الخامنئي يتحدى بشار بمدى الاستخفاف بقتلى ميليشياته .. عائلات الإيرانيين المدافعين عن النظام في سوريا يحصلون على ” بطانيات ” بعد موت رجالهم !

تناقلت معرفات إيرانية على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة تظهر قيام مسؤولين إيرانيين بتكريم قتلى الدفاع عن بشار الأسد في سوريا بـ “بطانيات”.

وندد مدونون إيرانيون بهذا التكريم، لافتين إلى أنه لا يليق بـ “الشهداء الذين يدافعون عن المراقد المقدسة”.

ويشابه هذا التكريم الإيراني، ما يقوم به بشار الأسد من منح أسر قتلاه معونات من قبيل كيلو غرامات قليلة من الأرز والسكر أو شهادات تقدير أو صوراً لـ “سيادة الرئيس”، أو مبالغ مالية لا تكفي لأكثر من بضعة أيام.

وكانت أحدث المكرمات التي قدمها النظام لأسر ضحايا، “ساعات حائط” أثارت سخط الكثير من الموالين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والذين وجدوا فيها استخفافاً بتضحيات “الشهداء”، فيما دافع عنها آخرون مؤكدين أنه تكريم رمزي ولا يجب انتقاده لأن ذلك يخدم “الإرهابيين” وإعلامهم.

وكانت وسائل إعلام إيرانية نشرت قبل أيام مقطعاً مصوراً يظهر استقبال الخامنئي لعائلات الأفغان الذين يرسلهم للدفاع عن بشار الأسد.

وسبق لمجلس الشورى الإيراني مطلع الشهر الجاري، أن صادق على مشروع قرار منح الجنسية لذوي قتلى الميليشيات الأفغانية التي يتم إرسالها إلى سوريا.

وأفادت وكالة “تسنيم”، بحسب ما نقلت قناة العربية، أن المجلس صوّت على مشروع قرار يسمح للحكومة الإيرانية بمنح الجنسية الإيرانية لزوجة وأبناء ووالدي القتلى “غير الإيرانيين” الذين قضوا خلال الحرب العراقية – الإيرانية (1980 -1988)، إضافة إلى عوائل القتلى الذين كلفتهم المؤسسات المسؤولة بالقيام بمهام معينة بعد الحرب، في إشارة إلى من لقوا مصرعهم في سوريا والعراق بصفوف الحرس الثوري الإيراني.

وبحسب الوكالة، يتعين على الحكومة أن تمنح هؤلاء عوائل الجنسية في غضون عام من حين تقديم الطلب وفق القرار الذي صادق عليه المجلس مكملا للمادة 28 من أحكام مشروع تنمية البلاد.

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫9 تعليقات

  1. شو ها الحکي؟! هذه المؤسسات غیر حکومیة…اذن مش عجیب اصلا…اترید نموذج اخری عنا؟ مجموعات” المقاومة السوریة للتحریر اللواء اسکندرون”بقیادة الاستاذ علی کیالی…مؤسسة غیر حکومیة غالبیة اعمالها الثقافیة و العمل مع العوائل الناس باللاذقیة(و غیرها) و بعض الاحیان التعبئة لقتال فی بعض الجبهات… ولکن عندما المقاومة السوریة یقیم الحفلة التکریم و یعطی کیلو البرز یخرج علینا البعض” ها من کل سوریا العظیمة، لم یبقی الا کم کیلو الارز ؟!!”… و طبعا البلد تحت الحصار الاقتصادی…

  2. الحقيقة أنهم تم تكريمهم بأكثر ما سيتحقون

    ثمن فردة حذاء

  3. لم أعثر على قضية إشكالية كقضية الحجاب التي تقدم نموذجاً للخلط بين العادات والتقاليد وبين الدين… والتي تفاقمت حتى أصبحت الآن قضية عالمية تمس صميم العقل الديني الإسلامي الراهن ، وتوضح نمط العقل الذي يقرأ ويطبق الدين … فقضية الحجاب تنطبق عليها ذات المعايير التي تنطبق على قضايا أخرى مثل : تطبيق الشريعة الاسلامية ، وإقامة حكم الله ، واستخدام السيف والعنف .. التي ناقشناها في مقالات سابقة .

    اللباس الأسود المعروف المميز للمرأة المسلمة الآن ليس منتجاً عربياً ولا إسلامياً ، بل هو من أصل إيراني زرادشتي، زرادشت ( 500 ق . م ) هو من دعا لعبادة إله مملكة النور في السماء ( أهورا مزدا )، فالكون في فلسفته محكوم من مملكتين ، مملكة النور التي تقابلها وتتصارع معها مملكة الظلمة ، و ديانة زرادشت اعتبرت أن الرجل ينتمي لمملكة النور والخير ،و أن المرأة تنتمي لمملكة الظلمة والشر، وهكذا أصبح على النساء أن يرتدين السواد ، وعلى الرجال أن يرتدوا البياض ، ولم تدخل هذه العادة الدينية للدول العربية إلا في المرحلة التي هيمن فيها الشيعة والدولة الفاطمية والصفوية … وشملت فقط مدن المركز حيث سلطة الدولة والشرطة، بينما فشلت عملية فرض هذا النظام المجوسي في القرى والأرياف التي حافظت على أزيائها التقليدية التي كانت لا تختلف أبدا بين المسلمين والمسيحيين واليهود وبقية الشيع والطوائف ، ولم يُعرف زي محدد لأتباع الديانات من العامة ، بل فقط لرجال الدين والكهنوت وبحسب مراتبهم . فالحجاب الإسلامي زي غريب مستورد من الدين الزرادشتي المجوسي الذي يقدس النور ويعبد النار المقدسة المجوسية ، ويعتبر المرأة شرا وعورة تنتمي لمملكة الظلمة، يجب حجابها وتغليفها وسترها بما يعبر عنها ويمنع شرها . لكنه وجد قبولا واستحسانا عند المغالين في الإسلام ، فحولوه لشكل اسلامي بامتياز لا يصح الاسلام إلا به.

    لم تكن مسألة كشف الرأس مطروحة قبل عقود ، حتى ما بعد الحرب العالمية الأولى كان غطاء الرأس ( الخمار ) للمرأة والرجل معا من العادات والتقاليد في كل العالم والثقافات ، فمنذ اختراع اللباس كان غطاء الرأس هو الأهم بما للرأس من قيمة تعبيرية عن الشخص … ( تيجان وقبعات وخوذ وطاقيات وعمامات وطرابيش وغطرات وحلي ورسوم وأقنعة وملونات ووشوم . و ووو ….) ولم يكن كشف الرأس مخالفة دينية، بل مخالفة للعرف والمألوف، ولا يوجد في النصوص الاسلامية ما يتعلق بمنع أو تحريم كشف الشعر الذي كان يتدلى بجانب الوجه للنساء والرجال ، فالخمار أمر طبيعي بديهي لا يحتاج للحديث عن فرضه ، وما طلب من المؤمنات هو أن يرددن طرفه حول العنق للتمايز عن غيرهن واجتناب الأذى ، وغير ذلك كل ما هو موجود في النصوص الدينية ويخص لباس المرأة هو دعوة للحشمة وعدم السماح بالإغواء الجنسي الذي يتسبب بكوارث اجتماعية في المجتمع الصحراوي البدوي …

    { وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) } (سورة النور 31)

    إنها تعليمات اجتماعية لها مبرراتها وظروفها، وليست شأنا دينيا إلا بهذه الحدود … لأن لباس المرأة متعلق بمن تخالطه وبالمناخ الأمني والاجتماعي المحيط … وبالتالي موضوع لباسها هو موضوع يتغير بتغير الأوساط الاجتماعية وشروط الحياة ، ويبقى المقصد منه هو عدم حصول الأذى، أي أنه (كشكل محدد ) غير مقصود بذاته، بل محكوم بظرفه ، مشروط بنتيجته.

    { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59) } (سورة الأحزاب 59)

    لا توجد في السيرة النبوية أو مرحلة الصحابة والخلفاء ما يشير للباس إسلامي محدد أو موحد … فالعرف الذي كان سائدا بقي كما هو ، ولم يك موضوع الشعر ولا غطاء الوجه ولا لون اللباس مطروحا كشأن ديني ، ولم يقترح الاسلام شكلا مستحدثا جديدا، أو نظاما للباس الموحد للمسلمين والمسلمات ، بل كانت المرأة المسلمة ترتدي زيها الجاهلي كل حسب قبيلتها وعادات قريتها ، ولم يأمر الاسلام بتغيير هذا الزي الشائع ولم يتدخل به ، ولم يُذكر أن أقيم حدّ على امرأة كشفت شعرها أو بسبب لباسها ، ولا يوجد تشريع يخص هذه المخالفة فهي ليست شأننا قانونيا يطبق بالقوة ، بل هي دعوة أدبية الحساب عليها مرجأ … ولم يعرف في زمن البعثة ولا الزمن الراشدي (اللباس الأسود الموحد ) ، أو تغطية وجه المرأة ، بل كانت المرأة تدخل المسجد وتخرج للحرب وتناقش علنا وصوتها يرتفع ، وتستضيف الرجال في بيتها … مع استثناء وحيد لحالة زوجات الرسول الذي تعرض للحرج من سلوك بعض زوار بيته فنزلت الآية :

    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمًا (53) إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (54) } (سورة الأحزاب 53 – 54)

    أما احتجاب المرأة ( الظعينة ) فهو عادة قبلية في بعض القبائل البدوية ، لم تكن موجودة في قريش أو في المدينة أو في القرى الحضرية ، فالمرأة عورة ومصدر خطر ، ونظام احتجابها أساسي للبقاء ، ويعبر عن الخشية من تحطم رابطة الدم المقدسة التي يبنى عليها النسب، فالنظام القبلي يفرض نوعا من السلوك والعادات تهتم بحماية المرأة وتضمن عدم المساس بالشرف ونظام الزواج الصارم … وأي تراخي سيعني انهيار نظام القبيلة التي تقوم على تقديس رابطة الدم و الرحم ، وتتشكل حولها كمجموعة متلاحمة متكافلة متضامنة كجسد واحد ، تنهار بانهيار هذه القداسة وتتفكك لحمتها ويتكالب الآخرون عليها ، فاحتجاب المرأة عرف وتقليد فرضته الظروف والحاجة الاجتماعية ، ولا علاقة له بالدين الذي يتجه لكل البشر في كل مكان وزمان.

    في مدينة دمشق ، حتى مرحلة قريبة ، كان الزي الرسمي الموحد للنساء في الحارات هو اللباس الأسود وغطاء الوجه المعروف ، في حين أن نساء القرى المتاخمة (جوبر وبرزة وكفرسوسة وداريا والمزة ) كانوا يرتدون لباسا آخر تماما بحسب نوع النشاط الاقتصادي للمرأة ودورها فيه، فنساء التجار والحرفيين والموظفين لا عمل لهن خارج المنزل ( لذلك يطبق عليهن نظام الحجاب الكامل ، فلا تخرج المرأة إلا بزي موحد يغطيها كاملة ولا يسمح بتمييز امرأة عن أخرى ، تخرج إذا غطت وجهها كاملا ، ولا تكشفه إلا للضرورة ، فالشارع للذكور والقبضايات، والمنزل هو مملكة المرأة وقصرها وجنة يتنعم بها الرجل ، لا يدخله الرجل الغريب من دون استئذان واحتجاب المرأة ) ، بينما للنساء الفلاحات دور خارج المنزل ، لذلك يرتدون ما يناسب عملهم ولا يحتجبن … هنا تختلفت العادات والتقاليد بحسب نمط الانتاج ، مع أن كليهما مسلم وملتزم بدينه وفي مدينة واحدة … فاحتجاب المرأة إذن ليس نظاما اسلاميا عاما إنه مجرد عادات وتقاليد موروثة متنوعة قد تتطور وتتغير بتغير شروط الحياة .

    في العصر الحديث ومع دخول المرأة لسوق العمل الصناعي الأجير وظهور دولة المواطنة التي فككت البنى التقليدية الأهلية ، ومع الثورة الفنية الجمالية التي حدثت في نهاية الحرب العالمية الأولى وبشكل خاص ظهور المدارس الفنية التجريدية ، وبروز قيم اجتماعية جديدة تتعلق بالجنس والمرأة . واعتماد قيم حضارية جديدة ليبرالية تحترم الطبيعة الأصلية … حدثت ثورة في عالم اللباس التقليدي تجلت في خلع القبعات والتخلي عن غطاء الرأس واعتماد الجمال على المظهر الطبيعي العفوي للمرء ، فأصبح الشعر الطبيعي أجمل من كل الأقمشة والجواهر والزرد والحلي ( فقيمة الانسان بذاته وليس بما يرتدي) … هذه الثورة الفنية الجمالية القيمية قلبت رأسا على عقب كل النظم التقليدية للباس ، وحررت شكل اللباس من الانتماء للطبقة والقطاع الاقتصادي وتركته ساحة تعبير ليبرالي حر عن النفس شمل المرأة بشكل أكبر من الرجل … وعندما انتقلت هذه الثورة من الغرب للشرق وبدأت تنتشر في المدن الاسلامية ، لم تواجه من رجال الدين فقط بل بشكل أكبر من المجتمع التقليدي الذي يأنف تغيير العادات ، ومع ذلك انتشرت هذه النظم الجديدة في العالم الاسلامي من دون ممانعة سياسية أو دينية فعالة وسادت في مجتمعات النخبة وتسللت للمجتمع المدني في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية … ولكن مع نمو الحركات السياسية الاسلامية في الستينات والسبعينات من القرن المنصرم وتعاظمها مع بداية القرن الحالي ، تعمدت هذه الحركات استخدام مفهوم اللباس الشرعي كمفهوم جديد محدث لم يكن مطروحا من قبل ، و بحثت عن سنده في السيرة فلم تجده ، لذلك استعارت وأقرت اللباس المجوسي الزرادشتي الصفوي ذاته ( الشادور ) نموذجا له… فهو يتناسب مع هيمنة المجتمع الذكوري في المدن الحرفية ، ومع العادات القلبية لبدو الصحراء … واعتبرت هذه الحركات الإسلامية المؤدلجة أنه الشكل الصحيح الذي يفي بالغرض الديني الإسلامي ويحققه ، باعتباره لباساً إسلامياً موحداً شرعياً ( Islamic uniform ). عبر عن ردة فعل محافظة ضد الخطر الداهم الذي يحدثه الغزو الثقافي القادم من الحضارة الغربية ، والذي ترافق بغزو اقتصادي وسياسي و عسكري أحيانا .

    لكن نزعة المحافظة الشكلية هذه لم تمنع من حصول تغير كبير وشامل في العلاقات الاجتماعية ونظم العيش والتواصل والتنقل ، فتفكك المجتمع الأهلي ونشأ المجتمع المدني وتضخم دور الدولة … وبالتالي صار هذا اللباس المحافظ في الشكل معيقا حقيقيا عن الانخراط في نظم العيش التي أصبحت تحمل معها ميزات الحضارة التي لا تقاوم ، مما وسع وفجر التناقض بين الشكل والمضمون بين الهوية والحداثة ( التناقض بين شكل تقليدي يعبر عن الهوية ، ومضمون غريب عنها حديث ومعاصر ) … فالتمسك بالشكل لم يفلح في التصدي لنمط الحياة والاستهلاك الحديث الذي لا يقاوم . بل ساهم في احداث تعقيدات وتناقضات هائلة أصبحت تستنزف قدرات وطاقات المجتمعات وتتسبب بالتخلف والعجز ، كشرط لبقاء الدين والهوية والاستقلال ، و اعتمد العقل الدوغمائي كوسيلة للتقوقع والدفاع عن النفس . ذلك الذي وجد زخما جديدا بعد اندلاع الثورات وعودة الروابط الأهلية كبديل عن خراب النظم المدنية وفشل الدول .

    حدثت متغيرات هائلة في نمط الحياة الاجتماعي الحديث فرضت نفسها ، ولم يعد يصلح معها نظام القبيلة البدوي ، ولا نظام المدينة الحرفية التجارية السابق … ثورة تكنولوجية استهلاكية تواصلية غيرت جذريا الكثير جدا من نماذج الثقافة والفن والجمال ، خلقت عالما افتراضيا هائل الحجم يقتحم حياتنا ويزيح العالم الحقيقي تدريجيا … مع ذلك هناك من يحاول الوقوف في وجه هذا كله بتمسك عنيد بالأشكال وتمترس عدائي مع التجديد، خوفا على الهوية والدين كما يزعم، في حين أن هذا الخوف يجب (بالعكس من ذلك) أن يدفعنا لتغيير شكلياتنا، لأن التمسك فيها سيطيح بالجوهر والمضمون معا ، ويجعل الدين مضادا لمصالح الناس … إن عدم تطوير الشكليات سيودي بنا نحو التحلل القيمي ، وليس العكس . لأن التمسك بها أصبح ضربا من القسر والتصنع والاعاقة القسرية المصطنعة وليس الفعلية ، سرعان ما تتسلل القيم الجديدة لأنماط الحياة وينهار هذا التمترس المأزوم لأن ما ينفع الناس هو الذي يبقى ، والحضارة و الحياة العصرية لا تقاوم … فالإنسان ابن أدواته وظروفه ، والمؤمنون بالقيم والعقائد يجب أن يدركوا أن الشكل أي شكل قابل للتغيير بل واجب التغيير ، وأن الحفاظ على وجود الهوية والعقيدة مشروط بتكيفها ، ويتطلب إبداع أشكال جديدة متفاعلة مع التغيرات ومستجيبة لها .

    { هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15) أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17) وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (18) } (سورة الملك 15 – 18)

    التاريخ هو التغير والتبدل، وبينما تستمر مكارم الأخلاق وتزدهر وتترقى من دون انقطاع كشيء جمعي معبر عن استمرار وترقي الحضارة والانسانية، فإن الأشكال تتغير بالحياة والموت … والدين الذي يجب أن يبقى كمنبع للقيم لا يرمي بنفسه خارج الحياة نحو المتحف والمقابر ، عليه أن يسرع في فهم المتغيرات والتجاوب معها ، وطالما أن الوحي قد انقطع ، لذلك يجب على العلماء الذين ورثوا مهمة الأنبياء أن يبحثوا ويطوروا الأشكال دون خوف ولا جذع ، فالله أراد لهم ذلك … والثورة الإنقاذية (للهوية والعقيدة) المطلوبة اليوم هي ثورة فكرية وثقافية واجتماعية ودينية ، ثورة تفكيك العقل الدوغمائي وتغيير الشكليات التي صارت معيقة ، وانتاج أشكال تطبيقية جديدة ، أما التمسك بالقديم والتثبت عنده فتكون نتيجته الفناء والزوال ، لأنه وقوف في وجه التاريخ الذي قانونه التغير والتبدل …

    { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50) وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (51) وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55) } (سورة القمر 49 – 55)

    مسألة عبادة الشكل والتمترس به دون تمييزه عن المضمون تتكرر دوما ، وكل عقيدة تعبر عن نفسها بأشكال تطبيقية وتصنع لنفسها أصنامها ، فإذا ارتبطت بها ماتت معها … ولكي يستعيد الاسلام والعالم الاسلامي دوره الحضاري عليه أن يحطم قشوره بيديه ، ويحطم ما صنعه بنفسه من أصنام قدسها وربط نفسه بها ، مع أن تغييرها لا يمس جوهر الدين والعقيدة ، إذا ما تميز عن أشكاله التطبيقية .

    دأب الإسلام السياسي المعاصر على اعتبار أن نظام الاحتجاب هو العلامة المميزة للاسلام والمسلمين، وجعل من كل الكوارث التي يتسبب بها فشل النظام السياسي والاجتماعي القائم، نتيجة لغضب الله بسبب لباس المرأة غير المحتشم ، مع أن الله ذاته نصر الغرب وأمده ، ونساؤه سافرات عاريات، ولم ينفع فرض الشادور في أكثر من دولة في تحقيق السلم والازدهار ، بل أعاد انتاج التخلف والاستبداد .

    هروبا من تحمل المسؤوليات الحضارية الإبداعية، ومن الإجابة على أسئلة فلسفية صارت محرجة ، تم تحويل النظر عنها للمرأة والجنس وتحويل الإسلام لدين المحرمات الجنسية بامتياز ، فلا شغل يشغل المسلم أكثر من قمع غريزته وتغليف نسائه ، كل الأمور العقيدية الأخرى تصغر بالمقارنة مع موضوع المرأة وحجابها والجنس وضبطه في مواجهة متغيرات طاغية ، وليته نجح في ذلك ( فبقيت نسبة الممارسات الجنسية غير الشرعية لا تختلف عن المجتمعات الأخرى ) … بينما غير ديانات تجاوزت هذه المسألة الشكلية ولم تتوقف عند هذه العادات القديمة التي تعود لظروف مضت ولم تربطها بجوهر العقيدة … وبهذه الطريقة وضع الإسلام نفسه في مواجهة مع طبيعة وغريزة البشر وأصبح القابض عليه كالقابض على النار ، هذا ما جعل من مجتمعاته مجتمعات منغلقة ومعقده وعاجزة عن تحقيق السلم والمصالحة مع الواقع والآخر ، بل عن المصالحة بين المضمر والمعلن ، بين الإنسان وضميره ، بين سلوكه وايمانه … لذلك أصبح لزاما عليها أن تتبنى العنف الانتحاري وسيلة وحيدة للدفاع.

    ومع أن نسبة الالتزام الفعلي في المجتمع المسلم بالذي يعلن ويصرح عنه ( بما فيه الالتزام الجنسي ) هي لا تزيد عن غيره من المجتمعات ، يبقى ذات القدر من الحريات يمارس ضمنا وصمتا ، لكن خارج الشرعية وتحت عنوان المعصية والخطيئة ، فالفارق ليس في نسبة حدوثها بل في تسميتها ، والتي قسمت العيش بين حياة سرية تعاش إلى جانب الحياة العلنية وتختلف معها كليا ، وهذا ما يميز المسلمين عن غيرهم ويطبع سلوكهم بالتعقيد ، وثقافتهم بالتناقض ( مع أن المسلم لا يكذب ) …

    تبقى المشكلة الأهم في اعتماد فهم وتطبيق واحد للدين و منع عقلولنا عن فهم الدين بطريقة مختلفة تتيح لنا التغير والتحول في نظم الحياة الاجتماعية ، التي لا تخضع للأشكال ، بل للغايات والمقاصد … وهذه الثورة العقلية هي ما نحتاج اليه ، لكنها تصطدم بممانعة السلطات السياسية والدينية التقليدية ، وبنظام العقل الدوغمائي السائد والمهيمن عند المؤمنين ، والذي يشعر بالخوف من دخول المحرم عندما يقبل بالتجديد في غياب الوحي ، فيصبح هذا التجديد بحد ذاته خطراً يجب تجنبه … فيتراكم التناقض مع الواقع والمتغيرات ويتراكم المزيد من التوتر والقلق الذي يترجم مزيدا من التعصب والتمسك لدرجة تهدد المنظومة الدينية كلها بالانهيار والترحيل إلى متاحف التراث بدل أن تبقى فعالة وشغالة تولد الضمائر ، وتزرع القيم .

    يبكر ويتضخم حجم الممنوع شرعا الممارس سرا والمسكوت عنه سترا … وينطبع السلوك بدرجة كبيرة بطابع النفاق والستر والتقية التي تعقد حياتنا وتلغي نظمنا فعلا وواقعا ، وتحولها لأقنعة ، ويتعقد شبابنا ويضيعون في بحر هذا التناقض ، ويتسبب في فشلهم التعليمي والاجتماعي والمهني وتدهورهم الخلقي ، وينمي عندهم دافع العنف … فالمطلوب ليس ما نفعله ، بل ما نصرح به ونعلنه ( ويندر من يجرؤ اليوم على البوح بما يفعله فعلا وكأنه يخاف الناس ولا يخاف الله الذي يرى ويسمع ) . وهذا بحد ذاته تأسيس وتأصيل للكذب الذي هو بوابة الكفر ، وتحضير للتخلف والفشل وتعقيد العلاقات الانسانية والمجتمعية ، وفقدان الثقة والتحابب ، وفشل العمل المشترك ( وكلها صفات طاغية في المجتمعات الإسلامية ) .

    نعود لنقول أن الاختلاف في موضوع اللباس هو شكلي فني جمالي وليس قيمي ديني ، وهو خلاف حول عادات مناسبة وأخرى غير مناسبة ، ولا ينظر إليه كحرام أو حلال، بل يتعلق بالعيب والمكروه والمستحسن … ولا علاقة له بالدين إلا ضمن هذا الإطار . أما الحديث عن شكل ولباس شرعي محدد للمرأة والرجل المسلم فهو غلو وتقييد يلزم صاحبه ولا سند لتعميمه وفرضه باسم الدين . فهو من هذا المقياس غير ملزم قانونيا وجزائيا ، ولا يحاسب عليه في الدنيا بل مرجأ حسابه.

    وبالعودة لغطاء الرأس والوجه للمرأة المسلمة في المجتمعات التي انتقلت للحداثة فهو يقع ضمن باب المكروه لأنه يتسبب بالضرر لها ، ويعيق التواصل بين الناس ويكبل المرأة ويضيق عليها … ولم يلاحظ في هذا السياق أي فارق في نسبة الجرائم الجنسية كالتحرش أو غيره بين البيئات التي تطبق الحجاب وغيرها … فصور وجوه وأجساد النساء تملأ العالم الافتراضي … والشعر هو غطاء طبيعي لا يغير كثيرا استبداله بقماش ، منظره ليس عورة أو أذى . أما اللباس المحتشم فهو نسبي … ويعود لنوعية المجتمع ونماذج الحياة والطقس …

    وإذا بعض الرجال اتباع الدين المجوسي ، أو الحفاظ على العادات البدوية الصحراوية فهذا شأنهم ، أما أن يقحموا الاسلام لفرض نموذج اجتماعي معين يساند أيديولوجيا دينية سياسية سلطوية داعشية ، فهذا يصبح شأن غيرهم أيضا ، الذين ارتضوا لأنفسهم نظم حياة مختلفة عبرت عنها شرعة حقوق الانسان التي أصبحت ملزمة دوليا وفوق الدساتير الوطنية . وتعترف بحقوق للفرد لم يكن معترفا بها فيما سبق ، تعتبر مرحلة أعلى في تطور القيم والأخلاق وتحقق بذلك غاية الدين في اتمام مكارم الأخلاق .

    كل ما يتعلق بنظام ممارسة الجنس واستخدام الجسد ولباسه أصبح في كل العالم خارج إطار المنع والسماح القانوني ، لأنه لم يعد من مولدات العنف الذي يهدد السلم الأهلي ، بل صار ضمن المتاح الذي يقع في باب الحريات والحقوق الفردية ، ويخضع للتقييم الشخصي والأدب العام … ولم يعد جريمة يعاقب عليها القانون بما فيها المثلية الجنسية .

    تستطيع المرأة أن تكون مسلمة صحيحة الاسلام من دون أن تغلف نفسها بالسواد ، وليس هناك سند عقلي وديني لاعتماده وفرضه، ولا حد شرعي يخصه ، فلها الحق في الظهور بالمظهر الذي تراه ويرضي ضميرها ، وليس للرجل أن يضع شرفه في المرأة ليمنعها حقوقها وحريتها ، أما تقصيرها في الحشمة فهو من العيب والمكروه الذي يحاسب عليه الله وليس السلطة القانونية أو الشرعية أو الحسبة . فمسألة اللباس هي مجرد عادات وتقاليد ، مستحبة أو مكروهة ، مؤدبة أو قليلة الأدب ، وهذا لا يمنع من تريد التخفي والتنكر وعدم اظهار شخصيتها من ارتداء الحجاب بالطريقة التي تريد فهذا حقها أيضا ، لكنه حق غير متناسب مع المجتمعات الحديثة ونمط الحياة العصري .

    في أوروبا يعتمدون ثقافة غض البصر ليتركوا للناس حريتهم في مظهرهم فلا يؤذوهم بنظراتهم ، ويرون أن غض البصر وسيلة كافية لمنع الأذى والضرر، وهو أيضا من آداب الطريق في الاسلام . فلماذا لا نترك للمرأة أن تعيش وتخرج وترى الشمس والهواء كإنسان ، ونكف عن اعتبارها عيبا وعورة وظعينة ناقصة عقل ودين يجب أن تعيش وقرا داخل الجدران والأغلفة …

    (إن الله لا ينظر إلى أجسامكم وصوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم …التقوى ها هنا ) .

  4. في الحقيقة مقاتلي الكلب بشار الأسد وأغلبهم من المليشيات الشيعية التابعين لإيران يعتبرون مجرد دواب أو حتى بضاعة يتم الأستفادة منها وحين تتلف هذه البضاعة وتخرب يتم القائها في أقرب سلة نفايات
    ثمن رخيص لبضاعة رخيصة

  5. قرررررررريد والله البطانية وساعة الحيط اهم من ها المعتر قرد خليه يموت شو بدن فيه متل قلته طبعا في الشطرنج الجنود يضحى بهم لحمايت الملك والوزير والقطع المهمة الا ان حافظ الجندي على نفسه وبقي للاخر فيرقى لان يكون قطعة مهمة كوزير او حصان او فيل او طابية عندئذ له قيمة ان مات لاقيمة له