بوتين في مأزق بين فكي الأولويات العسكرية و السياسية مع النظام و إيران .. و طهران تعرض الهدنة مقابل رفع العقوبات
يبحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عشية مؤتمر استراتيجي للسفراء الروس في موسكو عن خيارات لتسوية سياسية في سورية «لا تؤدي إلى صدمة أو فراغ» في النظام السوري و «ترويض» حلفائه في دمشق وطهران، في وقت عرض الجانب الإيراني على الأميركيين والأوروبيين «صفقة» ربطت وقف النار في سورية برفع بعض العقوبات عنه، وسط زيادة الأنباء عن اختلاف الألويات بين موسكو وطهران.
وكان المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا أبلغ مجلس الأمن أن «المعضلة السورية» تكمن في كيفية تحقيق انتقال سياسي ذي معنى ولا يمكن الرجوع عنه من دون إحداث صدمة أو جزع أو كارثة في النظام السوري، وأنه لن يدعو إلى استئناف مفاوضات السلام في جنيف في الشهر الجاري على أمل توفير شروط استئنافها في تموز (يوليو) المقبل. وقال دي ميستورا في جنيف أمس، أن إمكانات عقد جولة جديدة من المفاوضات ستكون أوضح بعد أن يناقش مجلس الأمن الدولي الخيارات المختلفة في ٢٩ الجاري. وأضاف أنه كان برفقة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال زيارة قام بها الأسبوع الماضي إلى سان بطرسبرغ حيث عقدا «اجتماعاً شاملاً وطويلاً» عن سورية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف. كما أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي اخترع مصطلحاً جديداً في «منتدى أوسلو» هو تأييد «حكومة وحدة وطنية انتقالية» (بدل عبارة هيئة انتقالية كما كانت تطالب واشنطن أو حكومة وحدة وطنية كما تريد دمشق وطهران وموسكو)، لم يبدو متحمساً لاستئنافها ما لم تقم روسيا بأمور جوهرية في الأيام العشرة المقبلة.
وبحسب المعلومات، فإن بوتين يشعر أنه في «مأزق» وبضرورة استعجال البحث عن خياراته لتسوية سياسية في سورية، ذلك أنه وقع بين فكي اختلاف الأولويات العسكرية والسياسية مع طهران ودمشق وعدم الحصول على «تفاهمات صلبة» مع أميركا وحلفائها في المنطقة. لذلك، فإن الرئيس الروسي يقترب من لحظة الحقيقة التي تتطلب إما المزيد من الانخراط العسكري والتفاهم مع حلفائه أو الضغط لفرض تسوية سياسية.
وكان وزراء الدفاع الروسي والسوري والإيراني عقدوا اجتماعاً تنسيقياً في طهران، ظهر فيه اختلاف الأولويات بين رغبة طهران ودمشق بـ «استعادة حلب في شكل كامل» واقتراح وضع استراتيجية عسكرية متكاملة لتحقيق هذا الغرض ضمن سعي النظام لـ «استعادة كل شبر من الأرض»، وتمسك موسكو بالسعي الأقصى إلى «حصار» حلب لأسباب تتعلق بقناعتها بعدم وجود قدرة بشرية في الجيش النظامي لـ «استعادة كامل الأراضي» وبتفاهمات الحد الأدنى مع واشنطن وضرورة «عدم استنفار دول إقليمية سنية لأن استعادة حلب تتطلب كلفة بشرية هائلة»، لكن موسكو لا تمانع في استعادة مدينة جسر الشغور لتوفير حماية لـ «البيئة الحاضنة» للنظام في ريف اللاذقية وتطل على مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة «جيش الفتح».
اختلاف الأولويات بين موسكو وطهران فسر أسباب عدم توفير الطيران الروسي الحماية الجوية للقوات النظامية والميلشيات الموالية لها في معارك ريف حلب. كما أن ذلك فسر رمزية لقاء وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو مع الرئيس بشار الأسد والجولة في القاعدة العسكرية في حميميم (اللاذقية) للدفع باتجاه وضع عمل القوات النظامية وحلفائها تحت الأولويات الروسية، إضافة إلى ضرورة التذكير بأن «العمل العسكري الروسي في سورية يرمي إلى التوصل إلى تسوية سياسية مقبولة من اللاعبين المحليين والإقليميين والدوليين»، بحسب قول السفير الروسي في دمشق ألكسندر كينشاك لعدد من الضباط السوريين والمسؤولين السياسيين في العيد الوطني الروسي قبل أيام.
لكن «الإحباط» الروسي من دمشق وطهران، لم يصل إلى حد القطيعة لأن الخلافات لا تزال قائمة مع واشنطن. وجرى التعبير عن ذلك بمستوى التوتر العسكري عندما اقتربت مقاتلات الطرفين من حافة الاشتباك لدى قصف قاذفات روسية فصيلاً معارضاً يقاتل «داعش» ويتلقى دعماً أميركياً قرب بوابة التنف على الحدود العراقية – السورية، بحسب المعلومات. وكررت موسكو الموقف ذاته من أنه لا بد من تزويدها بالمعطيات ومواقع انتشار الفصائل المدعومة من أميركا كي لا تتعرض للضرب، ما يعني مرة أخرى الدفع إلى تعاون عميق بين الجيشين الأمر الذي لا تريده واشنطن. يضاف إلى ذلك، أن هناك اعتقاداً في موسكو من أن أميركا «لم تحسم إلى الآن قرارها في ضرب جبهة النصرة كما تفعل ضد داعش»، الأمر الذي تطالب به موسكو.
هناك اعتقاد أن بوتين الذي لم يحصل على ما يريد من واشنطن في سورية ومناطق أخرى في العالم ويرى نفسه أنه «مستهدف من الغرب» فوت فرصة لوضع النظام وإيران تحت لحاف روسيا الاستراتيجي عندما أحدث الصدمة في دمشق وطهران لدى قراره بـ «إعادة الانتشار» لقواته وطائراته في منتصف آذار (مارس) الماضي، لكنه لم يستكمل الصدمة بخطوات لاحقة.
لكن في الوقت نفسه، قوبل بـ «مقاومة» من طهران ودمشق. وبدأت أصوات النقد فيهما تتصاعد ضد السياسية الروسية. بل أن مسؤولاً إيرانياً قال في جلسة مغلقة إن «الروس في الجو ونحن على الأرض، الروس جاؤوا من مكان بعيد ونحن أبناء المنطقة. بالتالي، نحن باقون ونمسك الأرض وسنفوز». كما أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي عاتب الروس أكثر من مرة أنه سمع قرار الانسحاب العسكري من وزير الخارجية الأميركي وليس من نظيره الروسي، سعى مع القادة العسكريين الإيرانيين للتموضع في سورية بطريقة تظهر حاجة روسيا لإيران في كل خطوة من إدخال المساعدات الإنسانية إلى وقف النار إلى المسار السياسي.
وآخر التطورات حصل على هامش «منتدى أوسلو»، ذلك ظريف الذي كان دائماً يقول لكيري إنه غير مخول أن يبحث معه الملف السوري وأن تفويضه يتعلق فقط بالملف النووي، عقد محادثات تفصيلية معه (ظريف-كيري) عن تفاصيل التسوية ووقف النار في سورية سبقتها محادثات مكثفة بين مساعدي الوزيرين، قبل أن ينتقل وزير الخارجية الإيراني إلى برلين للقاء نظيره الألماني فرانك-فالتر شتاينماير. وفي اللقاءين كان العرض الإيراني نفسه: طهران مستعدة لضمان وقف شامل للنار في حال جرى تخفيف العقوبات الاقتصادية عنها. كما أن طهران أبدت «مرونة» في بحث صلاحيات الرئيس الأسد.
ابراهيم حميدي – الحياة[ads3]
نصيحة للمجرم بوتين إذا أراد الخروج من مأزقه مع الخرامنئي والأهبلوف فعليه الإعلان عن إيقاف العمليات الجوية إيقافا تاما لثلاثة أشهر مثلا وترك جيش أبو شحاطة وميليشيات الخرامنئي لوحدهم على الأرض دون دعم جوي وأنا متأكد بأن (محور الممانعة) بكل رموزه وعمائمه لن يصمد لبضعة أسابيع وسيأتي لبوتين زاحفا على الأربع معلنا موافقته على أي حل في سوريا تراه روسيا مناسبا لها وأي شيء آخر يطلبه بوتين من الممانعين شريطة وقف هزيمتهم الكاملة على الأرض وقد يكون الإعلان عن وقف الدعم الجوي أو تعليقه بداية مناسبة ربما لجسر العداوة بين روسيا والشعب السوري.
يخرب بيوتكم كلكم هل بقي شيء في سوريا لم تتاجروا به على حساب دمائنا، لعنكم الله ما أحقركم وما انجسكم أليس لديكم إحساس أم أنكم لستم بشر إنما ضواري تسير على قدمين، قبحكم الله أيها السفلة.