دعوات متزايدة إلى رفع العقوبات الألمانية عن روسيا

حثَّ رئيس وزراء ولاية ساكسونيا الألمانية ستانيسلاف تيليش على إلغاء العقوبات الاقتصادية ضد روسيا في أقرب وقت ممكن.

وأكد تيليش أن ألمانيا وروسيا شريكتان في التجارة منذ فترة طويلة، وقادرتان على تسوية الخلافات السياسية عبر المفاوضات

وشدَّد السياسي من حزب «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» (CDU) على أن روسيا شريك اقتصادي مهم لألمانيا والاتحاد الأوروبي، وأنه ينبغي استمرار هذا الوضع لفترة طويلة. وقال تيليش: “آمل باستئناف الحوار مع روسيا من أجل توضيح القضايا السياسية المتباينة”، بحسب تعبيره.

يجدر بالذكر أن الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي فرضت في تموز/يوليو عام 2014 سلسلة من العقوبات الاقتصادية، التي تستهدف القطاعات الروسية الرئيسية وعددا من الأفراد والكيانات، وذلك بعد عودة شبه جزيرة القرم إلى روسيا، والمزاعم الخاصة بالتدخل الروسي في النزاع الأوكراني.

وبعد تحذيرات روسية متكررة من أن العقوبات ستأتي بنتائج عكسية، ردت موسكو في آب/أغسطس 2014 على هذه العقوبات بفرضها حظرا على استيراد المواد الغذائية من الدول، التي انضمت إلى نظام العقوبات ضد روسيا. وبالفعل، فقد تسببت هذه العقوبات الاقتصادية المتبادلة بخسائر كبيرة لجميع الأطراف تقدر بمليارات عدة.

لكنْ، وبما أن العقوبات المفروضة على روسيا من قبل أعضاء الاتحاد الأوروبي ستنتهي في تموز/يوليو من هذا العام، فقد أعرب عدد من الساسة الأوروبيين عن معارضتهم لتجديد العقوبات على موسكو، رافعين شعار “لقد طفح الكيل!”.

فمثلا، قال غاريلت دوين، وزير الاقتصاد في ولاية شمال الراين-فيستفاليا، إن “ألمانيا وروسيا بحاجة إلى بعضهما بعضا؛ حيث يستفيد كلا الطرفين من الانفراج.. إن سياسة العين بالعين ليست استراتيجية ناجحة في السياسة الخارجية”. وأعرب السياسي من «الحزب الديمقراطي الاجتماعي» (SPD) لصحيفة «فيلت أم زونتاغ» الألمانية عن أمله برفع العقوبات عن روسيا أو تخفيفها التدريجي على أقل تقدير.

وجاء التصريح الأقوى من قبل حزب «البديل من أجل ألمانيا» (AfD)، أكبر أحزب المعارضة في البلاد، حيث دعا إلى رفع العقوبات المعادية لروسيا فوراً، وأرسل مشروع قرار إلى برلمان ولاية بادن فورتيمبيرغ، يشرح فيه أسباب هذه الدعوة.

وتم تقديم مشروع القرار من قبل النائب عن حزب الـAfD أودو شتاين، الذي قال إن التدابير التقييدية من قبل الغرب على روسيا أضرت باقتصاد ولاية بادن فورتيمبيرغ، التي تُعدُّ أكثر منطقة متطورة اقتصادياً في البلاد؛ حيث توجد هناك مئات الشركات الألمانية التي لها مكاتب تمثيلية في روسيا.

وأضاف شتاين: “ينبغي رفع العقوبات المعادية لروسيا؛ لأنها انقلبت ضدنا ولها عواقب سلبية على الاقتصاد.. روسيا هي واحدة من الشركاء الرئيسيين في بادن فورتيمبيرغ، ويجب ألا تتوقف علاقاتنا التجارية معها”.

كما أن نحو 900 شركة ألمانية من بادن فورتيمبيرغ تنشط في روسيا، وتعتمد نحو 42 ألف فرصة عمل في الولاية على الأعمال التجارية مع روسيا، وفقاً لشتاين.

رئيس منظمة الشباب في حزب الـAfD ماركوس فرونماير كان موجوداً مع شتاين لدعم مشروع القرار، وقال في مؤتمر صحفي مشترك: “ولاية بادن فورتيمبيرغ هي مصدر قوة ألمانيا. نحن ننتج منتجات ذات نوعية ممتازة لأسواق التصدير. لذلك، فإن التجارة مع روسيا يجب أن تزداد، لا أن تنقص. فذلك سيكون جيداً بالنسبة إلينا وبالنسبة إلى روسيا.”

تجدر الإشارة إلى أن القيمة الإجمالية للتجارة بين ألمانيا وروسيا انخفضت من 53 مليار يورو في عام 2014 إلى 41 مليار يورو في عام 2015، بما في ذلك انخفاض الصادرات الألمانية إلى روسيا بقيمة 18 مليار يورو. هذا يعني أن صادرات الشركات الألمانية إلى روسيا انخفضت بنسبة 25 في المئة في عام 2015، ويتوقع ممثلو قطاع الأعمال أن تستمر موجة الركود الاقتصادي في حال تجديد الحكومة الألمانية نظام العقوبات على روسيا. (RT)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها