قوات و طائرات و أنظمة صاروخية متطورة .. رويترز : روسيا تعزز قواتها في سوريا
أظهر تحليل أجرته رويترز لبيانات معلنة أن روسيا عززت قواتها في سوريا منذ انهيار وقف إطلاق النار في أواخر سبتمبر أيلول حيث أرسلت قوات وطائرات وأنظمة صاروخية متطورة.
وتشير البيانات إلى تضاعف حجم الإمدادات عن طريق الجو والبحر مقارنة مع فترة قاربت الأسبوعين قبل الهدنة.
وهذا أكبر نشر عسكري روسي في سوريا على ما يبدو منذ أن قال الرئيس فلاديمير بوتين في مارس آذار إنه سيسحب بعضا من قوات بلاده من هناك.
وقال محللون عسكريون إن القوة البشرية الإضافية ربما تشمل متخصصين لتشغيل نظام إس-300 لصواريخ أرض جو الذي نشر في الآونة الأخيرة.
وأضافوا أن ذلك النظام سيحسن قدرة روسيا على السيطرة على المجال الجوي في سوريا حيث تدعم قوات موسكو بشار الأسد وقد يكون الهدف منه ردع أي تحرك أمريكي أكثر صرامة.
وقال جاستين برونك الباحث في المعهد الملكي لدراسات الدفاع في لندن “النظام إس-300 يمنح روسيا بالأساس القدرة على إعلان منطقة حظر طيران فوق سوريا.
“كما يجعل أي محاولة أمريكية لفعل ذلك مستحيلة. يمكن لروسيا أن تقول فحسب: سنواصل الطيران وأي شيء يحاول تهديد طائراتنا سيعتبر معادياً سيدمر”.
ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على أسئلة مكتوبة. ورفض مسؤول كبير بسلاح الجو الحديث عن زيادة شحنات الإمدادات.
لكن بيانات جمعها مدونون أتراك لمشروعهم الإلكتروني (بوسفور نافال نيوز) وراجعتها رويترز تظهر أن إرسال التعزيزات عبر خط “سيريان إكسبريس” الملاحي الروسي من البحر الأسود زاد خلال سبتمبر أيلول وبلغ ذروته الأسبوع الماضي.
وأوضحت البيانات أن عشرا من سفن البحرية الروسية مرت في البوسفور في طريقها إلى سوريا منذ أواخر سبتمبر أيلول مقارنة مع خمس في الثلاثة عشر يوما التي سبقت الهدنة–من 27 أغسطس آب حتى السابع من سبتمبر أيلول.
ويشمل هذا العدد السفينة (ميراج) وهي سفينة صواريخ صغيرة شاهدها مراسل لرويترز تعبر البوسفور صوب البحر المتوسط يوم الجمعة.
وأرسلت سفينتا صواريخ أخريان إلى المتوسط يوم الأربعاء.
وكانت بعض السفن التي أرسلت إلى سوريا حمولتها كبيرة لدرجة أن خط الغاطس -وهو خط يرسم في أسفل جوانب السفن كعلامة لتحديد الارتفاع المسموح للماء الوصول إليه على السفينة- لا يكاد يرى فوق الماء. ورست تلك السفن في القاعدة البحرية الروسية في ميناء طرطوس السوري بمحافظة اللاذقية غرب البلاد. ولم تتأكد رويترز من حمولة هذه السفن.
ونشر موقع (فلايت رادار 24 دوت كوم) الإلكتروني بيانات تفيد بعودة الجنود والعتاد إلى سوريا جوا.
وأظهر تحليل أجرته لرويترز للبيانات أن طائرات الشحن العسكرية الروسية توجهت إلى قاعدة حميميم في سوريا ست مرات في الأيام الستة الأولى من أكتوبر تشرين الأول – مقارنة مع 12 مرة في الشهر في سبتمبر أيلول وأغسطس آب.
وقال برونك معلقا على تحليل البيانات “هم (روسيا) من المحتمل أن يخمنوا على نحو صائب أن السياسة الأمريكية ستتغير في آخر الأمر.
“ويدور في ذهنهم: سيتعين علينا فعل شيء حيال ذلك..لذلك من الأفضل أن نجلب مزيدا من الإمدادات الآن…قبل أن يصبح الوضع حساساً للغاية”.
وتظهر بيانات (فلايت رادار 24 دوت كوم) أن طائرات الشحن من طرازي إليوشن إي.إل-76 وأنتونوف إيه.إن-124 التي يستخدما الجيش الروسي توجهت إلى سوريا عدة مرات كل شهر. ولم يُعرف ماذا كانت تحمل هذه الطائرات.
لكن إليوشن إي.إل-76 وأنتونوف إيه.إن-124 يمكنهما حمل ما يصل إلى 50 و 150 طنا من العتاد على الترتيب وسبق أن استخدمتا لنقل مركبات ثقيلة وطائرات هليكوبتر إلى سوريا.
كما قامت طائرات ركاب تشغلها الدولة بما بين ست إلى ثماني رحلات من موسكو إلى اللاذقية كل شهر. ويقول مسؤولون غربيون إنها استخدمت لنقل قوات وعمال دعم ومهندسين.
وتوجهت طائرة إليوشن عسكرية روسية من أرمينيا إلى سوريا مرتين في مطلع أكتوبر تشرين الأول. وقال مسؤولون في يريفان إن الطائرات حملت معونات إنسانية من أرمينيا حليفة روسيا.
وذكرت صحيفة إزفيستيا الروسية الأسبوع الماضي أن مجموعة من طائرات سوخوي-24 وسوخوي-34 الحربية وصلت إلى قاعدة حميميم في سوريا لتعيد موسكو أعداد ذلك النوعين من الطائرات في سوريا إلى مستواها قبل السحب الذي أعلن في مارس آذار. (REUTERS)[ads3]