“يريد أن يكون مركز كل شيء” .. هيئة التنسيق تشن هجوماً عنيفاً على هيثم مناع وترجح أن يكون وراء بيان “المجهولين”

شنت “هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة” أمس الإثنين هجوماً لاذعاً على مؤسس تيار قمح هيثم مناع، معتبرة أن انتقاده لها “ليس في محله” وأنه “يريد أن يكون مركز كل شيء”، مرجحة أن يكون وراء بيان “المجهولين” الذي تناقلته بعض مواقع التواصل الاجتماعي.

كان منّاع اعتبر في مقابلة مع الصحفي آرون لاند من مركز “كارنيغي” قبل أيام، أنه “ليس في صراع مباشر أو شخصي مع هيئة التنسيق لكن سياساتهم تفتقد الشفافية والوضوح”، وذكّر أنه قدّم استقالته من “الهيئة” منذ ثلاثة أشهر لكنها رُفضت.

وقال رئيس المكتب الإعلامي في الهيئة منذر خدام لصحيفة “الوطن” المقربة من النظام إنه “انتقاد ليس في محله.. هذا لا يعني أنه لا توجد تعقيدات بيروقراطية في عمل الهيئة”.

وأضاف: إن “هذا غير صحيح فكيف تكون الهيئة غير شفافة وهي تعلن جميع قراراتها في بيانات صحفية أو في مؤتمرات صحفية ونشاطاتها علنية”، مضيفاً: “المشكلة في شخص السيد هيثم فهو يريد أن يكون مركز كل شيء وما يخالف رأيه من قرارات المكتب التنفيذي يعده غير شفاف.. هل من الشفافية بيان المجهولين الذي أفترض أنه وراءه هو”.

وتابع: “منذ مدة كنت قد كتبت مقالة ناقشت فيها (الكاتب في صحيفة الأخبار اللبنانية) ناهض حتر حول مقالة كتبها في الجريدة المذكورة تحدث فيها عن انشقاق محتمل في هيئة التنسيق من قبل مجموعة أطلق عليها قمح وقد عدني من قادتها… أنا حقيقة لم أسمع بـ”قمح” إلا من ناهض حتر ومن السيد مناع.. هيئة التنسيق ليست مشاركة في قمح”.

وفيما إذا كانت “التنسيق” قد قبلت استقالة مناع، قال خدام: “سوف ينظر المكتب التنفيذي في ذلك في اجتماعه القادم”، مضيفاً: “لكن من الناحية النظامية باعتباره شكل تياراً سياسياً يكون قد فقد عضوية المكتب التنفيذي بصفته مستقلاً وإذا أراد أن ينضم إلى الهيئة بتياره فهناك إجراءات نظامية معروفة”، مؤكداً أنه “لا يوجد أي أعضاء آخرون من هيئة التنسيق قد تقدموا باستقالتهم”.

وشرح مناع في مقابلته أن أحد أسباب خلافه مع الهيئة هو “تحييد الشباب السوري وعدم إعطائهم مكاناً” مطلوباً وضرورياً فيها، موضحاً أن اللجنة التنفيذية لـ”الهيئة” رحبت بمبادرة “قمح” إذ “لا يستطيعون مهاجمتنا لأنهم يعلمون أننا نتمتع بشعبية كبيرة في سورية”. ورداً على سؤال فيما إذا كانت الهيئة تتشاور مع قمح حول تشكيل هيكلية جديدة للمعارضة قبل نهاية شهر نيسان المقبل تزامناً مع انعقاد “مؤتمر القاهرة” كما قال مناع في مقابلته، أجاب خدام بأنه “هذا يبدو ما يشتغل عليه السيد هيثم مناع”.

مناع كان قد قال في مقابلته إن “القيادة الجديدة ستعلن بعيد انتهاء المؤتمر”، مشيراً إلى أن “الأمور لن تبقى على حالها بعد شهر نيسان والعديد من الأحزاب السياسية ستعمل بطريقة مختلفة”.

وقبل أيام نشر “مجهولون” في صفحة هيئة التنسيق على “فيسبوك” بياناً بعنوان “ليس باسمنا ما حدث”، وقالوا فيه: “نحن مجموعة من أعضاء هيئة التنسيق (أعضاء من المكتب التنفيذي وأعضاء من المجلس المركزي وأعضاء من قيادات الفروع) يهمنا اطلاع الرأي العام داخل الهيئة وخارجها على موقفنا الرافض للقاء باريس والبيان الصادر عنه، كما نعبر عن شجبنا له وللمشاركة فيه لما حدث من خروج عن الخط السياسي لهيئة التنسيق الوطنية”.

واعتبر البيان بأن “لقاء باريس الذي عقد في (24/2/2015) هو محاولة لإجهاض إعلان القاهرة الذي استطاع توحيد عدة تيارات من المعارضة السورية في الداخل والخارج والتي كان بينها جزء أساسي من الائتلاف. كما أنه صفعة موجهة لضرب التعاون بين مختلف الفصائل المشاركة والإخوة المصريين الذين لم يتورطوا في مواقف عصبوية وعدائية لأي طرف من المعارضة السورية، ويشكل صفعة أراد توجيهها المحور التركي- الفرنسي لمصر بُعيد رعايتها لإعلان القاهرة”.

ورفض البيان أن تنزلق الهيئة “للمخطط التركي- الفرنسي الذي يريد العودة إلى ما قبل القاهرة ونسف كل جهود الهيئة السابقة عبر وريقات أعدت على عجل ولا تستحق حتى الحبر الذي كتبت به.. عدا عن محاولة يائسة لتعويم التيار الإخواني في الائتلاف، وإنقاذه من مأزقه”.

واعتبر البيان أن “محاولة إنقاذ القيادة الائتلافية الحالية من مأزقها من خلال لقاء باريس وما صدر عنه من تجاهل لإعلان القاهرة”، كما أشار إلى أنه “على هامش لقاء باريس أجرى ثلاثة من المشاركين باللقاء من هيئة التنسيق اتصالات مباشرة بالطرفين الأميركي والتركي دون معرفة رئيس مكتب العلاقات الدولية ودون تكليف رسمي من المكتب التنفيذي، وذلك كما تبين لاحقاً بهدف طلب الدعم منهما” معتبراً أن ذلك “انزلاق خطير وابتعاد عن المبادئ التي رسختها هيئة التنسيق”.

ودعا البيان “المكتب التنفيذي والقيادات المسؤولة لمراجعة موقفها السياسي والعودة إلى المواقف المبدئية لهيئة التنسيق الوطنية.. ومحاسبة المسؤولين عن هذه الخروقات التنظيمية والسياسية”.

بدوره، علق خدام في صفحته على فيسبوك على البيان قائلاً: إن “مجهولين يدعون أن بعضاً منهم من المكتب التنفيذي، ومن المجلس المركزي، ومن قيادات الفروع، نشروا ما يشبه البيان مليئاً بالمغالطات والافتراءات على هيئة التنسيق الوطنية، وعلى مكتبها التنفيذي”.

وأضاف: “حقيقة ما كان بودي الرد على ما جاء في البيان من أكاذيب، وحسبته في البداية نوعاً من إبداء الرأي وهو حق لا ينازع فيه أحد من أعضاء الهيئة، لكن المسألة يبدو أنها من حيث الأساس أريد منها تشويه سمعة الهيئة ليس فقط أمام كثير من أعضائها بل أمام جمهورها، خصوصاً لأن البيان جاء في سياق سلسلة من الكتابات المسيئة للهيئة ولأعضاء في مكتبها التنفيذي تم نشرها في بعض الصحف، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وتناقلتها وسائل الإعلام”.

وأكد خدام “لا أخفي سراً أنه كان يمكن القيام بزيارات إلى كل من تركيا والسعودية خلال الأيام القليلة القادمة لولا الخشية من أن يستغلها هؤلاء المجهولون مرة أخرى للقول إن الهيئة تريد إفشال مؤتمر القاهرة القادم”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها