المغرب : اعتقال شباب لتناول الخمر و تبادل القبل في رمضان
اعتقل الأمن المغربي في مدينة مراكش شاباً وفتاة للاشتباه في شربهما الخمر، وذلك غداة اعتقال شاب وفتاة آخرين تبادلا قبلة خلال رمضان، وفق ما أكد مصدر حقوقي.
وقال عمر أربيب، عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في مراكش، إن “المصلين في مسجد (الأنوار) قاموا بعد انتهائهم من صلاة الفجر بمحاصرة شاب وشابة واستدعاء الشرطة التي اعتقلتهما للاشتباه في تناولهما الخمر”.
وأضاف أن “الشاب يحمل الجنسية المغربية، والفتاة التي كانت بصحبته تحمل الجنسية الجزائرية، وفقاً للمعلومات التي بحوزتنا”.
وأكد: “سنتابع الملف عبر توكيل محامٍ والاعتقال في مثل هذه الحالة غير مقبول لأن الأمر يتعلق بالحرية الفردية”.
ويعاقب القانون “بالحبس مدة تتراوح بين شهر واحد و6 أشهر وغرامة بين 150 (14 يورو) و500 درهم (45 يورو) أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط كل شخص وجد في حالة سكر”.
من ناحية ثانية أوضح أربيب أن الشرطة “اعتقلت شاباً بصحبة رفيقته في أحد أحياء مراكش بينما كانا يتبادلان قبلة”.
وتابع “تم تقديمها للنيابة العامة التي أخلت سبيلها وقررت ملاحقتهما بتهمة الإخلال العلني بالحياء العام”.
ويعاقب القانون الجنائي مَنْ يرتكب إخلالاً علنياً بالحياء، بالعري المتعمد أو البذاءة في الإشارات أو الأفعال، بالحبس من شهر الى سنتين وغرامة تتراوح بين 12 و45 يورو.
وبحسب صحيفة هافينغتون بوست ، اعتبر أربيب أن “اعتقال الناس بسبب مثل هذه الأشياء ومحاكمتهم ليس منطقياً فمسألة الأخلاق أمر نسبي، وليس هناك معايير لتحديد الأخلاق الجيدة أو غير الجيدة”.
يذكر أن جدلاً حاداً اندلع في يوليو/تموز 2015 (رمضان الماضي) مع اعتقال شابتين بتهمة “خدش الحياء العام” لارتدائهما تنورة، بعد محاصرتهما في سوق شعبي بذريعة ارتداء ملابس “مستفزة”.
وإثر موجة من الاحتجاجات والتنديد، أخلت السلطات سبيل الشابتين واعتقلت شابين أحدهما قاصر بتهمة التحرش بالفتاتين وشتمهما.
وفي سياق متصل أصدرت محكمة زاكورة (جنوب شرق) حكماً بالسجن شهرين مع وقف النفاذ وغرامة مالية قدرها 500 درهم (45 يورو) بحق شابين بتهمة المجاهرة بالإفطار نهاراً.
وأوضح عثمان رزقو، ممثل الجمعية المغربية للحقوق في المدينة، أن “اعتقال الشابين تم في الـ8 من الشهر الجاري، بعد أن أبلغ أحدهم الشرطة بأنهما يشربان الماء ويتناولان الطعام في السوق”.
ويعمل الشابان (18 و20 عاماً) في سوق الخضار، بحسب المصدر.
وأضاف رزقو: “سأل قاضي التحقيق الشابين إن كانا مسلمين فردّا بالإيجاب، ثم سألهما عن سبب إفطارهما جهاراً فقالا إنهما لم يستطيعا تحمّل العطش والجوع بسبب ارتفاع درجات الحرارة”.
وأكد أن “درجات الحرارة في زاكورة تصل في هذه الفترة الى 45 درجة مئوية”.
واعتبر رزقو “الحكم غير منطقي كونه لا يراعي الظروف الاجتماعية والمناخية، فبدلاً من عقوبة السجن كان على القاضي أن ينصح الشابين”.
وتابع أن “صوم رمضان من عدمه حرية شخصية لا يحق لأحد أن يعاقب أحداً على ذلك لأنه (لا إكراه في الدين)”.
الى ذلك، أفادت وسائل إعلام محلية، الخميس، بأن سكان مبنى في أحد أحياء مراكش شنوا “حملة تشهير” ضد ناشط حقوقي يسكن في المبنى متهمين إياه بـ”الإفطار نهار رمضان”.[ads3]