بعد النووي .. كوريا الشمالية تنتج ” فياغرا “ بقدرات ” خارقة ” !

يبدو بأن كوريا الشمالية، بعد أن انشغلت طويلًا بتطوير ترسانة نووية وصواريخ باليستية، زعمت، أخيرًا، أنها تمكنت من إنتاج نوع جديد من الفياغرا، من مكونات عشبية، وله قدرات خارقة، وفق الإعلان المرافق للمنتج الدوائي متعدد الاستعمالات.

ووفقًا لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، طالما روّجت كوريا الشمالية لمزاعم غريبة فيما يتعلق بمنتجاتها الصيدلانية، مثل الإبر التي تشفي من كل شيء ابتداءً من انفلونزا الطيور وصولاً إلى السكري والغرغرينا. ليأتي مؤخراً “نيو فياغرا” الذي تزعم كوريا الشمالية بأنه نسخة عشبية من عقار فايزر الشهير.

ووفقاً للإعلان المرفق بالعقار، فإن هذا الدواء لا يعالج الضعف الجنسي عند الرجال والنساء فحسب، بل يقضي على آلام الظهر وارتفاع ضغط الدم أيضًا ، وللتأكد من نجاح العقار أحضر مراسل “واشنطن بوست” عبوة من الدواء، بعد زيارته لبيونغ يانغ وأرسلها لمختبرات فايزر في ماساتشوستس لتخضع للفحوصات.

واكتشف المحللون أن كل جرعة من نيو فياغرا، والتي تم تصنيعها على شكل حبيبات تشبه الأدوية الكورية التقليدية، تحتوي على 50 ملليغرام من السيلدانيفل وهي المادة الفعالة في الفياغرا، حيث أن الحبة الزرقاء الصغيرة تحوي جرعات من 50 – 100 ملليغرام.

ومن جانبه، قال مدير الفريق الأمني للشركة المصنعة للفياغرا “فايزر” الدولية في أسيا والمحيط الهادي ياسر يامن للصحيفة: “لقد أظهر الفحص المخبري أن العقار المسمى نيو فياغرا يحتوي على مادة السيلدانيفل التي تعتبر المادة الفعالة في الفياغرا، ولكن الجدير بالذكر هو أن صيغة وتركيبة السيلدانيفل الموجودة في هذا المنتج تختلف عن التركيبة المعتمدة لدى فايزر.”

ومع ذلك لم تفصح فايزر ما إذا كان هذا العقار المنافس يعمل حقًا أو ما إذا كان آمنًا، حيث أنها وذلك لأنها لم تنفذ أي تجارب سريرية على العقار، كما لم ينجح المراسل بإقناع أي من أصدقائه الذكور بتجربة هذا المنتج.

في حين أن نيو فياغرا التي تم تصنيعه بواسطة المركز الطبي الكوري الذي تمتلكه الدولة وتروجه على أنه “دواء عشبي” على الرغم من احتوائه على مادة السيلدانيفل المصنعة “يشكل خطرًا على صحة وسلامة المريض” بحسب قول يامن.

وبعد دراسة الدواء الذي تم إرساله إليهم عن طريق صحيفة واشنطن بوست، قالت فايزر أنها “تدرس حالياً” قرار رفع دعوى قضائية على الشركة الكورية بتهمة التعدي على حق المصنع وبراءة الاختراع.

ويباع نيو فياغرا في كوريا الشمالية والمناطق المحيطة بها، ولوحظ تسويق المنتج في بعض المناطق في شمال شرقي الصين بسعر يتراوح بين 12 – 15 دولار أمريكيًا للعلبة التي تحوي 3 قوارير.

ووفقاً لشبكة إرم نيوز ، تحتوي العبوة على صورة لأشجار حول بحيرة، كما تحوي كتابات تزعم بأن المنتج قادر على “تنشيط القدرة الجنسية بشكل فوري، من (15 – 30 دقيقة)” للرجال والنساء، بالإضافة على قدرته على معالجة آلام الظهر والكتف الركبة وتخفيف أعراض الشلل وتعطل الكلى وآلام العصب الوركي وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين في الدماغ.

وتقول النشرة المصاحبة للعبوة: “لقد تم الاعتراف رسميًا وفي العديد من البلدان بقدرة المنتج على زيادة القدرة الجنسية بشكل أفضل من السيلدانيفل الأمريكي (فياغرا)”، وشملت النشرة المرافقة للمنتج بعض التعليقات من المستهلكين، حيث قال “وو” البالغ من العمر 35 عامًا: “لقد تمكنت من الحصول على طفل ظريف بعد استعمال 10 عبوات من هذا المنتج، بينما لم يكن لدي في السابق شيء سوى حيوانات منوية ميتة”.

أما بعد كل هذا الترويج يبدو من الواضح أن هذه المزاعم غير منطقية ومبالغ فيها، إلا أن لي هاي كيونغ، الذي عمل كصيدلي في مستشفى في كوريا الشمالية قبل أن يمتلك تصريحًا للعمل في كوريا الجنوبية الآن، يقول إن مزاعم كوريا الشمالية ليست دائمًا خيالية وخالية من الصحة.

حيث يقول لي: “لا يجدر بأحد الاستهانة بكوريا الشمالية. إن الفرق الحقيقي الوحيد بين الصيدلانيين في كوريا الشمالية ونظرائهم في كوريا الجنوبية هو البنية التحتية فقط، فعلى الرغم من افتقار الصيدلانيين في كوريا الشمالية للكهرباء والمواد الخام، إلا أن مهاراتهم الفنية جيدة.”

وبالواقع، فإن المصانع الدوائية في كوريا الشمالية تعطلت بشكل شبه كامل مثل العديد من القطاعات الصناعية بالتزامن مع العقوبات الدولية، حيث يستورد العديد من المنتجات الصيدلانية من الصين لبيعها في السوق المحلي، ويتبرع بالعديد من أدوية الأمراض المزمنة من قبل المنظمات الإنسانية مثل عقار معالجة السل المقاوم للعقاقير والذي يستورد من كوريا الجنوبية.

وبالعودة لنيو فياغرا، فعلى الرغم من أن العبوة تبدو كورية 100%، إلا أن المنتج يبدو مجهزًا للتصدير. يقول الطبيب كيم جيونغ ريونغ، طبيب من جنوب كوريا عمل في الحديقة الصناعية للكوريتين في الجزء الشمالي من الحدود لمدة 7 سنوات، أن نيو فياغرا وغيرها من الأدوية ليست مجهزة للاستعمال المحلي بل لكسب العملة الأجنبية.

فيما تبيع مواقع إلكترونية في الصين وروسيا منتجات من كوريا الشمالية مثل كامدانغ ونيو فياغرا وتيترودوكاين، الذي من المفترض أن يعالج العديد من الامراض مثل السل والإيدز، بالإضافة إلى عقار تشونغ وال الذي يشاع أنه يقوم بنفس وظيفة الفياغرا.

ويشير كيم أن منتجات كهذه تجلب الفخر والمال: “تهتم كوريا الشمالية بالدعاية تمامًا مثل اهتمامها بتوليد الربح.. إن اختراع دواء جديد في كوريا الشمالية باستعمال تكنولوجيا من البلاد يمكن أن يعزز من فخر الشعب بدولته خصوصًا إذا كان الدواء يعالج أمراضًا خطيرة”.

ولطالما قامت كوريا الشمالية بسرقة منتجات من أماكن أخرى ابتداء بسجائر مارلبورو وصولاً إلى العملة الأمريكية. ففي منتصف العقد الماضي، قامت الدولة بسرقة وصفة الفياغرا وتصنيع عقار مشابه ولكنه كان أبيض ودائرياً بدلاً من أزرق وماسي الشكل.

بدورها تقول الخبيرة بنشاطات كوريا الشمالية غير الشرعية شينا تشيستنات جريتينز: إن العديد من الناس ظنوا مؤخرًا أن كوريا الشمالية قد امتنعت عن نشاطاتها غير الشرعية، ولكن الحقيقة أن كل ما حدث هو أن الدولة قد قامت بالانتشار الى مناطق جديدة، مضيفة: أن القائمين على هذا الأمر مبدعون جدًا وقادرون على التأقلم بشكل جيد، فهم دائمًا ما يقومون بتطوير شرائح جديدة من الأعمال في حال تعطل إحدى محاولاتهم.

وتمكنت كوريا الشمالية من تجنب العديد من العقوبات الاقتصادية الهادفة إلى تقليل قدرتها على تمويل برامجها النووية والصاروخية وذلك من خلال تجربة أنماط جديدة لتوليد الأموال بالخداع والادعاء أن هناك منتجًا أقوى من فياغرا عشبي التكوين.

وتقول جريتينز: “إذا كان هذا العقار ناجحًا حقًا، فإنه يمكن أن يكون جذابًا للعميل الصيني، ومن المعروف أن المستهلكن الصينيين يلجؤون كثيرًا للمنشطات الجنسية بأنواعها من الجينسينج وفطر اليرقة إلى الأعضاء التناسلية الذكرية للثيران و الغزلان ! ” مضيفة: “أعتقد أن مجموع هذه النشاطات والقدرات هي ما ساعد كوريا الشمالية على تحمل العقوبات الاقتصادية، ويبدو أن الجولة الجديدة من العقوبات سوف تنتج الأمر نفسه: البحث عن طرق جديدة لتجنبها والمراوغة”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها