كاتب بريطاني : ألمانيا تسود أوروبا دون إطلاق رصاصة واحدة
قال الكاتب البريطاني سيمون هيفر, إنه “لابد أن تكون ترسانة التخويف من الخروج من الاتحاد الأوروبي, قد استنفدت أسلحتها.”
وأوضح -في مقال بالتلغراف- أن “المجترئين على التصويت لصالح خروج المملكة سيتحملون مسئولية انهيار أسعار المنازل في بريطانيا, والركود التقني, والحرب العالمية الثالثة.”
وتحدث هيفر, في المقابل, عما يجب أن يخيف البريطانيين من البقاء في الاتحاد الأوروبي: ليس فقط تيار الهجرة المتدفق بلا انقطاع وما يستتبعه ذلك من أعباء إضافية على المدارس والمستشفيات والبنية التحتية, وإنما الأكثر بعثا على الخوف من ذلك هو مصير الأمة (البريطانية) الذي يتزايد خضوعه لرغبات أجانب لم ينتخبهم الشعب .. “لا أتحدث عن بروكسل, وإنما حديثي عن ألمانيا”.
وأكد الكاتب, على ما تبذله المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل من جهود لإحكام السيطرة على أوروبا, محققة بذلك ما يمكن وصفه بأنه “الرايخ الألماني الرابع”.. وقال هيفر إن “ألمانيا تشترك في عملة ضعيفة بما يمكنها من بيع صادراتها بأرخص بكثير مما لو احتفظت بالمارك الألماني .. ومن ثم تتواصل قوة ألمانيا الاقتصادية في التنامي مقارنة بشركائها, وبريطانيا من بينهم.”
وأضاف هيفر, “إن ألمانيا غنية جدا, وتزداد غنى على غناها, على حساب شركائها الذين بإمكانهم احتمال التظاهر بأن العولمة لم تحدث.. أما نحن في بريطانيا فلا نمتلك هذه المقدرة ..إن ثمة أسبابا وجيهة تحتم التصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي منها: التخلص من كافة قيوده ولوائحه والاستفادة من العالم الأرحب.”
وتابع هيفر, “هذه هي حقيقة علاقتنا بالاتحاد الأوروبي: إذا ما اخترنا البقاء, سيضمن الألمان المزيد من امتثالنا لسياساتهم, وعندئذ يتعين علينا الاستعداد لمشروعهم التالي المتمثل في قبول تركيا بالاتحاد, وما يستتبعه ذلك من توابع.”
ورأى هيفر أنها “لم تكن فقط إساءة بالغة, وإنما ساخرة, أن يتحدث المستر كاميرون الأسبوع الماضي عن حرب عالمية ثالثة, في آخر فعل مهين للذكاء في هيستريا تستهدف دفع الناخبين للتصويت لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي .. ليس فقط أن آباءنا وأجدادنا حاربوا في الحربين العالميتين لضمان حق بريطانيا في الاستمرار في حكم نفسها بنفسها, وليس أن يحكمها الألمان: إن المستر كاميرون لن يقرq صراحة بأن سيطرة ألمانيا على الاتحاد الأوروبي تعني أنها سادت بدون حرب, وأن الامتثال للاتحاد الأوروبي إنما هو امتثال للرايخ الألماني الرابع.”
واختتم هيفر قائلا “إسألوا اليونانيين لو ظننتم أنني أبالغ: إن ألمانيا تحكم أوروبا بدون أن تطلق رصاصة واحدة; إنها تجبر شركاء ضعفاء على الاستمرار في استخدام عملة موحدة تعجزهم, وتستخدم (ألمانيا) عضلاتها الاقتصادية لإملاء سياسات تتعلق بالهجرة وغيرها.. وإذا كنتم لا تصدقون أن ألمانيا ستتخذ تصويت المملكة المتحدة لصالح البقاء في الاتحاد كذريعة للاستمرار وإحكام قبضتها على الاتحاد, وأن تجعلنا نساعد في الآثار الوخيمة لذلك الاستمرار, إذن فأنتم غير منتبهين .. ليست الحرب هي ما ينبغي أن نخشى, وإنما ما يفعله الألمان وقت السلم.” (أ ش أ)[ads3]