السيرة الشخصية لبن علي يلدريم .. أقرب الأوفياء لأردوغان رئيساً للحزب الحاكم

انتخب وزير النقل التركي بن علي يلديريم رسميا الأحد، خلال مؤتمر استثنائي لحزب العدالة والتنمية رئيسا للحزب الإسلامي المحافظ الحاكم، ورئيسا للحكومة، وقال يلديريم إن الانتقال إلى نظام رئاسي يشكل “أولوية لتركيا”، وهو ما سيعزز سلطة الرئيس رجب طيب أردوغان على أجهزة الدولة.

رجل وفي لمرشده أردوغان

أعرب يلديريم (60 عاما) رفيق الدرب السياسي لأردوغان، في خطابه عن ولائه ووفائه لمرشده الذي وصفه بأنه “رجل الشعب”، وبأنه “مهندس تركيا” مثيرا تصفيق آلاف الناشطين المجتمعين في قاعة رياضية في العاصمة.

وقال يلديريم خلال المؤتمر الاستثنائي “ما علينا القيام به بشكل أولي هو الانتقال من نظام الأمر الواقع هذا إلى نظام قانوني” من خلال تغيير الدستور لإقامة نظام سياسي رئاسي، وهو ما يريده أردوغان.

وأضاف أن “رئيسنا يحمل مسؤولية شعبنا. ما علينا إنجازه هو دستور جديد ونظام رئاسي”.

ويلديريم (60 عاما) مهندس مشاريع البناء العملاقة التي أطلقها أردوغان، هو المرشح الوحيد في المؤتمر الاستثنائي للحزب، لذلك لم تكن هناك مفاجآت عند التصويت.

وبعد اختياره الخميس الماضي من قبل كوادر الحزب الحاكم، أكد يلديريم أنه ليس هناك أي خلاف بينه وبين الرئيس حول أي نقطة. وقال “سنعمل بانسجام تام مع كل الرفاق في الحزب على كل المستويات بدءا برئيسنا المؤسس والقائد” أردوغان، الذي رافقه منذ انتخاب الأخير رئيسا لبلدية اسطنبول في 1994.

وسيتولى يلديريم المنصبين خلفا لأحمد داود أوغلو الذي تولى حقيبة الخارجية قبل أن يصبح رئيسا للحكومة. وقد أعلن مؤخرا انسحابه في مؤشر إلى خلافات بينه وبين أردوغان.

مهندس الإنشاءات البحرية

وقد أشرف مهندس الإنشاءات البحرية على مشاريع هائلة من آلاف الكيلومترات من الطرق السريعة إلى ثالث مطار في إسطنبول وجسر ثالث بين الضفتين الآسيوية والأوروبية لإسطنبول ونفق تحت البوسفور وقطار سريع.

وسيسمح وصول يلديريم، لأردوغان بترسيخ سلطته في الجهاز التنفيذي وطي صفحة داود أوغلو الذي اختلف معه خصوصا حول النزاع الكردي الذي استؤنف الصيف الماضي، وطريقة التفاوض حول اتفاق حاسم تم التوصل إليه مع الأوروبيين في آذار/مارس للحد من تدفق المهاجرين على الاتحاد الأوروبي.

وكتب الخبير السياسي غوخان باتشيك إن “يلديريم قد يكون آخر رئيس للوزراء في تركيا (…) لن يشغل سوى دور نائب لأردوغان في النظام (الرئاسي) الذي يريد إقامته”.

ويتوقع هذا المحلل أيضا أن يستعيد أردوغان من جديد هيمنته على السياسة الخارجية والاقتصاد في الحكومة الجديدة.

ويثير احتمال تعزيز سلطة أردوغان قلق الذين يتهمونه بالميل الى الاستبداد.

بن علي يلديريم من أبرز المروجين لمشاريع أردوغان العملاقة

يعتبر بن علي يلديريم  من المقربين الأكثر وفاء للرئيس رجب طيب أردوغان الذي جعل منه أبرز المروجين لمشاريعه العملاقة للبنى التحتية.

ودفع الخلاف بين رئيس الوزراء المنتهية ولايته أحمد داود أوغلو والرئيس أردوغان، إلى الواجهة السياسية هذا الرجل المتحمس والدائم الابتسام، لكن الذي يفتقر إلى موهبة الخطابة.

ويعد يلديريم (60 عاما) وزير النقل والبحرية والاتصالات الذي يتحدر من عائلة متواضعة من اترزينجان (شرق)، من قدامى رفاق أردوغان ويرافقه منذ وصول الرئيس الحالي للدولة إلى بلدية إسطنبول في 1994.

ويعتبر المراقبون أن مهمته الأساسية تقضي بتنفيذ مشروع تغيير الدستور الذي يرغب فيه أردوغان، لتحويل القسم الأكبر من الصلاحيات التنفيذية لرئيس الوزراء إلى الرئيس. وقال يلديريم في كلمته الأولى التي اعتبرت قسم ولاء، بعد إعلان انسحاب داود أوغلو في بداية أيار/مايو، في ملاطية (جنوب شرق) “والآن، سنقيم نظاما رئاسيا”.

وفي المؤتمر السابق لحزب العدالة والتنمية في 2015، حصل هذا الرجل المعروف بشاربيه الكثين، على دعم أكثرية المندوبين، لكنه اضطر إلى التراجع عندما وقع اختيار أردوغان المنتخب حديثا، على أحمد داود أوغلو.

وأتاح له ولاؤه لأردوغان أن يحصل مرارا على مناصب بالغة الأهمية في إطار حزب العدالة والتنمية، وأن يتسلم في شكل شبه دائم منذ 2002 حقيبة النقل في الحكومة.

يلديريم رجل ثقة أردوغان

وتأكيدا للثقة التي يوليه إياها الرئيس أردوغان، تولى يلديريم حتى الآن الإشراف على مشاريع البنى التحتية العملاقة، التي توجه إليها المعارضة والمدافعون عن البيئة انتقادات حادة، ويقولون إنها غيرت وجه تركيا ولاسيما إسطنبول.

فعلى مياه المضيق التي تجوبها السفن، نفذ يلديريم، المهندس في مجال المنشآت البحرية، أولى مشاريعه، عندما تسلم إدارة الطرق البحرية لإسطنبول من 1994 إلى 2000، بينما كان أردوغان يتسلم رئاسة البلدية من 1994-1998.

وعندما أسس اردوغان حزب العدالة والتنمية في 2001، لم يتخل يلديريم عنه. وفاز الحزب في الانتخابات التشريعية في السنة التالية، وأصبح أردوغان رئيسا للوزراء على رغم استياء العلمانيين الذين يدأبون على انتقاد ميوله الإسلامية وسياسته التسلطية.

وقد انتخب يلديريم نائبا عن إسطنبول، ثم عين وزيرا وهو منصب لم يغادره إلا فترة وجيزة بين اقتراعين تشريعيين في 2015.

وتسبب يلديريم باندلاع نقاشات كثيرة أيضا. ففي 2004، انحرف قطار عن خط جديد للقطار السريع، ما أدى إلى مصرع نحو أربعين مسافرا في شمال غرب تركيا. وطالبت المعارضة باستقالة يلديريم لكنه رفض.

وفي السنة التالية، تسببت حياته الشخصية باندلاع مشاكل. فصورة زوجته المحجبة تتناول وحدها الطعام، فيما يتناول يلديريم الغداء إلى طاولة مجاورة مع مجموعة من الرجال، أثارت جدلا ووجهت إليه اتهامات بالتمييز بين الجنسين.

وفي مناسبة أخرى، قال إنه لم يشأ أن يتعلم في جامعة البوسفور الذائعة الصيت بعدما “شاهد الصبيان والبنات جالسين ويتحدثون معا في الحرم الجامعي”. (AFP)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

4 Comments

  1. الفرق بين هؤلاء و زعامات العرب أنهم جنود لبلادهم أوفياء لأدوارهم و مهماتهم المناطة بهم ليس لمصالحهم الشخصية و إنما لخدمة بلدهم بلا مواربة أو مهادنة و ما قام به دَاوُدَ أوغلو إنما يدل على سمو أخلاقه و تجرده الشخصي و إيثار مصلحة بلده و حزبه على مصلحته الشخصية.
    دروس عظيمة يعلمونا إياها هؤلاء الأبطال العظام.

  2. واضح كراهية كاتب المقال في اسوشيتيد بريس لأردوغان وتركيا فهو لا يفوت اي فرصة للطعن في اردوغان او حزب العدالة في التنمية دون ان يستغلها حتى عند الحديث عن المشاريع الضخمة التي قام بها العدالة والتنمية التي قرر انتقادها لانها لم تعجب المدافعين عن البيئة..!! وبعد كل كلمة اردوغان هجوم حتى في النهاية اختتمها بالهجوم على الرجل..!
    علمانيو تركيا كعلمانيي العرب ما اضرط من سيدي الا ستي..!

    1. وسائل الاعلام الغربية والعربية تعادي اوردغان وتغض الطرف عن الحكام العرب الفاشلين والمجرمين

  3. عندما ارى هذه الشخصيات ذات الكفاءة العالية ….. اقول في نفسي ليت اخوان سوريا اصحاب الرؤوس الكبيرة و النفوس المريضة يتعلموا منهم و لو القليل فلقد اصبحوا بسبب غروروهم و فسادهم اقرب الى المرضى النفسيين