أين أخطأت تركيا في تعاملها مع الأزمة السورية ؟

أصبحت في الآونة الأخيرة الانتقادات الموجهة لسياسة تركيا تجاه سوريا موضة يتبعها الكثيرون، فكيف تصرفت تركيا تجاه سوريا؟ وأين أخطأت؟ منذ بداية الحراك الثوري، سارعت تركيا إلى مطالبة الأسد بضرورة عمل الإصلاحات التي وعد بها قبل 10 سنوات، حتى تخرج سوريا والنظام سالمين من الأزمة، ولو قام الأسد بذلك لخرج بصورة البطل القومي، فهل أخطأت تركيا هنا؟ أم أخطأت عندما كانت تتوسل إلى إيران من أجل الضغط على الأسد للبقاء بعيدا عن استخدام العنف ضد شعبه؟ أم أخطأت عندما دخلت الأزمة السورية مرحلة اللاعودة وأعلنت تركيا موقفها الواضح بالوقوف إلى جانب حقوق الشعب السوري والحراك الثوري؟ ولو لم تقم تركيا بذلك، هل كان الثوار سيتوقفون عن أعمالهم الثورية؟ وهل كان الأسد سيعفو عنهم؟ وتستقر سوريا؟

نعم، من المؤكد أنّ الثوار يستمدون آمالهم من تركيا، لكن الذي دفعهم إلى الثورة، هو نظام الأسد وداعموه، وعلى رأسهم إيران، وعلينا أنْ نضع النقاط على الحروف، في شهر آذار/ مارس قام مجموعة من الناس بالتظاهر ضد تعذيب مجموعة من الأطفال في درعا، وبعدها دفعت الشرطة بتعزيزات هناك وفتح الجيش نيرانه على المتظاهرين، وقتلوا المدنيين، وانتشرت المظاهرات بعد ذلك في مناطق عديدة، ليتعرض المتظاهرون لمجازر في دومة دمشق، ورفع المتظاهرون شعار “الشعب يريد إصلاح النظام”، لأنّ النظام لم يفي بوعوده الإصلاحية التي قطعها على نفسه عام 2001.

جاء رد الأسد على ذلك عنيفا، واعتبر ما يجري بأنه مدعوم من إسرائيل، وأنّ الإصلاحات لا تتم في ليلة وضحاها، وازداد غضبه بعدما هتف المتظاهرون “الشعب يريد إسقاط النظام”، وانعكس ذلك بازدياد أعداد المجازر والجرائم، وبدأ الشباب تشكيل تجمعات لحماية المدنيين من المجازر، وانشق بعض العساكر والجنود الذين رفضوا إطلاق النار على المدنيين، واشتبك هؤلاء المنشقون مع الجنود الذين أيدوا الأسد في جسر الشغور، لتتحول الأمور نحو مواجهة مسلحة.

وفي خضم هذه الأحداث، كانت تركيا تسعى بين نظام الأسد وإيران، ذهابا وإيابا، وهي تقول لهم “لا تفعلوا ذلك”، ونصحت الثوار بالبقاء بعيدا عن استخدام السلاح، وأريد التذكير بأنّ الاجتماعات التي قامت بها المعارضة السورية في تركيا في تلك المرحلة، أكدت، بطلب من تركيا، على أنها حراك سلمي، وستبقى كذلك، لكن ظلم الأسد المتصاعد لم يبق الأمور كما يجب أنْ تكون.

وبعد ذلك تعلمون ما حصل، دخل المحاربون من مجموعات البغدادي، والميليشيات اللبنانية والإيرانية، وكتائبهم، والجيش الإيراني، وبعد ذلك دخلت روسيا وحزب الاتحاد الديمقراطي وتدخلت أمريكا وأصبحت الأمور عبارة عن فوضى عارمة.

