ما حقيقة المناورات الاسرائيلية – الروسية .. و هل تفعلها موسكو انطلاقاً من حميميم ؟!

على الرغم من غياب أي معلومات رسمية روسية او اسرائيلية، إلا أن تقرير موقع “#ديبكا” الاسرائيلي وكشفه عن مناورات اسرائيلية-روسية في #البحر_المتوسط، ونشر التقرير عبر شبكة “روسيا اليوم” المدعومة من حكومة موسكو يستدعي طرح تساؤلات عدّة عن دقّة التقرير ورسائله، فهل يمكن لروسيا أن توجه ضربة قاسية كهذه للنظام السوري ومحور الممانعة؟ وهل يوافق النظام الذي لم يفتح أيّ معركة مع اسرائيل من أراضيه طوال 40 عاما على السماح لروسيا باستخدام قاعدة حميميم وموانىء طرطوس كمنصة للانطلاق إلى المناورة؟

وفق التقرير، فإن هذه المناورات تعتبر الأولى في التاريخ العسكري في الشرق الأوسط التي تنطلق فيها طائرات روسية من دولة عربية هي سوريا، من قاعدة حميميم بالقرب من اللاذقية، وسفن حربية روسية ستبحر من قواعدها في طرطوس و#اللاذقية للمشاركة في مناورة مع طائرات حربية إسرائيلية وسفن حربية تابعة لسلاح البحرية الإسرائيلي التي ستنطلق من قواعدها في حيفا وأشدود. كما تحدث التقرير عن حماية روسية بحرية لممتلكات الطاقة الاسرائيلية في البحر المتوسط.

ولا يخفي المراقبون وجود تنسيق بين الطرفين الاستخباراتي والعسكري، ويشدّد العميد المتقعد الياس حنا على العودة إلى الأساسيات لقراءة هذا التقرير “أولها أن التحالف الايراني-الروسي-السوري هو تحالف ثابت وروسيا بحاجة اليه، وثانيها أن الوجود الروسي في سوريا لا يمكن أن يكون لخدمة اسرائيل، لأنّه بذلك يكون قد شرعن عمل الارهابيين، ويضاف إلى هذين العاملين أن موقع ديبكا الاسرائيلي معروف بتمرير المعلومات والدراسات المرتبطة بأجهزة الاستخبارات، وبالتالي أسبتعد حصول مثل هذه المناورات”، لكنه يؤكد “أن هناك تقارباً روسياً-اسرائيلياً حصل بعد دخول الروس إلى سوريا وخلال الفترة التي زار فيها نتنياهو موسكو، وتم التنسيق فيما يتعلق بقواعد الاشتباك، والدليل أن اسرائيل ضربت أكثر من مرة في سوريا قوافل أسلحة لـ”حزب الله” بعد دخول الروس، كما تمت أيضا عملية اغتيال سمير القنطار بوجود الروس، وأمس ذهب وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدرو ليبرمان إلى موسكو، كما لا ننسى أن اسرائيل باعت طائرات من دون طيار لروسيا، فضلاً عن تعاون مستقبلي في موضوع النفط، فهناك 4 آلاف كلم مربع الى جانب اللاذقية والشاطىء السوري تم إعطاؤها لشركة روسية للمسح الجيولوجي”.

هيبة النظام

“المناورة المشتركة لا تفيد روسيا ولا اسرائيل، فهناك تقارب اسرائيلي-تركي من جهة، وتقارب اسرائيلي-روسي، فيما هناك تباعد روسي-تركي. وبالتالي هل تُقدِم روسيا على استخدام قاعدة حميميم أي قلب النظام السوري والعلوييين، لإقلاع طائرات تشارك مع البحرية الاسرائيلية والطيران الاسرئيلي؟ في المقابل هذا لا يعني أن ليس هناك من تعاون استخباراتي عسكري روسي-اسرائيلي، لكن دون ضرب صورة وهيبة النظام في سوريا والموضوع الايراني والشيطان الاكبر والاصغر، ولهذا أشك في حصول مثل هذه المناورة وإلا تصبح مصداقية روسيا مضروبة”، يقول حنا.
أما العقيد السوري المنشق والطيار عبد الستار عساف الذي كشف أكثر من مرة عن خط مباشر من قاعدة حميميم في سوريا بين روسيا واسرائيل، فلا يستغرب حصول مثل هذه المناورات واستخدام القواعد السورية، ويقول: “ما نقله موقع ديبكا مجرد كلام وليس هناك من قرارات رسمية حتى الآن، لكن في كل الاحوال التنسيق بين روسيا واسرائيل متواصل عبر مطار #حميميم، فهناك خط ساخن بينهما، لكني استبعد أن يتحول إلى منصة لطائرات اسرائيل، ومن الممكن أن يكون منصة للطائرات الروسية التي تنطلق إلى المناورات، لأن القاعدة اساساً أصبحت روسية، وممنوع أن يدخلها الضباط والمخابرات السوريين، حتى وزير الدفاع الروسي عندما حضر إلى روسيا حطت طائرته في هذه القاعدة وبالتالي لم يعلم أحد انه على الاراضي السورية، ولم تحصل عملية استبقال أو تنسيق للزيارة”.

ارضاء اسرائيل

ويضيف: “الاكيد ان اسرائيل لن تقترب من هذه القاعدة ومن الطبيعي ان يستخدمها الروس في مناوراتهم مع اسرائيل، وقد يتم حينها عبر مطار حميميم التنسيق بين الطرفين عن طريق الخطوط الساخنة والرسائل والاتصالات ووحدات الرصد أو الرادارات الموجودة اس 400، كما أن في أي مناورة لا بدّ من غرفة عمليات واحدة للطرفين، وبالتالي لا نستبعد أن تكون في مطار حميميم، لأنها مناورات مشتركة ويكون في الغرفة مندوب عسكري عن كل دولة مشاركة بهدف قيادة الطائرات والبوارج والمدافع، لكن طبعا الامر ليس سهلاً”.

ويذكر بأنه “في حال حصلت هذه المناورات، فما سيميّزها هذه المرة ان طائرات المناورة والسفن المشاركة تنطلق من موانئ عربية مثل طرطوس وقاعدة حميميم ومن دولة عربية هي سوريا، وهذا كله نتاج زيارة نتنياهو لموسكو أكان على مستوى التعاون او تأمين الحماية لشركات الغاز، لكن لا نزال حتى اليوم لا نعرف صدقية حصولها ولا القطع الحربية المشاركة وأنواعها ونوع الذخيرة التي من المفترض الاعلان عنها، وفي شكل عام فإن اللوبي الصهيوني له جذوره وموجود في كل مفاصل الدول الكبرى التي تريد ارضاء اسرائيل”.

اما بالنسبة إلى العميد المتقاعد محمد عطوي، فإن حصول مثل هذه المناورات أمرٌ مستبعدٌ، ويقول: “من الصعب جداً ان نصدّق ما ورد في تقرير ديبكا لجهة حصول مناورات روسية-اسرائيلية، خصوصاً ان روسيا في الوقت الحاضر ملتزمة بخط دفاعي وهجومي مع الجيش العربي السوري إضافة إلى اتفاقيات تسليح ومناورات عسكرية وقتال دفاعي وهجومي مع الجمهورية الاسلامية الايرانية، كما ان الروس هم ايضاً في خلاف مع الولايات المتحدة الاميركية. ومن الجهتين يصعبُ تصديق هذا الرأي أكان لجهة التحالف الروسي مع ايران وسوريا والمقاومة، أم في الشق الآخر المتمثل في خلاف روسيا مع اميركا في طريقة ادارة المعركة ضد داعش أكان في سوريا ام في العراق، لهذا استبعد حصول مناورات مماثلة”.

كما لا يرى عطوي أي رسالة من اسرائيل إلى أميركا من هذا التقرير، ويقول: “من الصعب أيضاً القول انها رسالة إلى أميركا بسبب العلاقة الاستراتيجية مع اسرائيل، اضافة إلى أن روسيا هي المعنية بالدرجة الاولى بالشأن السوري”، أما في شأن وجود خط ساخن بين اسرائيل وروسيا، فيذكر عطوي أن “روسيا ليست دولة عربية ويحق لها أن تتعاطى مع اسرائيل كدولة مستقلة”.

محمد نمر – النهار[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد