” أدارت لعبة الانتظار بشكل ماهر ” .. واشنطن بوست : ” جبهة النصرة ” خطر جهادي جديد داخل سوريا يلوح في الأفق
ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية الصادرة اليوم الأربعاء، أنه بينما نجح التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في السيطرة على أراضي كانت خاضعة لتنظيم داعش الارهابي في سورية، بدا مسئولون دوليون أكثر خوفا من تنامي نجم جماعة جهادية أخرى قد تشكل تهديدا أكثر خطورة على المدى الطويل، وهي جماعة جبهة النصرة التي تنتمي لتنظيم القاعدة الدولي.
وقالت الصحيفة –في تقرير لها عبر موقعها الالكتروني- إن جبهة النصرة أحسنت ادارة “لعبة الانتظار” بشكل ماهر على مدار الأربعة أعوام الماضية، حيث ادمجت نفسها مع فصائل معارضة أكثر اعتدالا وقامت بتشجيع المقاومة السنية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.كما أنها تجنبت في الغالب شن هجمات إرهابية خارج سوريا أو استهداف القوات الأمريكية. وفي غضون ذلك، فضلت الجماعة توثيق علاقتها بالجماعات المعارضة المحلية مثل جماعة أحرار الشام المدعومة من جانب تركيا وقطر والمملكة العربية السعودية.
ومع ذلك، أضافت الصحيفة:” أن الطموحات الجهادية العالمية لأسامة بن لادن تبقى جزءا أصيلا في إيديولوجية جبهة النصرة. فيما كشف مسئولون أمريكيون عن أدلة بشأن اعتزام الجماعة التخطيط لشن عمليات إرهابية خارجية ضد أوروبا والولايات المتحدة وأن عملائها حاولوا مؤخرا تجنيد مجتمعات اللاجئين السوريين في أوروبا”.
وأوضحت الصحيفة أن “معهد دراسات الحرب” الذي يتابع عن قرب احدث التقارير والأخبار الواردة من سوريا، أصدر تحذيرا صارخا بشأن المخاطر المحتملة من جراء صعود نجم جماعة جبهة النصرة، كما توقع المعهد أن جبهة النصرة ستنجح بحلول شهر يناير من العام القادم في إقامة إمارة إسلامية في شمال غرب سوريا وأنها ستندمج بشكل أكبر مع جماعة أحرار الشام- المفترض أنها أكثر اعتدالا منها.
واعتبرت (واشنطن بوست) أن السؤال الأكثر إلحاحا في الوقت الراهن بالنسبة لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما يدور حول كيفية محاربة جبهة النصرة بينما تتحرك الجماعة لملئ الفراغ الذي تركه تنظيم داعش الارهابي بسبب فقدانه لأراضيه وشعبيته.ولكن كما هو الحال مع معظم نواحي الحرب في سوريا، فإن الإدارة الأمريكية لن تجد نفسها إلا امام أسوء الخيارات، وهنا يتجلى السؤال حول ما إذا كانت واشنطن ستضطر للتحالف مع روسيا لتحجيم خطر جبهة النصرة، على حد قول الصحيفة.
وفي هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يتحرك في هذا الاتجاه لمحاولة إضعاف شوكة جبهة النصرة قبل أن تزداد خطورتها، فهو يعتزم تفعيل خطة تتضمن شن عمليات أمريكية-روسية ضد الجماعة وكذلك ضد تنظيم داعش.كما يأمل في التقليل من هجمات الأسد ضد قوات المعارضة المعتدلة من أجل أن تستولي هذه القوات على الأراضي في سوريا ما بعد تنظيم داعش – بدلا من أن تقع في يد جبهة النصرة.
ومع ذلك، أردفت (واشنطن بوست) تقول إن دبلوماسية كيري تعاني من ضعف الموقف التفاوضي للولايات المتحدة، في حين تعتبر روسيا وسوريا أنهما تنتصران في حربهما؛ حيث نجحتا في إحكام الحصار ضد محافظة حلب وغيرها من معاقل المعارضة، لذلك فلا توجد لديهما الدوافع لتقديم أي تنازلات للتعاون مع واشنطن.وعلى النقيض،فإن الولايات المتحدة فشلت في جهودها الاستخباراتية التي بدأتها قبل ثلاثة أعوام لبناء قوات معارضة معتدلة في سوريا قادرة على إزاحة متمردي جبهة النصرة وحلفائها من السنيين.
وأخيرا، قالت الصحيفة الأمريكية إن الحرب الأهلية في سوريا لازالت تشكل – وبعد مرور خمسة اعوام على اندلاعها – المعضلة الأكبر لدى المجتمع الدولي والولايات المتحدة بشكل خاص، فالتحالف مع روسيا ضد جبهة النصرة قد يُزيد من الدعم الذي تتلقاه الجماعة داخل سوريا ويزيد من دعم السنة لها، بينما الاستمرار في السياسة الراهنة لواشنطن قد يؤدي إلى مزيد من الاخفاقات.
ورأت (واشنطن بوست) أن أفضل اتجاه امام الادارة الأمريكية حاليا يتمثل في توفير الدعم الانساني والأمني والاستخباراتي في المناطق التي تحررت من سيطرة كل من نظام الأسد والجهاديين على حد سواء. (alwafd)[ads3]