جدل عراقي حول تولي الإيراني ” قاسم سليماني ” إدارة معركة الموصل
رفض اتحاد القوى، وهو أكبر ائتلاف سياسي في البرلمان العراقي، الخميس، تولي قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني إدارة الحملة العسكرية المرتقبة لاستعادة الموصل (شمال) من قبضة تنظيم داعش.
وقالت القيادية في اتحاد القوى ساجدة محمد، للأناضول، إن “مشاركة الحشد الشعبي في معركة تحرير الموصل ممكن ولا اعتراض عليه ان كانت فصائل الحشد تأتمر بأمر القائد العام للقوات المسلحة”.
وشددت محمد، في الوقت نفسه، على أن “وجود أشخاص غير عراقيين يقودون معركة الموصل أمر مرفوض”.
يأتي هذا الرفض، بعد أن قال المتحدث باسم فصائل الحشد الشعبي، أحمد الأسدي، إن سليماني سيقود الحملة المرتقبة ضد داعش في الموصل.
وقالت القيادية في الائتلاف السني، إن “وجود سليماني بمعركة الموصل أمر معيب وينعكس سلبا على الحشد الشعبي مباشرة ويعطي انطباعا بأنه غير قادر على إدارة المعارك بنفسه”.
وأشارت محمد، إلى أن “معركة الموصل لا تحتاج الى وجود سليماني لان القوات العراقية قادرة على حسم المعارك”.
ولم يعلن العراق جدولا زمنيا لتحرير الموصل، لكن القوات العراقية تشن منذ استعادة الفلوجة، كبرى مدن الأنبار، قبل نحو شهرين هجمات لاستعادة مناطق واقعة جنوب وجنوب شرق الموصل تمهيدا للهجوم على المدينة.
وتعهد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بانتزاع المدينة من داعش قبل نهاية العام الجاري.
وحاول العبادي، الذي تصفه وسائل إعلام بـ “الشيعي المعتدل”، منذ توليه السلطة قبل نحو عامين التقرب من المكون السنّي، الذين يشتكون من تطبيق سياسات طائفية بحقهم خلال ثماني سنوات من تولي نوري المالكي رئاسة الوزراء.
ويحاول العبادي استمالة السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة داعش لجانب الحكومة.
وتدعم طهران فصائل شيعية ضمن الحشد الشعبي، متهمة بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين السنّة، في المناطق التي يجري استعادتها من داعش.
وقلل صادق مهدي القيادي في ائتلاف دولة القانون، بزعامة نوري المالكي، من أهمية تصريحات المتحدث باسم الحشد الشعبي. وقال مهدي، وهو نائب في البرلمان، للأناضول، إن “قرار مشاركة اي جهة بمعارك تحرير الموصل سيخضع لقرار قيادة العمليات المشتركة والقائد العام للقوات المسلحة”.
واضاف ان “قيادة العمليات المشتركة هي المسؤولة عن تحديد المستشارين والقوات التي ستشترك بمعركة الموصل”.
وبشأن امكانية وجود سليماني في معركة الموصل، اشار مهدي الى ان “الحكومة العراقية تقدر جميع انواع الدعم الذي تقدمه الدول الصديقة عبر المستشارين الذين يقدمون خدمات للعراق لمحاربة داعش”.
من جهته، قال عبد العزيز الظالمي عضو كتلة الاحرار التي يقودها مقتدى الصدر (زعيم التيار الصدري)، الخميس، إن مشاركة اي جهة في معركة الموصل بما فيهم المستشارون الاجانب يخضع لقرار الحكومة العراقية.
واضاف الظالمي لـ”الأناضول”، إن “مشاركة المستشارين الاجانب في مهمة تقديم الاستشارة من اختصاص الحكومة العراقية حصرا، ولاتوجد اي جهة اخرى قادرة على فرض اي توجه على قرار الحكومة”.
وبشأن امكانية مشاركة قائد فيلق القدس الايراني، في معركة الموصل، قال الظالمي إن “القرار يعود الى الحكومة، والقوات العراقية والحشد الشعبي حرروا المناطق من قبضة داعش، والمناطق الاخرى ستحرر من قبل القوات العراقية”.
وكان الأمين العام لمنظمة بدر والقيادي البارز في الحشد الشعبي هادي العامري قد قال، الثلاثاء في تصريح لعدد من وسائل الإعلام، إن مقاتلي الحشد سيشاركون في الحملة العسكرية لاستعادة الموصل.
وجاء تصريح العامري بعد يومين من دعوة منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان، قادة العراق والمسؤولين الأمريكيين لمنع إشراك فصائل في الحشد “لديها سجلات انتهاكات خطيرة” في الحملة العسكرية لاستعادة الموصل.
ووفق تقرير المنظمة فإن الفصائل المتهمة بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين السنة “تشمل مكونات من الحشد الشعبي مثل فيلق بدر وكتائب حزب الله وغيرهما من الجماعات”.
وقالت المنظمة، ومقرها نيويورك، إن الفصائل الشيعية متهمة بارتكاب عمليات اعدام ميدانية واحتجاز وتعذيب مئات المدنيين خلال الحملة العسكرية الأخيرة في الفلوجة غربي البلاد.
والموصل ثاني أكبر مدينة عراقية، وأكبر مدينة في قبضة تنظيم داعش وتبعد مسافة 400 كيلومتر شمال بغداد، وسيطر عليها التنظيم المتشدد اثناء الهجوم الكاسح، صيف 2014، قبل ان يتمدد في غضون ايام شمالي وغربي العراق. (ANADOLU)[ads3]
الله يرحمك يا أبو عدي …