الإقليمي والدولي في الشرق الأوسط”.

ووجه آل ثاني انتقادات شديدة للمجتمع الدولي بسبب “تقاعسه” عن حل الأزمة السورية، واتباع سياسة “الكيل بمكيالين” تجاه القضية الفلسطينية.

وبين أن “المأساة التي يعاني منها الشعب السوري ترجع إلى تقاعس المجتمع الدولي في التعامل الحازم والجاد مع هذه الأزمة”، معتبرا أن ذلك “يكشف عجز وفشل نظام الأمن الجماعي الدولي “، و “فشل المنظومة الأممية وعدم مصداقيتها وفعاليتها في أداء دورها الأساسي، وهو الحفاظ على السلم والأمن الدولي”.

وقال وزير الخارجية القطري “بات لزاماً على المجتمع الدولي التوصل إلى حل سياسي شامل وإلى تغيير كامل في سوريا لإنقاذها من مخاطر التفتت مع ما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على الدولة والمجتمع السوري وعلى المنطقة ككل”.

وأكد على أن عدم الاستقرار في الشرق الأوسط سببه الرئيسي استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية منذ أكثر من ستة عقود دون أن يبذل المجتمع الدولي جهوداً حقيقية لإنهائه، رغم انتهاك إسرائيل للقرارات والقوانين والأنظمة والأعراف الدولية.

وأعرب عن أسفه “أن المجتمع الدولي لا يكتفي بموقف المتفرج على أعمال الاستيطان والبطش والتدمير والاعتقال والحصار التي تمارسها إسرائيل، وبدل أن يضغط ويهدد بفرض عقوبات عليها، كما يفعل مع دول أخرى تمارس أعمالاً أقل عدوانية، يلجأ إلى الضغط على الشعب الفلسطيني الضحية، وتهديده إذا هو رفض هذه السياسات والممارسات الوحشية غير المشروعة التي ترتكبها إسرائيل والتي تخالف كافة الشرائع والأديان والقوانين الدولية ومواثيق حقوق الإنسان”.

وتساءل آل ثاني عن سبب “الكيل بمكيالين ولماذا يستخدم المجتمع الدولي ميزان القوة في تعامله مع النزاع العربي الإسرائيلي بدلاً من ميزان العدالة”.

وشدد على أن “أن إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام في الشرق الأوسط يقتضي من المجتمع الدولي ممارسة مختلف أشكال الضغوط على إسرائيل لحملها على الانصياع لقرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس”.

وتعرض وزير خارجية قطر في كلمته لجهود مكافحة الإرهاب ، قائلا “العديد من الأسباب كالفقر والبطالة والجهل جعل فئة الشباب هي الأكثر عرضة للتجنيد الطوعي وغير الطوعي من قبل الجماعات الإرهابية”.

ودعا في هذا الصدد إلى ” تمكين الشباب وتعزيز قدراتهم للاستفادة من طاقاتهم والابتعاد بهم عن البيئة الحاضنة للإرهاب والتطرف”.

وبين أن “كل المحاولات السابقة للقضاء على الإرهاب بطريق أحادي غير موضوعي لم تحقق إلا توسعا للإرهاب وقدرته على جذب الآلاف من الفقراء والمهمشين رغم أن بعض القوى الكبرى استخدمت في مواجهة تلك التنظيمات المتطرفة من إمكانات مادية ومالية وإعلامية ما كان يكفي لمعالجة جذروه الأساسية المتمثلة في اضطهاد الشعوب وتهميشها بل وسلبها حقها في تقرير مصيرها”.

وطالب في هذا الإطار بـ”معاقبة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية الذين يضطهدون شعوبهم أو بالمشاركة في اضطهاد شعوب أخرى من خلال دعم آلة القمع في تلك الدول مثل سوريا الشقيقة”.

وشدد المسؤول القطري على “أن الإسلام لا يشكل تحدياً ضد أمة أو شعب أو دين أو قانون من القوانين الدولية، وإنما العداء للإسلام وتجذر كراهية المسلمين وممارسات سياسة التمييز ضدهم هو الذي يشكل تحدياً حقيقياً، للعالم أجمع، ويهدد استقرار العلاقات الدولية وخصوصاً علاقات العالم الإسلامي بالمجتمعات الأخرى”.

ولفت إلى أن “الاستبداد والفساد وغياب حكم القانون وعدم إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية حقيقية السبب الرئيس في انتفاضة شعوب عدد من الدول في المنطقة”.

وقال “في هذا الإطار يتعين استيعاب دروس الأمس وذلك من خلال عدم فرض الهيمنة والاقصاء تحت إي شعارات عقائدية أو مسميات سياسية والعمل على تأسيس حوار وطني واسع وشامل تشارك فيه مختلف القوى السياسية والاقتصادية والاجتماعية”.

وتنظم “شبكة الجزيرة الإعلامية”، ضمن احتفالها بالذكرى العشرين لانطلاقتها، ثلاث فعاليات دولية متتالية ما بين 19 و23 مارس/آذار الجاري بالدوحة، هي “منتدى الجزيرة العاشر”، و”القمة العالمية للإعلام”، و”المؤتمر السنوي للمعهد الدولي للصحافة”.

ومن المقرر أن يناقش المنتدى ثلاثة محاور رئيسية الأول يبحث في “التدافع الإقليمي وتداعياته الطائفية والسياسية والجيوسياسية” فيما يناقش الثاني “التدافع الدولي على الشرق الأوسط بعد مائة عام على سايكس – بيكو”، وتعقد الجلسة الثالثة تحت عنوان “إلى أين يتجه الشرق الأوسط في ظل أوضاعه الراهنة”.(الاناضول )

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها