تضاؤل الآمال بالعثور على عشرات اللاجئين المفقودين في غرق المركب قبالة مصر

تتواصل عمليات البحث عن عشرات المفقودين الخميس، قبالة الشواطئ المصرية بعد غرق مركب صيد كان يقل حوالى 450 مهاجراً، بحسب شهادات الناجين.

وبلغ عدد القتلى، بحسب الارقام الرسمية، 42، بينما تم إنقاذ 163 شخصاً في المنطقة التي غرق فيها المركب، على بعد 12 كيلومتراً قبالة مدينة رشيد على الساحل الشمالي لمصر.

وتوقع مصدر طبي، أن “ترتفع حصيلة القتلى”. وقال المصدر “كانت هناك ثلاجة مخصصة للسمك لم يتم فتحها بعد. لا بد أن في داخلها العديد من الاشخاص”.

وكان حوالى عشرة ناجين أفادوا ان حوالى مئة شخص كانوا يتواجدون في هذه الثلاجة. كما أشار الناجون الى أن المركب انقلب بسبب الحمولة الزائدة.

وقال المصري أحمد محمد (27 عاماً) من على سرير المستشفى، “كنا مئتي شخص على المركب، زحمة قوية، وقلنا هيا بنا ننطلق، فقيل لنا، ننتظر خمسين شخصا فقط، لكن جاء 250″.

وأضاف “مال المركب على جنبه وبدأ يغرق. كان ذلك كيوم القيامة. كل واحد يحاول إنقاذ نفسه”.

وسبح أحمد حوالى عشرة كيلومترات قبل ان يتم انتشاله.

على الشاطئ شمال رشيد، تجمع صباح الخميس عشرات الاشخاص، وكان بعضهم يتلو القرآن، في انتظار معلومات عن اقاربهم المفقودين.

في القاهرة، أعلن مسؤولون في الامن والقضاء الخميس توقيف أربعة مصريين يشتبه بأنهم مهربون.

وقال مسؤول في النيابة العامة التابعة لمدينة رشيد ان الموقوفين الاربعة مصريون وكانوا بين الناجين ال163. وقد اتهموا رسمياً ب”تهريب البشر” و”القتل غير العمد”.

وتحولت مصر منذ وقت قصير الى نقطة انطلاق لعدد متزايد من المهاجرين بشكل غير قانوني، مستعدين لدفع مبالغ طائلة من اجل القيام برحلة محفوفة بالمخاطر نحو أوروبا.

ومنذ بداية الربيع، تم إنقاذ مئات المهاجرين على متن مراكب متهالكة، أو تم اعتراض مثل هذه المراكب من جانب خفر السواحل المصريين. لكن لم يسجل في المدى المنظور حادث غرق بهذا الحجم.

– نحو إيطاليا –

وتم وضع 157 ناجياً من اصل 163 قيد الحجز في مخفر الشرطة في رشيد، وغالبيتهم من المصريين. لكن بين الناجين أيضاً سودانيون وصوماليون وسوريون.

وذكر مسؤول في مدينة مطبوس الواقعة شمال رشيد علي عبد الستار مساء الاربعاء، إن بين الناجبين عشر نساء وطفل و31 شاباً.

وبحسب المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة، تشكل الرحلات من مصر نسبة عشرة في المئة من الواصلين الى اوروبا بطريقة غير قانونية، غالباً بواسطة رحلات بحرية صعبة وخطرة.

وكانت السلطات المصرية أعلنت الثلاثاء، انها اعترضت مركباً يقل 68 مهاجراً، ثم اعترضت مركباً آخر الاربعاء يقل 294 شخصاً.

ومنذ حزيران/يونيو، عبرت الوكالة الاوروبية لمراقبة الحدود (فرونتكس)، عن قلقها من تزايد عدد المهاجرين الذين يحاولون الوصول الى اوروبا بحراً انطلاقاً من مصر.

وقال مدير الوكالة فابريس ليجيري “هذا العام، يناهز عدد عمليات العبور بواسطة سفن الألف، باتجاه ايطاليا والعدد في ازدياد”.

وأكد أن إغلاق طريق البلقان الذي كان يسلكه المهاجرون الراغبون في الوصول الى دول شمال اوروبا وإبرام اتفاق بين الاتحاد الاوروبي وأنقرة لمكافحة الهجرة، انطلاقاً من السواحل التركية، دفع الراغبين في الوصول الى اوروبا الى البحث عن خيارات اخرى، أبرزها شواطئ شمال افريقيا، لا سيما ليبيا، في اتجاه إيطاليا.

وبحسب المفوضية العليا للاجئين، “تجاوز عدد اللاجئين والمهاجرين الذين وصلوا السواحل الأوروبية عتبة 300 ألف شخص” في 2016.

وهذا العدد أقل بكثير من أعداد الوافدين خلال الاشهر التسعة الاولى من العام 2015 (520 ألفا)، لكنه يبقى أعلى من الرقم المسجل لكامل العام 2014.

وقضى أكثر من عشرة آلاف مهاجر في البحر المتوسط منذ 2014، بينهم اكثر من 3200 منذ بداية 2016، بحسب مفوضية اللاجئين.

ويسعى المهاجرون واللاجئون الذين يعبرون المتوسط جميعهم تقريباً، للوصول إلى اليونان وإيطاليا.

وبحسب المفوضية، فإن حوالى 48% من الوافدين إلى اليونان سوريون، و25% منهم وصلوا من افغانستان و15% من العراق و4% من باكستان و3% من إيران. أما الذين يقصدون إيطاليا، فبينهم 20% من نيجيريا و12% من اريتريا و7% من السودان و7% من غامبيا و7% من غينيا و7% من ساحل العاج. (AFP)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها