جندي تركي ينتحر رافضاً الانصياع للأوامر بإطلاق النار على المتظاهرين ليلة الانقلاب
نشرت وسائل إعلامية تركية تسريبات من كاميرات المراقبة في مطار صبيحة غوكتشين في اسطنبول، تظهر قيام جندي تركي بالانتحار، رفضاً للأوامر التي تلقاها بإطلاق النار على المتظاهرين الذين تجمهروا رفضاً للمحاولة الانقلابية، ليلة الخامس عشر من تموز/يوليو الجاري.
وظهرت في الفيديو مجموعات من المتظاهرين وهم يحاولون إنقاذ ضابط الصف فرحات داش ونقله عبر سيارة الإسعاف، بعد محاولته الانتحار بإطلاق النار على نفسه بعد الهتاف: “أنا لست خائناً للوطن!!”، بحسب ما نقل عنه.
وقد فارق فرحات داش، 25 عاماً، الحياة برصاصة في الرأس.
وفي هذه الأثناء، تمكنت قوات الشرطة من القبض على بقية الجنود المرافقين له، وخلال نقلهم الى أحد مراكز الشرطة المجاورة، فتحت قوات عسكرية تابعة للانقلابيين النار على دورية الشرطة، متسببة في مقتل الشرطي أوزان أوزين.
يذكر أن إبراهيم دونات، أحد الجنود الذين كانوا يرافقون فرحات في نفس الدبابة المتوجهة إلى مطار صبيحة غوكتشين، قال في إفادته أمام الشرطة أن الأوامر قد وصلت إلى فرقته ليلة الانقلاب ما بين العاشرة والعاشرة والنصف مساء، حيث أمروا بالخروج بالدبابات دون أن يعلموا طبيعة المهمة، مشيراً إلى أن قيادته قد أكدت أن الأوامر أتت من قيادات عليا وأن المتخلفين سيواجهون المحاكمة.
وبعد الاستعداد بملئ الذخيرة اللازمة أمروا بالتوجه إلى مطار صبيحة غوكتشين واستخدام الطريق العام الإسفلتي. وأضاف إبراهيم دونات: “وعند الاقتراب من المطار، رأينا أن الناس قد أغلقت بعرباتها الطريق المؤدية للمطار، مما اضطرنا للتوقف. وفي هذه الأثناء وصلت الأوامر بالانسحاب. لكن أفراداً من الشعب أحاطوا بنا من كل اتجاه، فلم نستطع الانسحاب. وكان المتجمهرون يصرخون: ألستم أبناء هذا الشعب، هذا انقلاب! ومرت قرابة الساعة قبل أن ندرك تماماً أن ما يجري كان انقلاباً.
وفي هذه الأثناء، صرخ الجندي فرحات داش قائلاً: “أنا لست خائناً للوطن” وأطلق النار من مسدسه على أسفل ذقنه. وقد شهدنا على ذلك أنا والقناص سلامي غوكتورك، وعندها فتحنا الباب العلوي للدبابة، فتوافد المواطنون لإنقاذ فرحات ونقله إلى المستشفى، قبل أن يتم تسليمنا الى الشرطة”. (SABAH)[ads3]