” غلّة ” بوتين من سوريا… 12 مليار دولار !

قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مغادرة سوريا وهو في “ذروة” نجاحه. ارتأى الانسحاب من اللعبة مع رصيد في الجيب، بدل الغرق في المستنقع واستنزاف ما جناه في الأشهر الستة. ومع اعادة “السوخوي” وأخواتها الى بلادها، وابقاء قاعدتين روسيتين في سوريا، يمكنه الاحتفاظ بنفوذ كبير في سوريا والمنطقة بتكاليف أقل وأثر بعيد المدى.

ليس هذا التقويم لحصاد بوتين في سوريا غربياً، وإنما هو صادر عن مركز موسكو للمعلومات السياسية المقرب من الكرملين. وبمعايير المدير العام للمركز، كل ما قامت به روسيا في سوريا هو مكسب لها. دربت الجيش السوري وسلحته وهي تستمر في تقديم المشورة العسكرية له، مكرسة لنفسها نفوذاً كبيراً عليه. قتلت أكثر من 2000 ارهابي، غالبيتهم من دول الاتحاد السوفياتي السابق، فاطمأنت الى أن هؤلاء لن يعودوا لضرب قلب موسكو.

طوال ستة أشهر، شكلت سماء سوريا مسرحاً مفتوحاً لعرض أحدث المقاتلات الروسية، وأرضُها حقل تجارب للقنابل، الذكية منها كما الغبية التي حصدت بين ضحاياها مدنيين كثيرين ودمرت مستشفيات ومدارس. ومن بحر قزوين،اختبرت موسكو صواريخ أصابت أو أخطأت أهدافها لا فرق.الاهم أنها لفتت انتباه العالم الى الدب الروسي الذي استيقظ بعد طول سبات.

ليست قليلة المكاسب الجيوسياسية لروسيا التي يمكن أن تشكل ذخيرة لها لانتصارات سياسية كبيرة، ولا تقل عنها أهمية المكاسب المالية التي حققتها ويمكن أن تتيح لها تعويض كلفة تدخّلها في سوريا.

مركز الابحاث نفسه أوضح أن صفقات التسلح الموقعة بين روسيا ودول أجنبية زادت نحو 12 مليار دولار، وهو ما يعني أن العروض الجوية والبحرية أوتيت ثمارها.وباتت موسكو تتوقع تعاوناً عسكرياً وتقنياً مع شركائها القدامى، من الهند والصين وغيرهما، وصولا الى استقطاب زبائن جدد.

مع غلة كهذه، لا يعود مستغرباً أن يعلن بوتين أنّ المهمة أُنجزت. لم يدفع الرئيس الروسي تعزيزات الى سوريا لوقف الحرب ولا لمنع المذبحة المستمرة منذ خمس سنوات، ولا للقضاء على “داعش” و”جبهة النصرة”.أهدافه كانت مختلفة تماماً، وهو ما يبرر اعلانه انجاز المهمة. أما تهديد موسكو لواشنطن بالتحرك أحادياً ضد المجموعات التي “تنتهك” وقف النار، اذا لم يوافق الاميركيون على مناقشة اقتراح روسيا للحفاظ على الاتفاق، فقد يكون مناورة تفاوضية أو تحذيراً من أنها ستتدخل على الارض في سوريا.

انسحب بوتين من سوريا في الوقت المناسب في تقديره.حمل مكاسبه وملياراته ومشى، تاركاً وراءه سوريا تتخبّط في حربها وموطئ قدم يتيح له العودة متى ارتأى أن العودة قد توفر له مزيداً من المليارات.

موناليزا فريحة – النهار

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫4 تعليقات

  1. كله كذب هدا مجرد تصريحات الصحافة الروسية الرسمية
    بتعرفوا شو يعني صحافة روسية رسمية
    يعنى متل قناة الدنيا عنا
    هني متوقعين اتزيد مبيعات السلاح بروسيا و توصل على لها الرقم
    قولولهم روحو العبو غيرها

  2. الآخت موناليزا فريحة كونزالز …بعتقد لو تهتمي بمأساة النفايات في”ليبنان” لهو أفضل للبشرية من هذه التحليلات الخنردعية..
    إرحمو من في الآرض يرحمكم من في السماء….

  3. هدول عاملين فيها متل قناة الدنيا تبع النظام ..بس للأسف بروسيا والله أعلم ما عندهم بهايم متل المنحبكجية اللي عنا …يعني شعب إلى حد ما فهمان شو وضع بلدو الاقتصادي والإعلام النظامي عندهم ما بصدقه إلا معتوه …

    روسيا انفضحت بأسلحتها المسماة ذكية وبتصويرها هي نفسها لطلعاتها الجوية كان النيشان على مكان والتفجير على بعد مية متر منو …وصواريخها الباليستية اللي المفروض تكون دقتها بالمتر انطلقت من بحر قزوين وشكت بإيران بدل ما تصل لسوريا …
    وإدعاء محاربتها لداعش فكان فضيحة أكبر لسا … دخلت روسيا وطلعت وداعش عبتقول لها باي باي …وينكم ما شفناكم لسا ..
    أما صفقات السلاح فهي شغالة سواءا دخلت أم لم تدخل بسوريا وكل دول الشرق الاوسط بتدور على من يبيعها أي سلاح حتى لو كان خردة …
    أما سياسيا فدمرت علاقاتها مع تركيا وهي العلاقات كانت مهمة كتير إلها … وايضا أدت إلى تمديد العقوبات الاوربية عليها لأنو دول اوربا عرفت أنو ما في امان من روسيا ولو بعد مية سنة …