لاجئون في فرنسا يشتكون فاشية الأهالي و تواطؤ الشرطة !

على قماش إحدى الخيام المتهالكة في مخيم مدينة “كاليه” المعروف بـ “الغابة” في فرنسا، كُتبت ثلاث كلمات هي “الحرية المساواة الأخوة”، التي تمثل شعار الثورة الفرنسية، وفي حال تساءل المرء عن سبب كتابة هذا الشعار في ذلك المكان، فإن جولة صغيرة في المخيم ستكفيه لمعرفة الإجابة.

قضت مراسلتنا، 5 أيام في المخيم ، المشهور بأوضاعه السيئة، والمقام بالقرب من مدينة كاليه على بحر المانش، على بعد 280 كيلومترا، والتقت مع اللاجئين والمهاجرين المقيمين فيه، الذين يحاولون عبور المانش إلى بريطانيا، واشتكى كثير منهم ممَّ أطلقوا عليه “فاشية” الأهالي وتواطؤ الشرطة الفرنسية.

ومن بين اللذين التقتهم ، الشابان الإيرانيان حسام وهومار، اللذان هربا من بلادهما لأسبابا سياسية، ويقيمان منذ 7 أشهر، في كرفانٍ تبرع به أحد المتطوعين البريطانيين.

يقول حسام، المتخرج من إحدى جامعات طهران، إن القاطنين في المخيم يتعرضون لعنف أهالي كاليه نهارا وعنف الشرطة ليلا، ويحكي عمَّ حدث معه قبل حوالي 3 أشهر، حيث قطعت مجموعة من الشباب طريقه خلال وجوده في مدينة كاليه، واستولوا على هاتفه المحمول ونقوده، ثم أوسعوه ضربا ما أدى إلى كسر أنفه، ومفارقته الوعي.

ويشير حسام أن هذه الممارسات أصبحت من الروتين اليومي لمخيم “جانجل”(الغابة)، حتى أن قاطنيه باتوا يخافون من الذهاب إلى مدينة كاليه، ويقول حسام “أهالي كاليه فاشيون، والشرطة تدعمهم، ويكتفون بالمشاهدة عندما يضرب الأهالي اللاجئين، بل قد يقوم رجال الشرطة بتهنئة المعتدين على فعلتهم”.

ويعتبر حسام أن السياسة الفرنسية في المخيم تعتمد على العنف والتجويع، إذ أن اللاجئ الجائع لن يمكنه محاولة عبور بحر المانش إلى بريطانيا، وبالتالي لن يتعب رجال الشرطة الفرنسية في العمل على إيقافه.

بدوره يرى الإيراني الكردي ساسان (22 عاما)، أن السلطات الفرنسية بإمكانها التخلص من المخيم تماما إذا أرادت، ولكنها لا تفعل ذلك لكي تستخدمه في المساومات السياسية، قائلا إن فرنسا تستخدم المخيم من أجل الحصول على أموال من بريطانيا.

خليل (42 عاما) من الأتراك الأذريين في إيران، قدم من طهران بصحبة ابنه وأحد أقربائه، يقول إن الخيمة التي اشتراها بنقوده وكان يقطن فيها، تمزقت خلال إخلاء الشرطة للقسم الجنوبي من المخيم في فبراير/ شباط الماضي، وينام منذ ذلك الحين مع ابنه، في خيم اللاجئين الآخرين.

ويقول خليل إن عدم وجود نقود معه، تسبب في حرمانه من الاستحمام لمدة شهرين، قائلا “10 لترات مياه تكلف 3 يورو، والشامبو بـ 50 سنت، والمنشفة بيورو. من أين لي بهذا المبلغ؟ كما أنني سأنتظر الدور على الحمام من 10 إلى 15 ساعة. يعيش في هذا المخيم 5 آلاف شخص”.

ويعبر خليل عن ندمه على قدومه إلى فرنسا، قائلا إنه وصل إلى حافة الانتحار، وبات يفضل الموت في إيران على الحياة في “الغابة”.

وأعرب عدد من القانطين في المخيم، ممن التقتهم الأناضول، عن اعتقادهم أن معظم المتطوعين الذين يأتون إلى المخيم، خاصة في عطلة نهاية الأسبوع، غير جادين، ويأتون إلى المخيم لتمضية أوقات فراغهم وليعيشوا شعور المغامرة، وقليل منهم فقط من يعمل بالفعل لأجل فائدة اللاجئين.

ويعتقد بعض اللاجئين في المخيم، أن عددا من المتطوعين، يعملون لصالح أجهزة مخابرات بعض الدول. (ANADOLU)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫2 تعليقات

  1. انبسطو بالغرب الي وعدتكن الحرية على حساب تدمير بلادكم وتشريد اهلكم ….انشالله بس تفيقو شي يوم ********

    1. ذل و قسوة الغرب أرحم من فرع المخابرات الذي أنت تكتب منه يا كاره وهذا هو السبب الذي أوصل الأمور لهذه الأحوال السيئة٠