” كورليوني دمشق الجديد ” .. آل الأسد يتقمصون رائعة ماريو بوزو و السوريون يدفعون الثمن
“حتى أقرب الناس إليه، من طائفته، بدأ الابتعاد عن ديكتاتور سورية الذي يقطر دماً”، بتلك الجملة بدأ الكاتب الصحافي ماركوس روبين، المُطّلع والمُتخصص في قضايا المنطقة، سلسلة تقارير في كبريات الصحف الدنماركية “بوليتيكن”، عن واقع رئيس النظام السوري بشار الأسد.
بحسب روبين “لم يكن من فراغ، ذلك البيان الذي صدر عن نشطاء وشخصيات من طائفته، وهم يؤكدون رفع الغطاء عنه”. يُعدّد الكاتب المحاولات الروسية لـ”تثبيته (الأسد) في السلطة، في بلد حوّله من بلد حضاري قديم إلى مسلخ عظيم، وما نتج عن ذلك في 5 سنوات من سقوط 250 ألف قتيل وأكثر من مليون جريح ونصف الشعب بات لاجئاً”.
يستعير روبين في تقاريره، ما كتبته الباحثة حنه أرندت عن الألماني النازي أدولف إيخمان، أثناء محاكمته في عام 1961 في “مكوكية الشر”، مقتبساً: “لا هو مجنون ولا هو متطرف، إنه رجل عادي ترك نفسه أسير نظام، من دون أية ردة فعل تجاه أكبر جريمة منظمة في التاريخ”.
ليست صحيفة “بوليتيكن” يسارية ثورية، وهي معروفة في تأييد دولة الاحتلال الإسرائيلي، أثناء ترؤس تحريرها سابقاً هيربرت بونديك، وهي صحيفة واسعة الانتشار، وأقرب ما تكون إلى الطبقة الليبرالية ويمين الوسط. وعلى الرغم من ذلك، لم يتردّد روبين في إجراء مقارنة بين أفعال الأسد وإيخمان، باعتبار أن “كل المؤشرات تشير إلى أنه رجل عادي، غير واثق ويرسل أطفاله إلى الروضة ويحب لعب الكومبيوتر، بعد ربع مليون من القتلى وتهجير نصف السكان”.
ولكي يفهم القارئ عما يتحدث عنه هذا الصحافي يستشهد بما يقوله له الصحافي والكاتب البريطاني نيكولاس بلانفورد، المقيم في العاصمة اللبنانية بيروت، والذي تابع مسيرة الأسد: “في الظاهر يبدو لطيفاً وطرياً أكثر مما هو ديكتاتور”. ثم وبعد أن يسرد نشأة الأسد وكيفية وصوله بالوراثة إلى السلطة عام 2000، ضمن حكم عائلي تسلسلي، قطعه موت شقيقه الأكبر باسل، المرشح لوراثة أبيه حافظ، وهو لا يزال في 34 من عمره في عام 1994، وانطلاق ربيع دمشق (2001)، يصل روبين بقرائه الغربيين إلى خلاصات ما قبل ثورة السوريين بأحد عشر عاماً.
ويقول في هذا الصدد، إن “هذا الرئيس الطبيعي قمع الحريات بعد عام من توريثه السلطة، وأغلق كل المنابر وزج الناس في السجون الأخرى، غير سجن المزة الذي أُغلق حينه، ورغم ذلك احتفظ بصورة إيجابية في الغرب، فحتى الصحافة التي تلاحق بقسوة الديكتاتوريين، لم تتردد بوصفه بطريقة إيجابية”.
يعرج روبين على كل ما هو معروف للقارئ العربي، وليس بالضرورة لقارئ إسكندنافي، عن “عراب الشرق الأوسط” وعن مباركة أميركا له عبر وزيرة خارجيتها السابقة مادلين أولبرايت، والتي اعتبرته “إصلاحياً”. كما يتحدث عن إعادة الرئيس الأميركي باراك أوباما السفير الأميركي إلى دمشق روبرت فورد عام 2010، وعلاقة الأسد الشخصية بوزير الخارجية الأميركي جون كيري. يعطي الكاتب دوراً ما للراحل الأستاذ الجامعي، الكاتب السياسي الأميركي من أصل لبناني فؤاد عجمي، في هذا التسويق الغربي لبشار الأسد.
خلف تلك المشاهد، التي بدا فيها رئيس النظام “لطيفاً وناعماً”، كانت فكرة السلطة تتحكّم فيه أكثر فأكثر. ويقتبس الكاتب عن دافيد ليش، في سيرته عن الأسد: “أسد دمشق الجديد”، بأن “عقلية فيلم العراب (ثلاثي الأجزاء، صدر في أعوام 1972 و1973 و1990)، تمكنت أكثر في السلالة العائلية الحاكمة في دمشق. ولم يتردد ليش في التعبير الصريح عن أن عائلة الأسد باتت تتصرّف كما لو أنها تعيش الفيلم الذي كتبه ماريو بوزو. حافظ الأسد كان فيتو كورليوني، وباسل أخذ دور سوني، وبشار دور مايكل، الذي تحوّل من نافر للدور إلى متعطش لدور القاتل البارد متقمّصاً دور أبيه… والآن سورية هي التي تدفع الثمن”.
يذهب الصحافي الدنماركي إلى عرض ما يجري خلف “واجهة ما يسمونه انتصارات بشار”، معرّجاً على “تحرير تدمر تحت القصف الجوي الروسي، وتقدّمه في بعض القرى، مع تراجع نبرة الغرب بمطالبة مغادرته في اتفاق سلام”. ويرى بأن “محاولة الأسد تحويل ثورة شعبية ومطالب بالإصلاح بدلاً من الحكم الطائفي، إلى حمام دم بأوجه متعددة، قد تبدو ناجحة”. لكنه يعود للتذكير بأن “الأمر ليس بهذه البساطة، ففي الأسابيع الماضية بدأت مؤشرات كثيرة تظهر بأن نظام الأسد لن يصمد طويلاً”.
يأخذ روبين البيان الذي وقّعه ونشره عدد من الشخصيات العلوية على قناة “بي بي سي” البريطانية، بشكل جدّي، ويعتبره “تخلياً حقيقياً عن دعمه، وهو يحمل أهمية كبيرة سياسياً”. ووفقاً لما تقوله الأستاذة الدنماركية، المتخصصة في الشأن السوري، في جامعة “روسكيدا”، سونا هاوبوللا، فإن “البيان يعني أن بعض العلويين بدأوا التفكير جدياً، لفترة ما بعد الحرب، عن كيفية إصلاح العلاقات مع السوريين الذين أساء النظام إليهم”. وتضيف: “لقد رأينا مثقفين علويين في السابق يتخذون موقفاً معارضاً، لكنها المرة الأولى التي نشهد فيها قيادات من الطائفة تتخذ هذا الموقف”. وعلى الرغم من ذلك، تُشكّك هاوبوللا بإمكانية “تطبيع العلاقة بين العلويين وبقية أطياف المجتمع السوري، طالما أن بشار موجود في السلطة”.
في هذا الاتجاه أيضاً، ينقل الصحافي عن الكاتب والمعلّق مايكل يونغ، بأنه “من الصعب معرفة تأثير ومكانة هؤلاء الذين أصدروا البيان. ولكن بغض النظر عن تلك الأهمية، فإن ذلك يظهر عدم الرضا في صفوف طائفة الأسد، وأكثر من ذلك الابتعاد عن الشيعة”.
أهمية ما يجري، بحسب روبين “يأتي من ارتفاع نسب مقتل الكثير من جنود الأسد. وعلى الرغم من أن الأسد لا يصدر إحصائية بعدد قتلاه، إلا أن مصدرا غربيا صرح في العام الماضي لصحيفة تيلغراف بأنه قُتل من العلويين، ما لا يقلّ عن 80 ألفاً من أصل 2 مليون. وذلك يوسّع الغضب في صفوف الطائفة، التي تدفع ثمناً كبيراً لأجل الأسد”.
ويشير روبين إلى أنه “في اللاذقية، يبدو الإحباط كبيراً، ويتصاعد مع قتل أحد أقارب الرئيس السوري لضابط في الجيش أمام المارة. والأمور تغلي بشكل كبير ضد النظام”. ويعرج أيضاً على الوضع الاقتصادي، بعد خسارة الليرة السورية 90 في المائة من قيمتها، وهو ما يعني “انهياراً شاملاً للاقتصاد، وما يرافق ذلك من فقدان كامل للثقة ببشار الأسد وإمكانية بقاء نظامه في أية فترة آتية”. ويرى بأن “الاقتصاد وقيمة الليرة هما باروميتر الثقة بهذا النظام، وقد تبين ذلك بتهديد بسيط لرد أميركي في 2013 على استخدام السلاح الكيماوي، حين انهارت الليرة مثلما تنهار كل الأمور هذه الأيام. ويبدو أن الإعلان الروسي في منتصف مارس/ آذار الماضي، بالانسحاب من سورية، حمل بداية الانهيار الاقتصادي الشامل”.
يُذكر أن تقارير روبين، هي عبارة عن سلسلة مقالات كتبها منذ خريف العام الماضي حتى العاشر من أبريل/ نيسان الحالي، وحملت عناوين “السفاح الخجول”، و”قلب العروبة النابض”، و”سورية التي انتهى وجودها”. كما سبق أن كتب مقالا سابقا بعنوان “قليل عن جرائم الحرب”، ما أثار غضب اللوبيات الصهيونية أثناء الحرب على غزة (صيف 2014).
ناصر السهلي – العربي الجديد
* العنوان لعكس السير[ads3]
حتى اندلاع الثورة في سورية عام 2011، كانت عائلة خال الرئيس بشار الأسد، قد سيطرت علناً، وبأسماء أبناء عائلة الخال محمد مخلوف، على أكبر شركة اتصالات في سورية (سيريتل)، وأكبر شركة قابضة (الشام القابضة)، وأكبر شركة عقارات (شركة بنا للعقارات) وأكبر شركات تعهدات (عطاءات في مجال العقارات) راماك ليمتيد، وأكبر المصارف (مجموعة بنوك سورية الدولي الإسلامي وبنك بييلوس سورية) وشركات التأمين والأسواق الحرة وشركات تسويق النفط والغاز والمنتجات الزراعية الخاصة في سورية
لم تكن الشركات الخمسون المعلنة في سورية والمملوكة لعائلة مخلوف، سوى الرأس الظاهر للعيان من جبل الجليد، بينما تختبئ العمليات المعقدة والشركات الأم المخفية في الملاذات الضريبية الآمنة (مناطق تفرض بعض الضرائب أو لا تفرض أي ضرائب على الإطلاق أو هي دول تتمتع أنظمتها المصرفية بقوانين صارمة لتحافظ على سرية حسابات عملائها الأجانب فتساعدهم على التهرب من دفع الضرائب في بلادهم الأصلية)، لتشكّل بذلك العالم السفلي غير المعلن لإمبراطورية عائلة آل مخلوف المالية، إذ تتغلغل هذه الشركات ذات الضرائب المنخفضة والأسماء الوهمية لتدخل في شراكات وصفقات سرية، وتمرر الأموال بعيداً عن الرقابة المالية العالمية.
شخصيات إسرائيلية، موظفو بنوك عالمية، شخصيات مستأجرة تعرف بالبروكسي (تسجل الشركات باسمها دون أن يكون لها أي علاقة حقيقية بها) وشركات أوف شور (تشير إلى تمركز الشركة في بلد معين، من بلدان المناطق الضريبية والملاذات الآمنة، في حين أنها تنفذ أعمالاً في بلد آخر يخضع لسيادة دولة أخرى من الناحية القانونية). هذه بعض من الحقائق التي ستتعرفون عليها بالوثائق، عن الشبكة الخلفية والسرية لإدارة أموال عائلة مخلوف المعروف بـ”الخال” نسبة إلى خؤولته للرئيس السوري بشار الأسد. f
الصحافي الدنماركي (ماركوس روبين) يستشهد بإحصائية عن قتلى العلويين ظهرت عام 2015 في صحيفة (الديلي تلغراف) البريطانية و قالت بأنهم 80 ألف قتيل . لكن و بناءً على إحصائيات مؤكدة جمعها بعض الإخوة و شاركت فيها أنا كان هذا عدد القتلى منهم حتى كانون ثاني (يناير) عام 2014. لم أتابع الموضوع بعد ذلك بشكل دقيق ، و لكن الأرجح أن عدد قتلى العلويين حتى هذا الشهر في عام 2016 هو ضعف العدد المشار إليه .
يوجد انقراض حقيقي عند بني قيقي ، و هذا بالضبط ما جعل شرطي العالم يسمج بتوارد اللبنانيين و العراقيين و الايرانيين و الروس و الأفغان و غيرهم على سوريا لتعويض النقص في العنصر البشري اللازم لإدارة معركة النظام المستبد مع شعب سوريا و ثوارها.
وأسوأ من هذه العصابة الفيلم .. عصابة الاسد الواقعية والتي لا مثيل لها في مجال الجريمة المنظمة و ارتكاب المجازر والقتل الجماعي والسلب والنهب والتخريب وزعزعة استقرار المنطقة العربية والعالم .. نعم هي عصابة قاتلة سيطرت على مقدرات دولة وشعب كامل وأخذته رهينة بقوة السلاح ، نالت دعماً دولياً سافراً لأنها كانت ولازالت تنفذ ارادة الاقوياء على حساب الاضعف وحساب شعب سوريا المنهوب المصادرة حقوقه الوطنية ولصالح هذه الطغمة الارهابية الاسدية العميلة ولكل من يدعمها .
سؤال بسيط و تنبيه بنفس الوقت: ألم تلاحظو ان كا من يكتب عن سوريا معظمهم غير سوريين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