الأمم المتحدة : 175 دولة توقع اتفاق المناخ

وقع عدد قياسي من الدول بلغ 175 دولة بينها الولايات المتحدة والصين اكبر دولتين ملوثتين في العالم، الجمعة في الأمم المتحدة اتفاق باريس حول المناخ وذلك بهدف الحد من ارتفاع حرارة الأرض.

وبشكل رمزي افتتح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في الأمم المتحدة، عملية التوقيع على الاتفاق المبرم في كانون الأول/ديسمبر 2015 بالعاصمة الفرنسية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون “انها لحظة تاريخية”.

واضاف “لم يوقع ابداً مثل هذا العدد الكبير من الدول اتفاقاً دولياً في يوم واحد (..)، ان مشاركة هذه العدد من الدول والقادة لا يترك مجالاً للشك في تصميم العالم على التحرك في ملف المناخ”.

وتابع “ان المرحلة الأساسية المقبلة هي التأكد من دخول هذا الاتفاق حيز التنفيذ بأسرع ما يمكن” حاثاً الموقعين على التصديق على الاتفاق “بلا تأخير”.

وحتى الآن صادقت 15 دولة، معظمها من الدول الصغيرة المعرضة لمخاطر فادحة على الاتفاق.

ومثل الصين والولايات المتحدة نائب رئيس الوزراء الصيني زهانغ غاولي ووزير الخارجية جون كيري. وقدم كيري رفقة حفيدته وكان موضع تصفيق حار من الحضور.

وتمثل الدول التي وقعت الجمعة ، بالتزامن مع احياء يوم الارض العالمي، الاتفاق مصدراً لـ93 بالمئة لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، بحسب معهد “وورلد ريسورسز″ غير الحكومي.

لكن التوقيع ليس الا مرحلة أولى. فالاتفاق لن يسري الا بعد مصادقة برلمانات 55 بلداً، تكون مسؤولة عن 55% على الأقل من انبعاثات غازات الدفيئة.

-حضور ديكابريو-

ودعا هولاند من على منصة الأمم المتحدة، العالم الى ترجمة اتفاق باريس حول المناخ “أفعالاً” لمواجهة الوضع الملح الذي لا يزال قائماً. كما دعا الاتحاد الأوروبي الى اعطاء المثل.

واضاف ان “الأشهر الماضية كانت الأكثر سخونة في السنوات المئة الماضية”. وتابع “يجب التحرك بسرعة”.

وحض الممثل الأميركي الحائز جائزة اوسكار والناشط البيئي ليوناردو ديكابريو الذي حضر ايضاً الى الأمم المتحدة، قادة العالم على التحرك بسرعة.

وشدد “العالم يراقبنا الآن (..) كفى خطباً رنانة واعذاراً، وكفى تلاعباً بالعلم والسياسات من الشركات المرتبطة بالطاقات الأحفورية” مثل النفط والفحم الحجري.

واضاف “نعم اتفاق باريس مصدر أمل لكن ذلك ليس كافياً”.

وحضر ستون من قادة الدول والحكومات الى مقر الأمم المتحدة لمناسبة توقيع الاتفاق.

وأشاد المجتمع المدني بهذه الدفعة للاتفاق. وقال مايكل بروني المدير التنفيذي لنادي سييرا “انه منعطف للانسانية لتتجه الى اقتصاد نظيف بنسبة مئة بالمئة”.

-التوقيع مفتوح لمدة عام-

واضاف ديكابريو ان الوقت حان للتحرك بجرأة لأن الاحترار يتفاقم.

فالوقت يداهم اذ اعتبر شهر آذار/مارس الأخير الأكثر سخونة على الاطلاق بحسب الأرصاد الامريكية. وتم كسر درجة الحرارة القياسية لمدة 11 شهراً متتالية، في حدث غير مسبوق منذ 137 عاماً من القياسات.

ويلزم اتفاق باريس موقعيه السعي الى ضبط ارتفاع معدل حرارة الكرة الأرضية بحدود “اقل بكثير من درجتين مئويتين”، والى “مواصلة الجهود” لئلا يتجاوز 1,5 درجات. غير ان هذا الهدف الطموح جداً يتطلب ارادة راسخة ومئات المليارات من الدولارات من اجل الانتقال الى موارد طاقة نظيفة.

والاتفاق سيبقى مفتوحاً لتوقيع الدول ال 195 التي تفاوضت بشانه.

ولدخول الاتفاق حيز التنفيذ يتعين ان تصادق عليه واحد او اثنين من كبار الملوثين ( الولايات المتحدة والصين والاتحاد الاوروبي وروسيا والهند).

ووعدت الصين المسؤولة عن 20 بالمئة من التلوث والولايات المتحدة (18 بالمئة)، انهما ستصادقان على الاتفاق في 2016.

ولا يحتاج الرئيس الأمريكي باراك اوباما لموافقة الكنغرس لذلك.

كما أعلن رئيس الوزراء الكندي جوستن ترودو، ان بلاده تصادق على الاتفاق هذا العام. (AFP)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها