رغم وعود حكومية بخفض أسعار الكهرباء .. حملة مناهضة للطاقة البديلة في ألمانيا
حذر يوهانس تيسن رئيس شركة “إي أون” الألمانية للطاقة من إمكانية أن يشن حزب البديل الألماني (إيه إف دي) الشعبوي اليميني حملة مناهضة للتحول في مجال الطاقة، في حال عدم انخفاض أسعار الكهرباء.
وذكر تيسن في تصريحات لصحيفة “فست دويتشه الجماينه تسايتونج” الألمانية أن حزب البديل اكتشف في موضوع التحول في مجال الطاقة شيئا لنفسه، وعندما يتدخل الشعبويون في موضوع، فينبغي أن نكون قادرين على الكلام ونستطيع أن نثبت أننا لم نهدر المليارات.
وأشار تيسن إلى الوعود الخاصة بأن التحول في مجال الطاقة سيفضي على المدى البعيد إلى أسعار كهرباء أرخص، مضيفا أنه إذا لم نستطع أن نفي بهذا الوعد، مع تعدينا على الطبيعة، فإن هذا سيستدعي الانتقام.
وبدأت الحكومة الألمانية في أيار (مايو) بدفع مبالغ مالية لمواطنيها مقابل استهلاك الكهرباء المنتجة والفائضة عن الحاجة، وعادة ما يقوم المواطن بدفع مبلغ شهري مقابل الخدمات الأساسية التي توفرها الدولة، كالماء والكهرباء والصرف الصحي.
وفي الثامن من ذات الشهر بلغت برلين مستويات قياسية جديدة في مجال توليد الطاقة المتجددة، ويعود الفضل بذلك إلى يوم شهد سطوع الشمس وتحرك الرياح، ففي ذلك اليوم نحو الساعة الواحدة مساء كانت مصانع الطاقة الشمسية والهوائية والمائية والحيوية تزود البلاد بنحو 55 جيجاواطا من أصل 63 جيجاواطا يتم استهلاكها، أو ما يعادل 87 في المائة.
وأوضح كريستوف بوديفيلس، من منظمة “أغورا” غير الربحية التي تعنى بالطاقات البديلة في ألمانيا، أن لدينا حصة عظيمة من الطاقة المتجددة كل عام، وقد تكيف نظام الطاقة مع هذا بشكل تام، ويظهر هذا اليوم مرة أخرى أن نظاما مع كمية ضخمة من الطاقة المتجددة يعمل بصورة جيدة، وتسعى ألمانيا للاعتماد بالكامل على الطاقة البديلة بحلول عام 2050.
وكان مزيج الطاقة المتجددة وصل العام الماضي إلى 33 في المائة، وفقا لتقرير “أغورا إينيرجويند” الألمانية المتخصصة بأبحاث الطاقة النظيفة، ومن المتوقع أن يرفع بدء تشغيل مصنع طاقة رياح جديد هذه النسبة إلى درجات أعلى.
ويقول المنتقدون إنه بسبب الارتفاع والهبوط اليومي في الطاقة المتجددة -مع شروق ومغيب الشمس وتحرك الرياح وسكونها- فسيكون لها دور محدود في توريد الطاقة للاقتصادات الكبرى.
لكن مثل هذا الأمر يبدو غير مرجح في ألمانيا التي تخطط للوصول إلى إنتاج طاقة متجددة بنسبة 100 في المائة بحلول عام 2050، كما أن توربينات الرياح الدانماركية تولد في بعض المراحل كهرباء أكثر مما تستهلكه البلد، وتصدر الفائض إلى ألمانيا والنرويج والسويد.
ولم يكن فائض الطاقة بألمانيا جيدا كله، فالنظام ما يزال جامدا جدا بما يعيق الاستجابة السريعة لمؤشرات الأسعار بين موردي الطاقة والمستهلكين، فرغم أن محطات توليد الكهرباء بالغاز فقد توقفت في ذلك اليوم فإن محطات الطاقة النووية والفحم لا يمكن إغلاقها بالسرعة ذاتها، لهذا ظلت تعمل وكان يتحتم عليها أن تدفع لتبيع الطاقة إلى الشبكة لعدة ساعات، في حين أن العملاء الصناعيين كمصافي النفط ومسابك المعادن كسبوا المال باستهلاك الكهرباء. ( DPA )[ads3]