يورو 2016 : روسيا و إنكلترا .. مواجهة مجهولة و فرصة للثأر

تتجه الأنظار السبت 11 يونيو/حزيران إلى ستاد “فيلودروم” في مرسيليا الذي يحتضن مواجهة ثأرية للروس ضد الإنجليز في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية لنهائيات كأس أوروبا.

ويسعى كل من الطرفين إلى تحقيق بداية مثالية لمشوارهما القاري الذي تعثر بالنسبة للإنجليز عام 2008 عندما فشلوا حتى في الوصول إلى النهائيات بسبب الخسارة التي منيوا بها في موسكو في 17 أكتوبر/ تشرين الثاني 2007 بنتيجة 1-2 في آخر لقاء بين الفريقين.

ويأمل الإنجليز المحافظة على سجلهم القاري المميز في الأعوام الأخيرة إذ أنهم لم يعرفوا طعم الهزيمة في الوقتين الأصلي والإضافي في مبارياتهم الـ22 الأخيرة، وتحديدا منذ خسارتهم المكلفة جدا أمام كرواتيا 2-3 ضمن التصفيات في تشرين الثاني/نوفمبر 2007، لكنهم خسروا بركلات الترجيح ضد إيطاليا في ربع نهائي 2012.

وفاز فريق هودجسون بجميع مبارياته العشر في تصفيات فرنسا 2016، وأصبح سادس منتخب فقط يحقق هذا الإنجاز بعد مضيفة النسخة الحالية (1992 و2004) وتشيكيا (2000) وألمانيا وإسبانيا (كلاهما في تصفيات 2012).

ومن المؤكد أن مهمة الإنجليز لن تكون سهلة ضد فريق روسي يريد إثبات نفسه قبل استضافته لنهائيات مونديال 2018.

وبعد اعتماده على المدرسة الأجنبية، قرر الاتحاد الروسي لكرة القدم أن يوكل مهمة تدريب المنتخب الوطني إلى ليونيد سلوتسكي أحد أبرز المدربين المحليين والذي اضطر إلى إيقاف مسيرته كحارس مرمى في سن التاسعة عشرة لإصابة في ركبته عندما حاول إنقاذ “قط” عالق على شجرة.

واستلم سلوتسكي تدريب المنتخب خلفا للإيطالي فابيو كابيلو في منتصف التصفيات وحقق بإشرافه أربعة انتصارات متتالية بعدها مباشرة لينتزع مقعده في العرس القاري.

ويستطيع سلوتسكي الاعتماد على مهاجم زينيت سان بطرسبورغ أرتيم دزيوبا الذي تألق بشكل لافت هذا الموسم ومحليا وفي مسابقة دوري أبطال أوروبا وكان هداف منتخب بلاده في التصفيات برصيد 8 أهداف.

وقد حذر سمولينغ من دزيوبا، الفارع الطول (1.96 م)، قائلا: “على قلبي الدفاع اللعب بقوة بدنية عالية واندفاع ضده. نحن كمدافعين في الدوري الممتاز اعتدنا على مواجهة مهاجمين أقوياء البنية وعلى التعامل مع تحديات مماثلة، وهذا أمر استمتع به كقلب دفاع”.

ويخوض دزيوبا أول بطولة كبرى له وهو تحدث عن المسألة قائلا: “عانيت كثيرا بسبب غيابي عن كأس أوروبا 2012 وعن مونديال البرازيل بعدها بسنتين، لكنني في كامل جهوزيتي الآن وأريد أن أساعد فريقي على الذهاب بعيدا في البطولة”.

وأضاف: “أريد أن أثبت نفسي بأني من مهاجمي النخبة في أوروبا”.

وتابع: “المجموعة التي وقعنا فيها ليست الأصعب لكنها ليست الأسهل أيضا.. سنواجه الأسلوب البريطاني المتمثل بمنتخبي انجلترا وويلز في حين نعرف جيدا أسلوب لعب سلوفاكيا”.

وأوضح: “نكن الاحترام لجميع المنتخبات لكننا لا نخشى مواجهة أي منها”.

ويأمل المنتخب الإنجليزي بقيادة مدربه روي هودجسون تجنب سيناريو مونديال جنوب أفريقيا 2014 عندما سقط في مباراته الأولى أمام إيطاليا ثم خسر الثانية أمام الأوروغواي وودع النهائيات من الباب الصغير.

ويبحث منتخب “الأسود الثلاثة” عن الاحتفال بالذكرى الخمسين لتتويجه الأول والأخير (مونديال 1966 على أرضه) بأفضل طريقة وتجنب مشاركة هامشية أخرى في البطولة القارية التي تبقى أفضل نتيجة له فيها حلوله ثالثا عام 1968 ووصوله إلى دور الأربعة عام 1996 على أرضه.

ويدرك المنتخب الإنجليزي أن المباراة الأولى أمام روسيا ستكون مفصلية في مشاركته القارية التاسعة وهذا ما شدد عليه حارس مانشستر سيتي جو هارت الذي رأى بأن الفوز “بأهم مباراة” سيكون مصيريا إذا ما أراد الفريق مواجهة سلوفاكيا وجارته ويلز بثقة عالية في مباراتيه الأخريين في المجموعة.

وأضاف هارت: “مباراة السبت هي الأهم ثم ستبحث بعدها عن تحديد سير المجموعة، وتسعى للفوز بكل مباراة تليها ورؤية أين ستؤول بك الأمور”.

وشدد هارت على ضرورة أن يقاتل الفريق في الناحيتين الهجومية والدفاعية من أجل تجنب سيناريو مونديال 2014، متحدثا عن أن خسارة المباراة الأولى قبل عامين ضد إيطاليا كانت حاسمة في تحديد مصير بلاده المرشحة على الورق أقله لتخطي روسيا التي لم يسبق لها أن تجاوزت دور المجموعات في كأسي العالم وأوروبا سوى مرة واحدة منذ انحلال عقد الاتحاد السوفياتي وكان ذلك عام 2008 في النهائيات القارية حين واصلت مشوارها حتى نصف النهائي.

راشفورد يقود الجيل الواعد

وتخوض انجلترا نهائيات فرنسا 2016 بأدنى معدل أعمار في البطولة (25.8 سنة)، كما أنه أدنى معدل أعمار لإنجلترا في بطولة كبرى منذ مونديال 1958 وذلك بعدما وضع هودجسون ثقته بلاعبين واعدين مثل المهاجم ماركوس راشفورد (18 عاما) وزميله في مانشستر يونايتد قلب الدفاع كريس سمولينغ (25) وظهير توتنهام كايل ووكر (26).

ويأتي الاعتماد على راشفورد بعد أن نجح في الوصول إلى الشباك بعد 3 دقائق فقط على انطلاق مباراته الدولية الأولى مع “الأسود الثلاثة” وكانت ودية ضد أستراليا (2-1).

ويبدو أن كل شيء يسير بسرعة عالية بالنسبة لراشفورد، هذا الشاب الذي ما زال يعيش مع والدته ميل والذي أصبح أصغر يسجل في مباراته الدولية الأولى مع المنتخب الإنجليزي عن 18 عاما و208 أيام، متفوقا على تومي لاوتون الذي كان منذ 1938 أصغر لاعب يسجل في مباراة الأولى مع “الأسود الثلاثة” وكانت ضد ويلز (2-4).

“تساءلت عما إذا كان جاهزا للعب على المستوى الدولي. لقد أعطانا الجواب بـ نعم “، هذا ما قاله هودجسون عن لاعب مانشستر يونايتد الشاب.

ومن المؤكد أن المشاركة في كأس أوروبا ستكون اعترافا بموهبة هذا اللاعب الشاب الذي سجل 8 أهداف في 18 مباراة خاضها مع يونايتد وذلك رغم أنه استهل مشواره مع الفريق الأول في فبراير/شباط الماضي.

ومن المتوقع أن لا يبدأ راشفورد مباراة السبت ضد روسيا بل هناك توجه للاعتماد على هدافي الدوري نجمي ليستر سيتي البطل جايمي فاردي وتوتنهام هاري كاين كرأسي حلبة فيما سيلعب القائد روني خلفهما، وذلك بحسب التشكيلة التي كشف عنها بالخطأ مساعد المدرب راي ليوينغتون. (AFP)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها