انتقادات لاذعة ضد أول امرأة تعلق على مباريات اليورو

باتت الصحفية الألمانية كلاوديا نويمان أول امرأة تعلق على مباريات بطولة أمم أوروبا لكرة القدم، عندما غطت مباراة إيطاليا والسويد، لحساب الجولة الثانية من دوري المجموعات، على القناة الثانية الألمانية “زاد دي أف”.

ولكن وإذا كانت السيدة نويمان قد نالت ثناء زملائها و مسؤوليها على” نجاحها” في المهمة، فإنّها تعرضت، بالمقابل، لانتقادات كثيرة ولاذعة على مواقع التواصل الإجتماعي.

وعن هذه التجربة قالت نويمان في حوار مع صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” الألمانية، ونقله، موقع إذاعة ألمانيا الدولية”دوتشه فيليه”، إنها كانت واعية منذ البداية بأن اقتحام مجال اختص به الرجال تقليديا ليس بالأمر السهل.

وعن كيفية استعدادها للتعليق على مباريات اليورو أوضحت الصحفية البالغة من العمر 52 عاما، أنها تجمع الإحصائيات عن اللاعبين الذين تعلق على مبارياتهم، كما تقرأ آخر الأخبار عن أنديتهم وتبحث في تاريخ اللاعبين وخصائصهم.

ونالت نويمان ثناءً كبيراً من رئيس القسم الرياضي بالقناة الثانية الألمانية ( زاد دي أف) لأداءها الجيد في التعليق على مباراة إيطاليا والسويد. وقال ديتير غروشفيتس: “لقد علقت بكل تقدير على المباراة”.

وعلى خلاف ردود الفعل الإيجابية، تعرضت الصحفية الرياضية للعديد من التعليقات الساخرة في وسائل التواصل الاجتماعي، فبمجرد انتهاء الشوط الأول من مباراة إيطاليا والسويد انهالت تعليقات متضمنة لإهانات جنسية ضد المذيعة، خصوصا على مواقعي “توتير” و”فيسبوك”.

وأمام كثرة التعليقات الساخرة والجارحة اضطر المشرفون على موقع (زاد دي أف”)على “فيسبوك” على حذف بعض التعليقات وتوجيه رسالة لأصحابها بأن يركزوا على النقاش الموضوعي بدل توجيه النقد الشخصي للمعلقة على المباراة.

ومن جهتها لم تبد نويمان استغرابا من الهجوم الكبير الذي تعرضت له على مواقع التواصل الاجتماعي وأرجعت ذلك إلى الشعور السلبي لبعض الرجال عندما يرون سيدة تقتحم عالما ظل لحد الآن يحمل طابعا رجاليا خالصا.

وأوضحت المعلقة الرياضية قائلة: “عندما تقف صحفية في أطراف الملعب وتجري حوارات فإن ذلك يكون مقبولا لدى الجمهور. لكن عندما تتولى امرأة التعليق لتسعين دقيقة على المباراة وتدلي بمعلومات جديدة يجهلها الكثير من الرجال أو تقدم لهم رؤية مختلفة عن رؤيتهم، حينئذ يشعر البعض بالنقص لأن امرأة هي من تقوم بذلك”.

لكن هناك أسباب أخرى موضوعية قد تكون وراء ردود الأفعال السلبية للبعض على تعليق امرأة على مباريات كرة القدم كما تقول نويمان :”قد لا يعجب البعض صوت المرأة في التعليق على المباريات أو طريقتها في ذلك”.

كما أن تقبل هذا الأمر يحتاج لبعض الوقت حتى يتعود الجمهور الرياضي عليه، حيث لم يحدث في السابق أن علقت امرأة على مباريات في بطولة كبيرة مثل بطولة أمم أوروبا لكرة القدم ، وهو نفس الاتجاه الذي أرادت القناة الألمانية الثانية (ZDF) السير عليه حيث تعمدت منح نويمان مبارتين فقط للتعليق عليهما في “يورو 2016”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها