طفلة سورية تطلق حملة مناهضة للزواج المبكر في مخيم الزعتري
في مخيم الزعتري للاجئين السوريين بالأردن، أطلقت طفلة من قاطني المخيم حلمة مناهضة للزواج المبكر، بعد أن فقدت بعض صديقاتها في المدرسة بسبب تزويجهن.
ويفضل كثير من اللاجئين السوريين في الأردن تزويج بناتهم في سن مبكرة بدعوى الحفاظ عليهن وتخفيف العبء الاقتصادي عن كاهل الأُسر التي تعاني الاغتراب وضيق ذات اليد.
وكان الزواج المبكر مُنتشراً لدى سكان بعض المناطق في سوريا، قبل تفجر الحرب الأهلية بها لدرجة أن نسبته قدرت بنحو 13% من إجمالي حالات الزواج في البلاد.
وتحاول الطفلة السورية اللاجئة أميمة الحوشان (14 عاماً)، التصدي لتلك العادة من خلال مبادرة أطلقتها ضد الزواج المبكر في مخيم الزعتري الشاسع.
وتنظم أميمة ورش عمل منتظمة وحلقات نقاش جماعي مع قريناتها، ليتسنى لهن فهم المخاطر المرتبطة بالزواج المبكر.
وقالت “بدأنا من نصيحة، وتحولنا إلى حملات أو برامج ومجموعات للحديث عن الزواج المبكر”.
وتحظر 88% من دول العالم زواج الأطفال، لاسيما الفتيات دون سن 18 عاماً، ومع ذلك تقع نحو 10% من الفتيات في شركه، بكثير من مناطق العالم، لاسيما أفريقيا جنوب الصحراء.
ولا شك أن تفجر الصراعات يُسهم في زيادة معدلات الزواج المبكر، على غرار ما يجري بين اللاجئين السوريين في الأردن.
ويشجع والدا أُميمة ابنتهما على القيام بمهمة نشر الوعي من مخاطر الزواج المبكر، ويدعمانها ويفخران بالعمل الذي تقوم به في أنحاء مخيم الزعتري.
وقال ثائر الحوشان والد أميمة “مشاكل الزواج المبكر كثيرة جداً، وبالتالي أي إنسان يحاول أن يعمل على التوعية بهذا الموضوع يملك وعياً كبيراً، ونحن فخورون بجهود أممية “.
وأضافت والدة أميمة أن الأطفال لا يملكون القدرة على تربية أطفال آخرين، وبالتالي يتعين حظر زواج الأطفال.
وزواج القاصرات السوريات لا ينتشر في الأردن فقط لكنه يمتد أيضا إلى أوساط اللاجئين السوريين في لبنان ومصر وتركيا ودول أخرى في المنطقة، فالآباء يقدمون على تزويج بناتهم لتخفيف العبء الاقتصادي عن كاهل الأسرة.
وقال مسؤول حماية الطفولة في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في المخيمات السورية في الأردن فرانك روني: “المشاكل الحقيقية الموجودة هي بسبب عدم الوعي والإدراك الموجود عند الأهالي لمدى تفشي هاي الظاهرة، ولمدى المشاكل اليومية الممكن انه يعيشوها كأهل وكأطفال، بسبب موضوع الزواج المبكر”.
وقدرت يونيسيف العام الماضي أن أكثر من 700 مليون امرأة تزوجن وهن أطفال، بينهن نحو 250 مليون امرأة تزوجن قبل أن تصل أعمارهن 15 عاماً.
ويوضح نشطاء أن استمرار تعليم البنات في المدارس الثانوية، وتقديم دعم نقدي لأسرهن، يحفز على منع تزويج الفتيات مبكراً، كما أن العمل مع قادة المجتمع ورجال الدين من أكثر الوسائل فعالية في منع زواج الأطفال، لاسيما الفتيات في عمر أُميمة الحوشان. (REUTERS)[ads3]