دويتشه فيله : بداية متعثرة لادماج اللاجئين في سوق العمل بألمانيا

يقول كاي كوماتسكي رئيس منشأة تدريب على البناء في برلين إن العائق الأول الذي يقف في وجه اندماج اللاجئين بالعمل هو اللغة الألمانية التي لا يتقنها كثيرون، إذ أن الشهور الماضية شهدت قدوم مجموعة من اللاجئين من أجل تعلم أساسيات البناء بمبادرة من جمعية مهنة البناء بألمانيا. وكانت اللغة من جملة المشاكل التي صادفتهم.

من بين مئات اللاجئين اختير 13 لاجئا لبدأ التدريب بإشراف من كوماتسكي، إذ يتضمن برنامج التدريب تعلم البناء والنجارة واللغة الألمانية، ومن المعروف أن مجال البناء يعرف طلبا كبيرا في برلين وذلك من حيث عدد العمال، خصوصا أن السنوات القادمة ستشهد بناء أكثر من مائة ألف شقة جديدة في العاصمة برلين. وفي هذا الصدد يضيف كوماتسكي ” نحن بحاجة لأكبر عدد من اللاجئين، ولكن أزمة قلة العاملين المؤهلين بألمانيا لا يمكن حلها باستقدام اللاجئين فقط”.

إجراءات معقدة

تحاول مبادرة كوماتسكي تحييد البيروقراطية التي تعيق اندماج اللاجئين في السوق، ففي مجموعته التي تضم 13 شخصا، تمكن 7 أشخاص من الاستمرار، فيما استعانت البقية بتلقي دروس في صفوف الاندماج. وفي هذا الشأن يقول كوماتسكي إن “الدروس التي توفرها الدولة للاجئين، تتعلق بشكل أساسي بتعلم اللغة الألمانية من أجل الاندماج في المجتمع الألماني”. وبالنسبة لهذا الأخير فقد كان الأمر أشبه بالكارثة لكون الدولة استثنت مراهقين من هذا المشروع.

راينر كلينغهولتس مدير مؤسسة برلين للإسكان والتنمية،يقول إن 10 مبادرات لإدماج اللاجئين كانت تتعثر بالإجراءات البيروقراطية، وقام بإلقاء نظرة على اندماج اللاجئين في سوق العمل بألمانيا، وذلك بغية معرفة النجاح الذي حققته المبادرات لإيجاد فرص عمل للاجئين.

مبادرات ناجحة

ما يقارب 1.5 مليون لاجئ قدموا إلى ألمانيا في عشر الأشهر الأخيرة، 75 بالمائة منهم تحت سن الثلاثين، وأغلبهم رجال، لكن يقول راينر كلينغهولتس إن انتقال هؤلاء من لاجئين إلى عاملين عملية صعبة، إذ أن 2 بالمائة فقط من اللاجئين يتقنون اللغة الألمانية والقلائل ممن يتوفرون على المؤهلات المطلوبة أو الحد الأدنى من التعليم “اغلبهم يريدون كسب المال بأسرع وقت ممكن، ولكن من الصعب إقناعهم بأن الحصول على وظيفة يتطلب التوفر على مهارات مطلوبة في السوق العمل الألمانية، ولذلك فمن المستبعد حصولهم على وظيفة” يقول كلينغهولتس.

وبحسب الدراسة التي أنجزتها مؤسسة برلين للإسكان والتنمية أن 8 بالمائة فقط من طالبي اللجوء يتمكنون من العثور على عمل في عامهم الأول في ألمانيا. إذ أن الشركات الكبرى مترددة جدا إلى حد الآن بشأن توظيف اللاجئين. غير أن 100 شركة ألمانية انخرطت في مبادرة ” نحن معا” لإدماج اللاجئين في الشغل، بيد أن المبادرة لم تمكن من تشغيل سوى 450 لاجئا. وتعمل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على دراسة المشكلة، وذلك في مؤتمر يتوقع تنظيمه في منتصف سبتمبر، بغرض مناشدة المسؤولين التنفيذيين في الشركات الألمانية لتقديم المزيد من فرص التدريب والعمل للاجئين.

كما أظهرت الدراسة فعالية المبادرات الفردية التي يتخذها المواطنون الألمان من أجل مساعدة اللاجئين على إيجاد وظائف لهم، إذ أن 60 بالمائة من الوظائف التي حصل عليها اللاجئون هي نتيجة للعلاقات الشخصية التي يملكها اللاجئ مع المعارف والأصدقاء، بينما حصل 20 بالمائة منهم فقط على وظيفة بجهود من الدولة.

ويتفق الباحث كلينغولز والمدرب كوماتسكي على أن العامل رقم واحد المساعد على الحصول على وظيفة هو إتقان اللغة الألمانية، من أجل الاندماج في سوق العمل، أما كلينغولز الذي يظهر أقل تفاؤلا يرى أن الطريق مازالت طويلة أمام اللاجئين للاندماج.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها