بوريس جونسون .. سليط اللسان الذي يطمح إلى خلافة كاميرون

بمجرد أن أعلن عمدة لندن السابق بوريس جونسون في شهر فبراير/ شباط الماضي دعمه لحملة الخروج من الاتحاد الأوروبي، تغيّرت ملامح تلك الحملة. فجونسون سياسي محبوب ويتمتع بشعبية كبيرة لدى الرأي العام البريطاني وفي صفوف حزب المحافظين أيضا. وبعد أن تزعم رسميا حملة دعاة الخروج من الاتحاد، منحها ثقلا نوعيا وهو ما أخفق فيه من قبله دعاة الخروج البارزين على غرار نايجل فراج وجورج غالوي.

وحاول رئيس الوزراء ديفيد كاميرون لأسابيع إقناع جونسون للكفاح إلى جانب الحكومة من أجل البقاء في الاتحاد الأوروبي. وأظهرت استطلاعات الرأي أنه في حال وقوف جونسون مع الجانب الآخر (المدافع عن الخروج)، فإن ذلك سيكون له تأثير كبير على الناخبين، وهذا ما حصل بالضبط.

ويشرح آدم بينكوف، نائب رئيس تحرير الموقع الإخباري “politics.co.uk”، قدرة جونسون على التأثير بالقول: “عكس غالبية السياسيين يتحدث جونسون بوضوح، ويجد خطابه آذانا صاغية لدى الناس من جميع التوجهات السياسية”. ويضيف بينكوف: “جونسون ليس كالسياسيين الآخرين، هو يقول أشياء لا يستطيع الآخرون قولها. ورغم أن تصريحاته تكون أحيانا غير موفقة و لها نتائج عكسية، إلا أن الناس لا ينسونه”.

رغم ذلك فالكثيرون يعتقدون أن قرار جونسون قيادة الجناح الداعم للخروج عن الاتحاد، خطوة انتهازية بالدرجة الأولى ولا تنم عن قناعة حقيقية لكونه يرغب فقط في تحسين فرصه ليصير زعيم حزب المحافظين.
وبعد الإعلان عن نتائج بريكسيت كان ديفيد كاميرون هو الضحية الأولى للاستفتاء، إذ أنه أعلن استقالته مشيرا إلى أن عملية الخروج من الاتحاد سيقودها رئيس وزراء آخر. وفي الوقت الحالي ينظر إلى جونسون على أنه المرشح الأكثر احتمالا لخلافة كاميرون. ولكن من يكون هذا السياسي الغامض وما سر شعبيته؟

قبل دخوله إلى عالم السياسة، كان جونسون صحفيا ناجحاً يكتب في صحف مرموقة على غرار “تايمز” و”ديلي تلغراف”. وخلال فترة توليه منصب عمدة لندن كان أجره كصحفي يفوق ما كان يجنيه من وظيفته السياسية. وبعد ثماني سنوات عمل فيها كعمدة لبلدية لندن، عاد عام 2015 إلى البرلمان كنائب.

ونجح جونسون في إثبات ذاته بتصريحاته الجريئة وروح الدعابة والسخرية الذي يتميز به، وهو الأسلوب الذين كان يروق الكثيرين لأنه يختلف مع الأسلوب السائد في صفوف السياسيين في البرلمان والحكومة البريطانيين.
وخلال إحدى الحملات الانتخابية البرلمانية عام 2005 خاطب الحاضرين بالقول: “إذا اخترتم مرشحا للمحافظين، فإن زوجته ستجري عملية تكبير لصدرها وستزداد حظوظها بامتلاك سيارة “بي ام دبليو، ام 3”. وفي عام 2012 ظهر جونسون في شريط فيديو خلال دورة الألعاب الاولمبية في لندن عالقا في عربة نقل بالكابلات فوق حشد من الناس. وكان بالنسبة للكثيرين لحظة لن تنسى، وقد حصد هذا الفيديو ملايين المشاهدات.

ووصف المعلق السياسي جيمس بلوودوورث عمدة لندن السابق قائلاً: “جونسون شخصية كاريزمية وله تأثير كبير.. وأعضاء حزب المحافظين يعرفون أن الفوز يكون دائما حليف بوريس، لكنه يلعب بشكل جيد للغاية على الوتر الإيديولوجي للحزب، وهو ما يعد مزيجا نادراً”.

وحين فاز جونسون بمنصب عمدة لندن خلال انتخابات 2008 على حساب مرشح حزب العمل كين ليفينغستون، كان ذلك أول فوز كبير للمحافظين منذ عام 1997، أي قبل فوز توني بلير بمنصب رئيس الوزراء. وفي عام 2012 فاز جونسون بمنصب عمدة لندن متقدما على كين ليفينغستون مرة أخرى، وهو ما عزز صورته كمنتصر.

البديل الأنسب لكاميرون؟

على الرغم من مظهره وتسريحة شعره المثيرة، وميله لاختيار كلمات غير مناسبة، ترجح بعض التحليلات إلى إمكانية أن يصبح جونسون خليفة لكاميرون الذي يصفه الأول بتلميذ نخبة المؤسسات إيتون وأكسفورد. غير أن العديد من البريطانيين يشككون في قدرات جونسون كسياسي. فخلال فترة توليه منصب عمدة لندن، ارتفعت على سبيل المثال أسعار النقل العمومي وشهدت العاصمة البريطانية عدة نزاعات مع النقابات حول الأسعار.

وبالنسبة لآدم بينكوف، فإن جونسون “لم يحقق الكثير من الإنجازات” في ولايته الثانية، كما أن “برنامجه الانتخابي كان هزيلا جداً”. ويضيف بينكوف أنه “وخلال السنوات الأربع الماضية شهد مقر بلدية لندن نوعا من الجمود، ويمكن القول بأنه كان مهتما أكثر بأمور أخرى كتأليف الكتب”.

وعندما استقال جونسون من منصب عمدة لندن، نشرت الصحف البريطانية مجموعة من أفضل التعليقات التي صرح بها. ورغم أن زلاته محبوبة لدى الناس، إلا أنها قد لا تتناسب مع منصب رئيس الوزراء. وفي معرض حديثه عن مدينة بورتسموث الواقعة جنوب البلاد قال إن المدينة “مليئة بالمخدرات، ونسبة السمنة منتشرة وسط الناس، إضافة إلى نسب كثيرة من الفشل، ووجود الكثير من نواب حزب العمال”.

وبدوره يعتقد المعلق السياسي جيمس بلوودوورث أن جونسون لن يكون رئيس وزراء جيد بسبب زلات لسانه الكثيرة، ليتابع “عندما يكون المرء زعيما للحزب، فإنه لن ينجح بسهولة معتمدا فقط على الملاحظات الساخرة”. (دويتشه فيله)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

One Comment

  1. الغرب تنعم كثيرا في حريه وتعبيرولاختيار قياده ولاحزاب وتمتع بكل انواع حريه حتى وصل لمرحله لم يعد يعرف الى اين يذهب بها ما يجري في اروبا حاليا هو عباره عن تراجع فكري واخلاقي لا ننظر لخروج انكلترا على انه انتخاب ابدا موضوع عكس هذا تمامولا علاقه له بلانتخاب ولا علاقه له بحريه اصلا شعب لاوربي اصبح اداه طيعه ولا يناقش لاعلام خروج انكلتر اعلامي وليس انتخاب ثبتت سلطه لاعلام بشكل واضح على حياة لاوربيه في بدايه قرن كانت سيطره كنيسه وبعدها اتت سيطره لاحزاب اليوم سيطره صحافه ولاعلام من ساق انكترا لخروج هو لاعلام موجه وليس شيء اخر هذا عصر سيطره لاعلام على مفاصل دول ولاقتصاد وكل شيء صحفي اقوى من شعب ويمكن ان يوجه شعب كما قال مثل اعطني اعلام بلا ضمير اعطيك شعب من حمير خرج لانجليز بانتخاب من اوربا سيضر لاوربين ومعهم لانكليز ويصب هذا لانتخاب في مصلحه لاتراك شيء مضحك من مسيطر على من ستتمزق بريطانيا الى ثلاث دول التي هي اصلا مكون رئيسي لها بلامس اطلقت اسكوتلندا نداء بقاء في لاتحاد لاوربي ؟؟؟ ومعروف خلاف لايرالندي مع انكلترا حتى ممكن لووليز طلب خروج ايضا وبقاء مع لاتحاد لاوربي هناك شي ما يحترق مبروك سيطره لاعلام على كل شي عصر ميديا التي ممكن ان تغير حتى نتائج حروب وكله بكميرا ومايكرفون