والبعض يريد أنْ يحمّل تركيا فاتورة هذه الفوضى، لكن عندما نسألهم “ماذا كان يتوجب على تركيا أنْ تقوم به؟”، لا نستطيع الحصول على إجابة، أو يقولون “كان عليها حل الموضوع بالتفاهم مع إيران”، مع أنهم يعلمون بأنّ المسؤولين الأتراك كانوا قد التقوا مع مسؤولين رفيعي المستوى في طهران عام 2012، وتحدثوا وتناقشوا، لكني أريد أنْ أؤكد لكم، كشاهد على هذه النقاشات، بأنّ إيران لم تكن تريد أنْ تسمع أي حديث عن خطة للخروج من الأزمة بسلام، بل كان همهم الأول هو القضاء على مجموعة “اللصوص” (الثوار)، وتكبرهم لم يعط للمجهودات التركية أي فرصة.

**

تركيا فعلت الصواب عندما وجهت النداء لإيران ولنظام الأسد لضبط النفس، وعندما لم يُفلح ذلك، فعلت الصواب أيضا بالوقوف إلى جانب الثوار، وباستضافة الملايين من اللاجئين، تصرفت منذ البداية بطريقة صحيحة، ووفقا لأصلها ومبادئها.

إذا كنا نبحث عن قصور في سياسة تركيا تجاه سوريا، فإننا نستطيع القول بأنه يتمثل بعدم قيامنا بدهم حقيقي للثوار من اللحظة الأولى وإرسالهم نحو دمشق، قبل حصول كل ما ذُكر في الأعلى.

هاكان ألبيراق – صحيفة قرار التركية – ترك برس[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫5 تعليقات

  1. ما قاله الأخ (هاكان ألبيراق) صواب ، و الحقيقة أن آخر جملة ذكرها لم أرى فيها تقصيراً لسببين : 1) حراك الشعب و ثواره هو ضد الدولة الكبرى الداعمة لبشار في نهاية المطاف. 2) نفس هذه الدولة حذرت دول الإقليم كله ، بما فيها تركيا، من دعم الثوار بسلاح نوعي تحت التهديد بدخولها معها في مجابهة عسكرية. و كانت وزيرة خارجية تلك الدولة تطير من بلد لآخر للتهديد ، و السياسيون المطلعون يعرفون هذا الأمر.
    شعب سوريا البطل سيقتلع شوكته بيديه بعون الله ، و منذ البداية أعلنها (يا الله ما لنا غيرك يا الله) و لن يخيبنا الله بإذنه. تركيا مشكورة و لا نريد منها أكثر مما قدمت.

  2. الخطأ التركي ان جيشهم لا يدخل الآن من المنطقة القريبة من القامشلي ويصلون إلى تدمر ليقسموا سوريا لأن هذا الحل الوحيد لتخريب مخططات الخبيثين بإقامة حزام يحيط سوريا من الشمال وآخر من الشرق وآخر من الغرب لخنق السوريين. يجب أن يكون للأحرار اتصال مع تركيا ومع المتوسط ومع أكراد العراق ومع الأردن غير هذا يكون فشل لسوريا ونجاح للشياطين

    1. العملي غير النظري ياسيد غير معروف .. اذا بتدخل تركية متل ماعبتحكي ستقوم الحرب العالمية التاسعة قبل أوانها لذلك خلينا هيك مروقين عبندبح بعضنا بهدوء وعالسكت يستر عرضك مابدنا جدا براني.

  3. نستطيع ان نقول عكس ذلك اين لم تخطئ تركيا من الوعود الكاذبة لشعب السوري لتخليصهم من مجرم بشار وخطوط الحمر الوهمية والفقعات الاعلامية وحركات الخلبية الى فتح مطاراتها والحدودها لجميع العصابات والمجرمين في العالم لقتل وذبح السوريين .

  4. تعديلا ل سوالك
    أين “لم” أخطأت تركيا في تعاملها مع الأزمة السورية ؟
    ههههههههههههههههههههه!!!