أصدقاء سوريا يبحثون ” سقوط حلب ” .. و بوتين يتفق مع بشار على دستور جديد و انتخابات بـ ” رقابة دولية صارمة “
يسعى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في لقاء لوزان اليوم الى الحصول على دعم دولي – إقليمي لمبادرة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، لإخراج عناصر «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة) من شرق حلب وبدء وقف للنار وإدخال مساعدات إنسانية واستئناف مفاوضات جنيف وفق المعايير الروسية، فيما يسعى وزير الخارجية الأميركي جون كيري الى البحث مع حلفاء أميركا الدوليين والإقليميين عن «خيارات ملموسة» لإقناع موسكو بتغيير موقفها بناء على مقترحات قدمها رؤساء أجهزة الاستخبارات في مجموعة «أصدقاء سورية» بينهم مدير «وكالة الاستخبارات الأميركية» (سي آي أيه) جون برينان خلال لقاء عقد في عاصمة أوروبية قبل أيام.
ومن المقرر أن يشارك في اجتماع لوزان لافروف وكيري ووزراء خارجية دول اقليمية، وسط أنباء عن عدم مشاركة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي قد يكلف مساعداً له حضور اللقاء. واستبق الرئيس فلاديمير بوتين الدعوة الى هذا الاجتماع بإيفاد مبعوثه الشخصي للشؤون السورية الكسندر لافرنييف الى طهران ودول اقليمية لطرح أفكار ملموسة لعرضها قبل طرحها في لوزان.
ووفق مسؤول غربي، فإن لافرينييف طرح سلة أفكار، تبدأ بتطبيق مبادرة دي ميستورا لإخراج عناصر «النصرة» من شرق حلب وإعلان وقف للنار في حلب وإغاثة المناطق المحاصرة واستئناف مفاوضات جنيف بين وفدي الحكومة والمعارضة القابلة بهذا المسار. وقال بوتين في مقابلة مع قناة “تي اف 1” الفرنسية انه اتفق مع الرئيس بشار الأسد على «تبني دستور جديد وإجراء انتخابات بموجبه تحت رقابة دولية صارمة». وزاد: «إذا لم يصوت الشعب للأسد سيحدث تغيير السلطة بطريقة ديموقراطية، لكن ليس من طريق التدخل المسلح من الخارج. أفهم أن ذلك قد لا يناسب البعض، وهذه الطريقة الديموقراطية لحل المسألة. لكننا لا نفقد التفاؤل ونأمل بإقناع زملائنا وشركائنا بأن هذا الطريق الوحيد للحل”. وكان كيري وافق في تراجع إضافي عن مواقف واشنطن السابقة، على مشاركة الأسد في انتخابات رئاسية مفترضة.
في المقابل، عُلم أن محاوري لافرينييف في المنطقة شككوا بمبادرة إخراج «النصرة» من شرق حلب لثلاثة أسباب: «الأول، العدد الذي يذكره دي ميستورا عن وجود 900 عنصر ليس صحيحاً لأن عناصر النصرة في شرق حلب اقل من هذا الرقم بكثير. ثانياً، ليس معروفاً ما هي الخطة الشاملة وما سيحصل بعد خروج عناصر النصرة. الثالث، أن الروس يتحدثون عن خروج جميع الفصائل المسلحة». واقترح مسؤول عربي الموافقة على دخول عدد مواز من المقاتلين المعارضين من «الجيش الحر» بدلاً من عناصر «النصرة» الخارجين من شرق حلب، إذا كانت مشكلة موسكو مع «النصرة» فقط.
في موازاة ذلك، يحمل وزير الخارجية التركي مولود جاووش اوغلو الى لوزان خطة من ست نقاط. وأفادت صحيفة «أكشام» التركية امس بأن الخطة التي وُضعت بعد زيارة بوتين الى انقرة تشمل «وقفاً للنار بين كافة الأطراف المتنازعة وبدء عملية إيصال مساعدات إنسانية في شكل عاجل ونشر مستشفيات ميدانية في مواقع بحاجة إلى ذلك، إضافة الى تعاون قوات التحالف الدولي وروسيا في مكافحة تنظيمي «داعش» و «جبهة النصرة» الإرهابيين بعد ضمان الهدنة، ووضع خريطة طريق حول التسوية في سورية بين حكومة البلاد والمعارضة». ونصت أيضاً على «إنشاء منطقة آمنة في سورية لتجنب موجة جديدة من اللاجئين وضرورة الحفاظ على وحدة أراضي سورية وتقليل كل الأخطار التي قد تؤدي إلى الإضرار بوحدة سورية ونشوب نزاعات على أساس عرقي وطائفي».
وتختلف أولويات لافروف عن الوزراء الآخرين بين تركيزه على حلب واستعادة السيطرة عليها والمسار العسكري و «الفصل بين المتطرفين والمعتدلين» عبر تقديم «مقترحات مستحيلة» وبين دول أخرى تضع وقف النار ضمن سياق سياسي، وفق المسؤول الذي أشار الى انزعاج لندن وباريس من استبعادهما من لقاء لوزان الذي يعقبه اجتماع في لندن لوزراء خارجية «النواة الصلبة» في مجموعة «أصدقاء سورية» بمشاركة كيري. وأفادت الخارجية البريطانية أمس بأن اللقاء سيبحث «الوضع السيئ في سورية والمناقشات الأخيرة في مجلس الأمن» حيث إنه «سيركز على تحقيق تقدم في خفض العنف وتحسين المساعدات الإنسانية» الى المناطق المحاصرة.
واستبق هذا اللقاء الوزاري اجتماع لرؤساء أجهزة الأمن في هذه الدول بينهم مدير «سي آي أيه» في عاصمة اوروبية لبحث مقترحات ملموسة وإجراء مراجعة لجميع الخيارات التي بحثها الرئيس باراك اوباما امس مع مسؤولي مجلس الأمن القومي في واشنطن. والتقدير الاستخباراتي، يفيد بأن القوات النظامية السورية مدعومة من روسيا وايران ستواصل «قضم» مدينة حلب بحيث تسقط في شكل كامل خلال 4 أو 6 أشهر و «فرض هذا الواقع على الإدارة الأميركية الجديدة» الربيع المقبل.
وتم تناول بعض المقترحات لـ «تبطيء» عملية سقوط حلب وتخفيف العنف والمعاناة الإنسانية، كان بينها تسليم فصائل مختارة من «الجيش الحر» صواريخ «غراد» بمدى يصل الى 40 كيلومتراً لإعاقة تقدم القوات البرية في شرق حلب وتسليم بعض المقاتلين مضادات جوية متطورة اكثر من مضادات جوية موجودة لدى «أحرار الشام» وأدت الى إسقاط طائرات قاذفة ومروحية سورية. وبدا واضحاً وجود رفض لفتح الجبهة الجنوبية وبدء «الجيش الحر» معارك بين دمشق والأردن بسبب وجود تفاهم بين عمان وموسكو على وقف القصف الجوي مقابل وقف الهجمات من المعارضة.
لكن أكثر الاقتراحات رواجاً بين «أصدقاء سورية» هو البحث في زيادة العقوبات على روسيا والضغط عليها للسير في حل سياسي، إضافة الى نقل ملف سورية الى الجمعية العامة للأمم المتحدة ورفع عدد الدول الداعمة لذلك من 62 الى مئة دولة. وشكت دول غربية من عدم وجود حماسة اقليمية للتصعيد ضد روسيا وزيادة التعاون بين موسكو وأنقرة.
واقترح أحد المشاركين أن تكون سورية «ساحة لوقف التمدد الروسي، لأنه إذا لم نفعل ذلك الآن فإن المحطة المقبلة قد تكون شرق اوروبا».
ابراهيم حميدي – الحياة
[ads3]
رغم ما يقال ان الادارة الامريكية هي مجموعة مؤسسات فان الرئيس ووزير الخارجية اقوياء بما يكفي لفرض قناعتهم على الجميع
وقد تبين تماما وبما لا يقبل الشك ان هذا الرئيس ليس في صف الشعب السوري اطلاقا ووزير خارجيته حليف للفرس دون مواربة وطالما ان الامريكان هم اصحاب الكلمة الاقوى ويفرضون رأيهم على الجميع من اوروبيين وعرب وغيرهم كثير فلا صديق لسوريا للاسف الشديد