تخوفات من تدمير متحف معرة النعمان في ريف إدلب
أبدى ناشطون معارضون، وقائمون على متحف مدينة معرة النعمان، جنوب مدينة إدلب، شمال سورية، قلقهم من أن تجهز الطائرات الروسية والسورية على ما تبقى من المتحف، والذي تعرض للقصف والنهب سابقاً.
وقال المحامي وعضو رابطة حقوقيي إدلب، جهاد عبد الحميد، لصحيفة “العربي الجديد”: “إنّ النظام السوري يتباكى أمام العالم على آثار مدينة تدمر، شرق حمص، وسط سورية، بينما يقتل البشر ويدمر الآثار في مناطق أخرى”، لافتاً إلى أن “قواته نهبت آثار تدمر وسلمت المدينة بعد ذلك لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ومن قبلها آثار متحف معرة النعمان، ودمرت ما لم تستطع حمله من آثار المتحف”.
وبيّن أن “النظام السوري استهدف عدّة مواقع أثرية في المدينة، كالقلعة والمتحف الذي دمرت معظم محتوياته، بعد أن أصابته براميل متفجرة ألقتها طائرة مروحية العام الماضي، وأدت إلى تهدم معظم أجزاء البناء، كما أتلفت البراميل عدّة لوحات فسيفسائية التي يشتهر بها المتحف”، معرباً عن حزنه لما آل إليه حال المتحف “بعد أن كان قبلةً للسياح الذي يقصدون سورية”.
وأشار إلى أنّ “ناشطي المدينة حاولوا الحفاظ على ما تبقى في المتحف من آثار، وجمعوها في مكان واحد، وعيّنوا حرّاساً لحمايتها من النهب والسرقة”، مؤكداً أنّهم تواصلوا مع “منظمات تعنى بالآثار وحمايتها للمساهمة في الحفاظ على المتحف أو نقل محتوياته لمكان آمن، ولكنّهم لم يلقوا أيّة استجابة”.
وناشد عبد الحميد “المنظمات والمؤسسات التي تعنى بالآثار والتراث الإنساني للتدخل من أجل حماية المتحف من قصف الطائرات الروسية والسورية، باعتباره جزءاً من التراث الإنساني الذي ينبغي على البشرية جمعاء المحافظة عليه، وعدم السماح لأي جهة بالاعتداء عليه”.
ويعد متحف معرة النعمان، من أكبر متاحف لوحات الفسيفساء في بلاد الشام، ويضم لوحات وقطعاً تعود للعصور القديمة المختلفة، ويحوي العشرات من لوحات الموازييك (الفسيفساء)، كما يضم “خان مراد باشا” الذي تم تأسيسه في العهد العثماني.
وكان يستخدم كمحطة استراحة للقوافل المسافرة من إسطنبول إلى دمشق، وقد تعرض لعدة سرقات في مرحلة الفلتان الأمني، قبل سيطرة المعارضة السورية على مدينة معرة النعمان في 27 تموز/ يوليو عام 2015، ومن ثمّ للقصف بالبراميل المتفجرة، منتصف يونيو/ حزيران من العام ذاته. (العربي الجديد)[ads3]